أعلنت وزارة الصحة، اليوم، عن أن متوسط عدد الإصابات اليومى بفيروس «كورونا» بلغ خلال الأسبوع الماضى 8 إصابات، وذلك ضمن إجراءات الترصد والتقصى والفحوصات اللازمة التى تُجريها الوزارة وفقاً لإرشادات منظمة الصحة العالمية، لافتة إلى الاقتراب من «صفر وفيات» بعد أن وصل متوسط الوفيات اليومى إلى 4 حالات.

وقال الدكتور حسام عبدالغفار، متحدث الوزارة، فى بيان اليوم، إن متوسط عدد المتعافين اليومى من الفيروس بلغ 20 متعافياً، بعد تلقيهم الرعاية الطبية اللازمة وتمام شفائهم وفقاً لإرشادات منظمة الصحة العالمية، ليصل إجمالى عدد المتعافين من «كورونا» حتى الآن 445282 متعافياً. وأكد أنه طبقاً لتوصيات منظمة الصحة العالمية الصادرة فى ٢٧ مايو ٢٠٢٠، فإن زوال الأعراض المرضية لمدة 10 أيام من الإصابة يُعد مؤشراً لتعافى المريض.

نتوقع حدوث موجات جديدة ولن تكون بشراسة متحور «أوميكرون»

يُذكر أن عدد الحاصلين على اللقاحات بلغ حتى الآن 34 مليوناً و508 آلاف و460 من المحصنين بالكامل، وتناشد الوزارة المواطنين التسجيل على الموقع الإلكترونى لتلقى اللقاحات، إذ إنها تسهم فى حماية كافة أفراد الأسرة من الإصابات الشديدة بالفيروس ومتحوراته، مؤكدة أن الدولة المصرية لا تدّخر جهداً فى توفير اللقاحات للمواطنين بالمجان، وذلك فى إطار حرص الوزارة على الصحة العامة للمواطنين وعلى مكتسبات الدولة فى التصدى للجائحة.

«العليا للفيروسات» عن نتائج التحليل الجينى: لا سلالات خطيرة ..والسلالة المنتشرة حالياً «AB2» وهى الجيل الثانى من «أوميكرون»

وفى السياق نفسه، كشف الدكتور أشرف حاتم، رئيس لجنة الصحة بمجلس النواب، عضو اللجنة العليا للفيروسات التنفسية التابعة لوزارة التعليم العالى والبحث العلمى، حقيقة اكتشاف سلالات جديدة لفيروس «كورونا» بين المواطنين، من خلال التحليل الجينى للفيروس فى الفترة الحالية. وقال إن التحليل الجينى للفيروس، الذى أُجرى مؤخراً، أثبت عدم اكتشاف أى سلالات جديدة أو طفرات خطيرة داخل مصر حتى الآن، مشيراً إلى أن السلالة المنتشرة حالياً هى «أوميكرون»، وتحديداً الجيل الثانى منها AB2، وأنّه لا توجد أى سلالات خطرة بين المواطنين.

وأضاف رئيس لجنة الصحة بمجلس النواب، لـ«الوطن»، أن هناك متابعة لحظية من قبَل الجهات المعنية بمتابعة التسلسل الجينى لفيروس «كورونا» فى مصر، مشيراً إلى أن AB2 هى الأكثر انتشاراً، ولا توجد منها أى خطورة حتى الآن، وأن حالات الإصابة بها أقل من المتوسط.

وناشد المواطنين ضرورة الالتزام بتطبيق الإجراءات الاحترازية المشددة، وعدم الاطمئنان الشديد تجاه «كورونا»، متابعاً: «الحمد لله الحالات قليلة، لكن لا تزال موجودة، وكذلك عدد الوفيات بالمرض قليل».

وتابع بأن الأمل خلال الفترة المقبلة هو عدم زيادة حالات الإصابة بالفيروس، وأن يتم التوسع فى قاعدة التطعيمات ضد المرض، خاصة التطعيمات المعززة، ومضيفاً: «نأمل فى عدم بدء الموجة السادسة، والحمد لله أن التسلسل والمتابعة للفيروس لم تكتشف أى سلالات جديدة»، وطالب المواطنين بضرورة الاستمرار فى تطبيق الإجراءات الاحترازية، وارتداء الكمامة طوال فترة الوجود خارج المنزل.

«المصل واللقاح»: الوضع الوبائى فى مصر مستقر للغاية

ومن جانبه، قال الدكتور أمجد الحداد، رئيس قسم الحساسية والمناعة بهيئة المصل واللقاح، إن الدرجة الوبائية لفيروس «كورونا» فى مصر مستقرة للغاية فى نسب الإصابات والوفيات، ولم يتم رصد إصابات شديدة بالفيروس خلال شهر رمضان وإجازة العيد، وهذا مؤشر جيد جداً فى مصر بأن الدرجة الوبائية مستقرة كنسب إصابات ووفيات. وأضاف أن الدرجة الوبائية لفيروس «كورونا» فى العالم، ولا سيما فى الصين، أدت لإعادة تطبيق إجراءات الإغلاق فى بعض المناطق نظراً للإصابات الكثيرة للغاية بها، ولكن هذه الإصابات ما زالت من الدرجة البسيطة، وتكاد تكون معظمها دون أعراض. وأشار إلى أن استقرار الدرجة الوبائية فى مصر يرجع لسببين، السبب الأول منظومة اللقاحات القوية التى تدعمها الدولة، وتدعو المواطنين لأخذ الجرعة، والسبب الثانى الإجراءات الاحترازية، التى أصبحت أسلوب حياة عند البعض من ارتداء للكمامة والتعقيم المستمر.

وتابع «الحداد»: «مصر قريبة من الوصول لصفر وفيات، وهذا شىء مهم للغاية بفضل منظومة اللقاحات والجرعات التنشيطية، وأدعو الناس من جديد لضرورة الإقبال على منظومة اللقاحات بجرعاتها التعزيزية، لأنها أوصلتنا للدرجة الوبائية التى نقول عليها حتى الآن إنها مستقرة».

وتعليقاً على تحذير بيل جيتس بظهور متحور جديد فى العالم أكثر شراسة، وأن الأسوأ لم يأتِ بعد، قال إن مثل هذه المقولات تثير القلق فى مصر ودول العالم، ولكن إذا أقبل الجميع على منظومة اللقاحات سيتم السيطرة على الفيروس، علماً بأن «كورونا» سيظل موجوداً كفيروس لكن سيتم الإعلان عن انتهائه كجائحة.

ولفت «الحداد» إلى أنه بسبب طبيعة الفيروسات المتحورة من الصعب إيجاد لقاح طويل الأمد لها، وشركات الأدوية تتنافس بأن تنتج لقاحات تعطى أطول مدة ممكنة من المناعة الممتدة، وحتى الآن أقصى وقت لفاعلية اللقاحات من 6 أشهر لعام تقريباً وبعدها تقل المناعة المكتسبة من اللقاحات، ويحتاج الشخص لجرعات تعزيزية.

وقال إن أى تحور لفيروس «كورونا» سيحدث فى الفترة المقبلة سيكون أضعف من ذى قبل، فى قدرته وحدّته وخطورته، وقد يكون أكثر قدرة على الانتشار السريع والتخفى، لكن لن يكون أكثر قوة أو شراسة. وأضاف: «أعتقد أن نسخة أوميكرون ستكون آخر النسخ القوية، بعدها سيحدث نوع من التحور الضعيف للفيروس قد يكون مقاوماً للقاحات فى الإصابة، لكن اللقاحات لا تزال مهمة للحماية من المضاعفات»، موضحاً أن أى موجات لفيروس «كورونا» ستحدث الفترة المقبلة لن تكون بالقوة نفسها، متابعاً: «نتوقع حدوث موجات لكنها لن تكون بالقوة والشراسة والحدة نفسها».

وتعليقاً على التوقعات بأنّ منحنى الإصابات حول العالم سيرتفع مجدداً فى نهاية مايو وبداية يونيو من العام الحالى، قال إن سبب ذلك يعود لعزوف البعض عن أخذ اللقاحات والجرعات التعزيزية والتنشيطية، وعلى الرغم من أن جزءاً كبيراً من المجتمع حصل على الجرعتين الأولى والثانية، لكن البعض يعزف عن أخذ الجرعة التعزيزية.

وتابع: «طول المدة بين الجرعة الأولى والثانية والتنشيطية يجعل فرص الإصابات تزيد، لكن المطمئن أنّ الإصابات لن تكون بالقوة والحدّة نفسية، وتناول اللقاحات يجعل من هذه الإصابات إصابات ضعيفة، ومن كل 100 وفاة 99% منهم غير حاصلين على اللقاح أو مر عليهم 6 أشهر من أخذ اللقاح».

وعن ارتباط فيروس «كورونا» بالتهاب الكبد الحاد لدى الأطفال، أكد «الحداد» أنّه حتى الآن لا توجد أدلة علمية على ارتباطهما، لافتاً إلى أن بعض الدراسات تشير إلى أنّ بعض نزلات البرد قد تُحدث نوعاً من الالتهاب الكبدى الوبائى.