وقت الأزمة, تعرف اللي له واللي ملهش لازمة!
حرب روسيا وأوكرانيا بينت حاجات كتيرة للعالم, ووضحت أد إيه إحنا قصرنا فـ حق نفسنا, لما أهملنا “القمح” المحصول الإستراتيجي والرمز المهم من رموز الهوية المصرية!

مصر طول عمرها بتنتج القمح لحد الكفاية والتصدير, لدرجة إن لما حصل واتأخر توريد القمح المصري لبيزنطة (مكانها قريب من منطقة الحرب الحالية), حصلت مجاعة هناك فـ أوروبا!

أول مرة مصر تستورد القمح, مكنش عشان المصريين, إنما عشان قوات الإحتلال البريطاني, لأن الإنتاج بتاعنا سنة 1951 كان يادوب يكفي المصريين!

بعد كده تجارنا عرفونا السكة (سكة الإستيراد), وقل إنتاج القمح المحلي وزاد الإستيراد!
أكتر من سبعين سنة بنستورد القمح!
أكتر من سبعين سنة محصلش علاج لمشكلة انتاج القمح!
أكتر من سبعين سنة مش قادرين نوضح أهمية القمح, محصولنا الوطني!

الأمة المصرية اكتشفت الزراعة, وكان أول وأهم إنتاجها “القمح”!
زراعة القمح وانتاج دقيق العيش, نقل حضارة الإنسان من مرحلة الصيد والجري لمرحلة الإستقرار بالزراعة والري!
عشان كده بنشوف غيطان الـ “يارو” المزروعة قمح, جايزة الأبرار!
يعني الوعد الإلهي للمجتهدين الطيبين, غيطان قمح فـ جنات النعيم!
شوفوها يا مصريين, مرسومة ع الحيطان, هدية للمؤمنين!
بالمناسبة الجنة اللي وصفها المصري القديم, مكنتش للكسلانين, دي فيها حرت وزراعة وري وحصاد للمحاصيل, كل الحكاية انها بتوفر ظروف نموذجية للحياة!

مصر مش بس زرعت القمح, وكفت نفسها وعرفت العالم بزراعته وطريقة انتاج دقيق للعيش (الخبز), انما كمان عرفتنا اسمه “قمح” اللي موجود فـ كل لغات المنطقة, ظهر الإسم لأول مرة بالكتابة الهيروجليفية, ومنها للآرامي والسرياني, ومنهم للجعزي الأثيوبي والعبري والعربي!

يعني القمح مرتبط بمشوار الحضارة المصرية, مشوار الإنتاج والريادة!
يبقا القمح مش مجرد محصول مطلوب ياخد حقه من الرعاية والإهتمام, القمح محصول وطني, رمز من رموز الهوية الوطنية!
طب إززاي نفتخر برمز وطني, بدأ مع بداية الحضارة فـ الكون, واحنا لسة بنستورده؟

ياريت حكومتنا فـ الجمهورية الجديدة, تفرحنا بزيادة انتاجنا من القمح, وترجع الفرحة اللي عبر عنها حسين السيد ومحمد عبد الوهاب فـ الأغنية المشهورة:
النسمة عرفت مواعيده هزت من شوقها عناقيده
والقمح الليلة الليلة ليلة عيده, يا رب تبارك يارب وتزيده

ملحوظة: هذا المقال مكتوب باللغة المصرية وليس باللغة العربية.. الكلمات قد تبدو بها أخطاء إملائية مقارنة باللغة العربية، لكنها في الحقيقة صحيحة بحسب القواعد اللغوية للغة المصرية.