الشعب الأفغاني يدفع ثمن العقوبات الاقتصادية ضد «طالبان»


قال موقع «ذي أمريكان بروسبيكت»: إن الحرب على الإرهاب في أفغانستان لا تزال مستمرة.

وبحسب مقال لـ «عمران فيروز»، فإن محمد سليم، وهو أفغاني من ولاية بغلان شمال أفغانستان، ليس من أنصار حركة طالبان، ومع ذلك فهو يحاول أن يرى النصف الممتلئ من الكوب.


وتابع يقول: وفقًا له، هناك بعض الجوانب الإيجابية التي لا يمكن إنكارها جراء تغيير النظام، وأضاف: بحسب سليم، كانت منطقة تششم من أخطر الأماكن خلال الـ20 عامًا الماضية، حيث كانت الاشتباكات بين مقاتلي طالبان والجيش الوطني الأفغاني تدور بانتظام قبل أن ينهار الجهاز العسكري.

ومضى الكاتب يقول: تمتلئ معظم الشوارع بنقاط التفتيش التابعة لطالبان، ولا يمكن إنكار أن القادة الجدد للبلاد يحكمون من خلال الخوف والترهيب، وهو ما أدى إلى انخفاض العنف وإن لم يختفِ.

وأردف يقول: على الأقل في منطقتين جبليتين، أنداراب وخوست، لا تزال الميليشيات المناهضة لطالبان، المكونة أساسًا من جنود الجيش السابقين، نشطة، حيث تتحين الفرصة بمجرد ذوبان ثلوج الشتاء لزيادة الضغط على الحركة.

جبهة المقاومة

ويقول فيروز: لا يزال غير معروف تمامًا كم عدد الأفغان الذين انضموا إلى ما يسمى بجبهة المقاومة الوطنية (NRF) التي يقودها أحمد مسعود، نجل قائد «المجاهدين» الشهير أحمد شاه مسعود، لمحاربة طالبان، هذا بخلاف أمراء الحرب السابقين والمسؤولين العسكريين المرتبطين بالحكومة المنهارة، معظمهم، مثل مسعود نفسه، في المنفى.

وتابع: إذا كانت جبهة المقاومة الوطنية موجودة بالفعل بشكل فعَّال يبقى أمرًا محل تساؤل، واستطرد: خلال الأشهر القليلة الماضية، ظهر العديد من أنصار الحركة على الإنترنت، وقادوا حملة من الأخبار الكاذبة والانتقادات الموجهة ضد الشخصيات التي يُنظر إليها على أنها معادية.

وتابع: ومع ذلك، فإن وجودها غير المتكافئ على الإنترنت بالنسبة إلى الأرض دفع النقاد إلى تصنيف الجبهة على أنها حركة على الإنترنت، ليس لها تأثير يُذكر في العالم الحقيقي، حتى في بغلان، وصفهم البعض بـ «أسطورة فيسبوك».

ومضى يقول: لكن آخرين مرتبطين بالميليشيات لا يتفقون مع هذا الرأي.

وأردف: قال لي جندي سابق في الجيش الوطني الأفغاني «إنهم مجبرون على القتال لأن طالبان لا تريد سلامًا حقيقيًا»، واستطرد: أشار الجندي في الوقت الحالي إلى أنه مختبئ، لكنه يستعد للانضمام إلى الجبهة في جبال بغلان قريبًا، ويلفت الجندي، مثل غيره من المراقبين، إلى أن طالبان تسيطر على معظم الطرق السريعة ولا تسمح بنقل أخبار المناطق المتضررة، حيث تفرض رقابة على الأخبار وتخيف الناس.

ومضى الكاتب يقول: لقد نسي الكثير من العالم أفغانستان منذ الصيف الماضي، تضاءل الاهتمام بالبلد مع رحيل القوات الأمريكية النهائية، في حين أن النقاط الساخنة الأخرى، مثل أوكرانيا، تجذب الأضواء العالمية.

تحقق توقعات

واستطرد الكاتب عمران فيروز بقوله: بالنسبة لطالبان وأنصارها، فإن البلد أخيرًا في سلام، بالنسبة للآخرين، يبدو أن الدولة قد وصلت إلى مرحلة أخرى من الصراع المستمر منذ 4 عقود، والذي، كما توقع بعض المراقبين قبل سنوات، تقاتل فيه طالبان جماعات أكثر تطرفاً منها.

وأضاف: تحققت هذه التوقعات بطريقة متفجرة خلال الشهر الماضي، في غضون أسبوع واحد خلال شهر رمضان، قيل إن «داعش خراسان» نفذت عدة تفجيرات انتحارية في أجزاء مختلفة من البلاد، وقُتل فيها العشرات، وفي الأسبوع الأخير من أبريل، استهدف هجوم آخر غرب كابول مسجدًا وقتل ما لا يقل عن 70 شخصًا.

ومضى يقول: بصرف النظر عن قتلة تنظيم «داعش خراسان» الإرهابي، هاجمت الطائرات الباكستانية في منتصف أبريل المدنيين في مقاطعتي كونار وخوست المتاخمتين، مما أسفر عن مقتل 45 شخصًا على الأقل.

وتابع: كأن هذا لم يكن كافيًا، حيث يزعم عدد متزايد باطراد من الشهود استمرار وجود طائرات أمريكية بدون طيار تحلق في سماء أفغانستان، حتى الآن، ولم ترد تقارير عن أي ضربات، لكن الأمور في أفغانستان، كما أظهرت العقود الأربعة الماضية، يمكن أن تتغير بسرعة، ومَن يدري ماذا سيجلب المستقبل.

وأضاف: في غضون ذلك، يتضور الأفغان العاديون جوعاً، ويرجع ذلك في الأساس إلى العقوبات وأزمة العملة، وما زالت احتياطيات البلاد من العملات الأجنبية، التي تبلغ قيمتها مليارات الدولارات، مجمدة، وتؤدي هذه العقوبات إلى تفاقم معاناة الملايين من المواطنين، وهي على ما يبدو مصممة لغرض وحيد هو تقويض حكم طالبان، لكن بالنسبة لإدارة بايدن، يبدو أن الحرب ضد الشعب الأفغاني لم تنتهِ بعد.

الحرب الاقتصاديةوأضاف: بينما استخدمت القنابل والصواريخ في الماضي، أصبحت الحرب الاقتصادية حاضرة، ويلقي العديد من الأفغان باللوم على كل من الولايات المتحدة وطالبان في الوضع الحالي.

وأردف: أصبح من الواضح أن قيادة الحركة، التي يهيمن عليها بشكل أساسي مخضرمو الحركة منذ التسعينيات، لم تكن مهتمة بأي تغيير أيديولوجي وأرادت فرض وجهات نظرها.

وتابع: يدين هؤلاء المتعصبون بموقفهم في جزء كبير منه للحرب التي قادتها الولايات المتحدة على الإرهاب، على الرغم من أن وسائل الإعلام الأمريكية صوَّرتهم على أنهم كتلة غير متمايزة من المتعصبين، إلا أن لدى طالبان في الواقع فصائل.

وأشار إلى أن معظم قادة طالبان الأكثر عملية وواقعية الذين كانوا مهتمين بالحوار أثناء الاحتلال، قد قتلوا، وأبرزهم الملا أختار محمد منصور الذي قُتل في غارة جوية أمريكية بطائرة بدون طيار في مقاطعة بلوشستان الباكستانية في مايو 2016، بعكس الزعيم الحالي لحركة طالبان الملا مولوي هيبة الله اخوندزاده.

وأضاف: كان أختار محمد منصور معروفًا بالواقعية البراغماتية، أثناء قيادته وزارته، حتى أنه على استعداد للعمل مع الشيوعيين الأفغان السابقين، وانتقد زملاءه الأيديولوجيين في طالبان، وبسبب مشكلته، قتل هو والعديد من رفاقه المعتدلين على يد آلة الحرب الأمريكية.

ونوه إلى أن غياب مثل هؤلاء أدى إلى إطالة أمد الحرب، وعطل أي نوع من عملية السلام، وقاد إلى تصدر المتشددين الذين يقودون أروقة سلطة الدولة الآن.
تاريخ الخبر: 2022-05-15 03:24:19
المصدر: اليوم - السعودية
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 53%
الأهمية: 53%

آخر الأخبار حول العالم

أطلنطا سند للتأمين تطلق منتوج التأمين متعدد المخاطر برو + المكتب

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-14 12:26:14
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 55%

أطلنطا سند للتأمين تطلق منتوج التأمين متعدد المخاطر برو + المكتب

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-14 12:26:18
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 61%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية