تستمر مصر في استقبال الأفواج السياحية وتحقيق الرواج المطلوب وعلى رأسها السياحة الروسية، ومنها على سبيل المثال وصول طائرة روسية إلى مطار الغردقة الدولي تحمل قرابة 300 سائح، ومن المتوقع وصول عدد الرحلات الوافدة من موسكو إلى 7 أسبوعيًا، عبر طائرات مصر للطيران في منتصف الشهر الجاري.

ويأتي ذلك بالتزامن مع دراسة التعامل مع السياح الروس بالروبل، على أن يتم التحويلات للفنادق من روسيا بالعملة المحلية الخاص بهم، الأمر الذي سيشجع على قدومهم إلى المقاصد المصرية، خاصة في ظل تشديد روسيا على التعامل معها بالروبل، وفقا لما ذكره هشام الطويل، مدير تعاقدات بإحدى شركات السياحة في تصريح خاص لـ«الدستور».. من هذا المنطلق هل يمكن أن يحل الروبل محل الدولار في التعاملات الاقتصادية المصرية والدول الأخرى.

من جانبه، قال الدكتور علي الإدريسي، الخبير الاقتصادي، إنه في الوقت الحالي لا يجب أن نعول على الدولار فقط أو الروبل فقط ولا أي عملة بعينها، ولابد من التنوع بشكل كبير في العملات التي يتم الاعتماد عليها ولكن يظل الاهتمام الأكبر بالدولار لأنه الأكثر استقرارًا والذي يعتمد عليه معظم شركائنا التجاريين.

وأضاف في تصريح لـ"الدستور": “وكذلك سيأتي روبل من السياح الروس الوافدين إلى مصر ولكن ما الذي يمكن شراؤه به، فالدول الأخرى تعتمد على الدولار في التجارة، ولكن يمكن أن يكون مفيدًا في شراء القمح من روسيا أو حبوب وزيوت، لذا لتجنب المخاطر يتم التنوع في العملات وهو ما يتحرك على أساسه البنك المركزي”.

وأشار إلى أن هذا المقترح ليس بالجديد فالاحتياطي النقدي هو في أساسه سلة من العملات بجانب الذهب، وعملية التنوع مطلوبة، وبالتالي مقترح التعامل مع السياح بعملة الروبل سيكون لها مردود إيجابي في ظل السياحة الروسية التي نعول عليها حاليا.

وأوضح الإدريسي، أن هذا المقترح بالتعامل مع السياح الروس بعملة الروبل هو ما سيشجع على زيادة الإقبال لأن العالم يمر بظروف استثنائية سواء على ارتفاع معدلات التضخم أو على مستوى الحرب الروسية الأوكرانية والتي امتدت لصراعات اقتصادية على مستوى العالم، ولذا الاعتماد على الروبل فقط يكون في أضيق الحدود وفي ظل استخدامات مدروسة بشكل تام، لافتا إلى أنه مع الحرب الدائرة يتحسن مستوى الروبل تحسن كبير نتيجة الضغط بملف الطاقة وملف الحبوب ولكن الحديث عن الاقتصاد المصري ما الذي يمكن أن نتعامل به مع أي دولة.

فيما رأى الدكتور خالد الشافعي، الخبير الاقتصادي، أن عملة الروبل في الوقت الحالي أصبحت مطلب وفرضتها روسيا على كل الدول المستوردة للنفط والغاز الروسي أن يتم التسديد بعملتها الأساسية، بعد أن انخفض سعره أمام الدولار في بداية الحرب إلا أنه ارتفع من جديد إلى مستويات ما قبل الحرب، لذا يمكن أن يتم الاعتماد على الروبل في التعامل مع السياح الروس القادمين بدلا من الدولار على أن تكون الحالات بالمثل بمعنى أن يتم الدفع لروسيا في حالة استيراد أو تصدير أي منتج بنفس عملة البلد وليس بالدولار.

وقال الشافعي في تصريح لـ"الدستور" إن الروبل يمكن أن يضعف من مكانة الدولار بناء على حجم التجارة العالمية على العملات الرئيسية والتي تمثل خمس عملات رئيسية ولم يكن بينها الروبل ولكن مع الوقت يمكن أن يصبح بينها وفقا لحجم التجارة البينية بين روسيا والدول الأخرى.

وأوضح الشافعي، أن الروبل يتنافس مع الدولار عند مقارنة مرتبة الاقتصاد الروسي بين الاقتصادات العالمية وكذلك مرتبة الاقتصاد الأمريكي في نفس المستوى وهذا الذي يمكن أن يحدد مدى قوة الروبل أم الدولار في التعاملات المالية والرئيسية حول العالم، من خلال قوة الاقتصادات التي يتعامل معها، موضحًا  أن الدولار هو العملة الرسمية لأكبر اقتصاد على مستوى العالم.

وعن مقترح التعامل مع السياح الروس بعملة الروبل، أجاب الشافعي أن هذا المقترح من الممكن تنفيذه لأنه يعزز من قوة السياحة وتدافع السائحين إلى مصر ولكن هذا بشرط أن تعيد مصر تصدير الروبل إلى روسيا مرة ثانية بناء على سداد الالتزامات المصرية من قبل روسيا بناء على حجم التجارة ولا يصبح الدولار طرفا في العلاقة، وهذه الخطوة إيجابية وتصب في صالح مصر وروسيا بحيث تكون العملة المحلية هي الدائرة بين الطرفين.