بأسلوب كوميدي ساخر، وجهت مسرحية محلية حملت اسم «وديمة عويش»، جرى عرضها مساء أول أمس على خشبة مسرح جمعية الثقافة والفنون بالأحساء بمقر المكتبة العامة بالهفوف، انتقادًا واسعًا لتكليف وتعيين أطباء «أجانب» وكوادر فنية وتمريضية داخل عيادات تخصص «طب الأسرة» في مراكز الرعاية الصحية الأولية المنتشرة في الأحياء، وفي مختلف مناطق ومحافظات السعودية، وذلك لصعوبة تعامل المرضى مع الأطباء، بسبب اختلاف اللغة واللهجات بين الأطباء الأجانب «المقيمين»، والمرضى والمراجعين «السكان المحليين».

الخط الأول

اعتبرت بعض مشاهد المسرحية، التي امتدت زهاء الساعة والنصف، وشارك فيها الممثل السعودي حسن العبدي (مؤلف ومخرج المسرحية، وأحد أبرز رواد المسرح بالأحساء، ومن المؤسسين لفرع الجمعية بالأحساء قبل أكثر من 50 عاماً)، عيادات مراكز الرعاية الصحية الأولية، بالخط الأول لاستقبال وتشخيص المريض، وهو الأمر الذي يتطلب وصول المعلومة من المريض إلى الطبيب بشكل صحيح، والإلمام بكافة المفردات، من بينها مفردات اللهجة المحلية، للخروج بتشخيص صحيح، وتدوينها بالشكل الصحيح في الملف الطبي الخاص بالمريض لمتابعتها في الزيارة العلاجية المقبلة، وتثبيتها في السجل والتاريخ المرضي، خاصة المراجعين من فئات كبار السن، وفضلت المسرحية تكليف أطباء في عيادات طب الأسرة تحديدًا، كوادر طبية محلية من أبناء المدينة نفسها.

محدودية المواقف

سلطت مشاهد المسرحية الاجتماعية الضوء على ارتفاع أسعار الدخول لبعض المشاريع السياحية والترفيهية في الأحساء، ومحدودية مواقف السيارات في مستشفى الملك فهد في الهفوف، وما تشكله من معاناة للمرضى والمراجعين، وتفاقم الأمر في ذلك عقب تحويل كثير من مساحات المواقف المخصصة للسيارات إلى مرافق ومنشآت صحية إضافية جديدة، بالإضافة إلى معالجة تكدس العمالة في المساكن الجماعية، وما يصاحبها من ضعف تطبيق الإجراءات الاحترازية لمواجهة الأوبئة، ومن بينها فيروس «كورونا».وعالجت المسرحية بقالب كوميدي بعض مشاكل تربية الحيوانات في المنازل، والحد من إيذاء السكان المجاورين، واضطهاد الزوجة، وتناولت المسرحية الاحتفاء بمجموعة من أبناء الأحساء، الذين كانت لهم إسهامات متميزة في مختلف الأصعدة الثقافية والعلمية والأدبية والوظيفية، والاحتفاء بتمكين المرأة وظيفيًا، ومساهمتها الفاعلة في المجتمع، وقيادة المرأة للسيارة.

%100 سعودية

بدوره، أشار المشرف العام على المسرحية الدكتور عبدالله الحليمي لـ«الوطن» على هامش العرض المسرحي، إلى أن المسرحية 100 % كوادر سعودية، من ممثلين وفنيين ومنظمين، وبين الطاقم التمثيلي 3 فتيات سعوديات، استطعن أن يؤدين العرض بكل احترافية، رغم أن هذه هي المشاركة الأولى لهن مسرحيًا بهذا الحجم التمثيلي على خشبة المسرح، وأمامهن مستقبل مسرحي مشرق، وجرى تصوير المسرحية سينمائيًا وتليفزيونيًا، تمهيدًا لعرضها في أوقات لاحقة عبر شاشات القنوات الفضائية، وفي دور السينما داخل وخارج المملكة، والمشاركة فيها في المحافل والمسابقات المحلية والدولية.