منح الرئيس الفلسطيني محمود عباس، السبت، الشهيدة الصحفية في قناة الجزيرة، شيرين أبو عاقلة، وسام نجمة القدس.

جاء ذلك خلال استقباله، بمقر الرئاسة في مدينة رام الله، عائلة أبو عاقلة، بحضور مدير عام قناة الجزيرة القطرية أحمد اليافعي، وأعضاء من اللجنتين التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، والمركزية لحركة "فتح"، وعدد من الشخصيات الوطنية ورجال الدين المسيحيين والمسلمين، وزملاء أبو عاقلة في الجزيرة بمكتب رام الله.

وأوضحت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية " وفا"، أن منح عباس، أبو عاقلة، نجمة القدس، جاء تقديراً لعطائها الوطني، ودورها الإعلامي المتميز في قناة الجزيرة، دفاعاً عن وطنها فلسطين وقضية شعبها بالكلمة الأمينة الصادقة، وتثميناً عالياً لشجاعتها وتفانيها والتزامها المهني، ونقل معاناة الشعب الفلسطيني في القدس وفلسطين.

وأشاد عباس بدور قناة الجزيرة في تغطية الأحداث في فلسطين.

وأكد الرئيس الفلسطيني، على "إصرار فلسطين على ملاحقة الجناة من قوات الاحتلال الإسرائيلي".

وجدد عباس تأكيد أن "إسرائيل لن تكون شريكة في أي تحقيق يتعلق باستشهاد الصحفية شيرين أبو عاقلة لأنها مسؤولة عن قتلها".

‎ووسام "نجمة القدس"، يمنحه الرئيس الفلسطيني، للشخصيات المؤثرة التي تخدم الشعب الفلسطيني وقضيته، وهو أحد أرفع الأوسمة، بعد وسام دولة فلسطين.

وكانت فلسطين، قد رفضت طلباً إسرائيلياً بالمشاركة في التحقيق.

وفي السياق، منح الرئيس الفلسطيني، ميدالية التقدير لكل من الصحفي الفلسطيني علي صادق السمودي، والصحفية الفلسطينية شذى إبراهيم حنايشة، والشاب شريف عمر عبد اللطيف عزب، والمصور الصحفي في قناة الجزيرة مجدي بنورة.

وجاء تكريم الصحفيين تثميناً لجهودهم ولعملهم الصحفي في أصعب الظروف، مدافعين عن قضية شعبهم ووطنهم فلسطين، فيما جاء تكريم عزب تثميناً لشجاعته وعمله الجريء لإنقاذ الصحفية حنايشة، ومحاولة إنقاذ أبو عاقلة.

والأربعاء، استشهدت الصحفية أبو عاقلة (51 عاماً)، جراء إصابتها برصاص الجيش الإسرائيلي في مدينة جنين شمالي الضفة الغربية المحتلة، وفق وزارة الصحة الفلسطينية، فيما أصيب السمودي بجراح.

واستطاع مصور الجزيرة "بنورة" توثيق مقتل أبو عاقلة، وهي ملقاة على الأرض، بجوار جدار، تحت شجرة، بينما تقف زميلتها شذى حنايشة، عاجزة عن تفقدها، بسبب استمرار إطلاق النار، بالإضافة إلى محاولة الشاب عزب إنقاذ الصحفيتين.

إسرائيل تفتح تحقيقاً

قررت الشرطة الإسرائيلية، السبت، فتح تحقيق واسع لبحث ملابسات اعتداء عناصرها بالضرب على حاملي نعش الصحفية شيرين أبو عاقلة خلال تشييع جنازتها بالقدس.

وقالت قناة "كان" الإسرائيلية الرسمية، إنه بعد طلب من وزير الأمن الداخلي "عومر بارليف" تقرر فتح تحقيق في الواقعة.

فيما قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية: "عقب العاصفة والإدانات التي أحدثتها صور جنازة شيرين أبو عاقلة، والتي وُثِق خلالها عناصر الشرطة وهم يعتدون على عدد من حاملي نعش الصحفية الفلسطينية، أمر قائد الشرطة (كوبي شبتاي)، بفتح تحقيق على أن يجري عرض نتائجه في الأيام المقبلة".

من جانبه، كتب الوزير "بارليف" مغرداً على تويتر: "عملت شرطة إسرائيل، أمس (الجمعة)، من أجل السماح بسير جنازة الصحفية شيرين أبو عاقلة بشكل صحيح بالتنسيق مع عائلتها، انطلاقاً من فهم واضح لحساسية وتعقيد الحدث".

وتابع: "لسوء الحظ، خلال الجنازة، اندلعت أحداث عنف شديدة من جانب المشاركين بها، مما أدى إلى تفاقم الوضع على الأرض"، على حد قوله.

وأشار إلى أنه جرى تعيين فريق تحقيق بالتنسيق مع قائد الشرطة، لإجراء تحقيق شامل لكشف ملابسات ما حدث خلال الجنازة و"استخلاص العبر" من نتائجه.

وفي وقت سابق، السبت، وصف وزير التعاون الإقليمي الإسرائيلي عيساوي فريج، سلوك الشرطة الإسرائيلية خلال جنازة أبو عاقلة بـ"الكارثة الأخلاقية"، التي "تضر بصورة إسرائيل".

وتساءل الوزير عن "سبب خوف الشرطة الإسرائيلية من الأعلام الفلسطينية رغم أنها لا تشكل انتهاكاً للقانون"، على ما نقلت "يديعوت".

وعبرت الإدارة الأمريكية، الجمعة عن انزعاجها "الشديد" إزاء مشاهد العنف المرتكب من قبل الشرطة الإسرائيلية خلال جنازة أبو عاقلة، فيما أدانت قطر ومصر، الاعتداء على الجنازة.

والجمعة، هاجمت الشرطة الإسرائيلية، فلسطينيين بعد شروعهم في تشييع جثمان الصحفية أبو عاقلة بالقدس الشرقية.

وحاول المشيعون الخروج من المستشفى الفرنسي في حي الشيخ جراح، وهم يحملون الجثمان، وسط ترديد شعارات وطنية والتلويح بالأعلام الفلسطينية، قبل أن تقتحم الشرطة الإسرائيلية المستشفى وتصيب عشرات منهم، حسب الهلال الأحمر الفلسطيني، فيما زعمت الشرطة أن مشاركين حاولوا "الإخلال بالنظام".

وأبو عاقلة من مواليد مدينة القدس عام 1971 ومن أوائل المراسلين الميدانيين لقناة الجزيرة القطرية التي انضمت إليها عام 1997، وهي حاصلة على درجة البكالوريوس في الصحافة والإعلام من جامعة اليرموك بالأردن.

TRT عربي - وكالات