العذراء مريم.. ورموز في العهد القديم


١ – العذراء مريم تشبه العليقة التي رآها موسى النبي في البريّة، تلك العليقة المتقدة، التي غمرها الله بالعظمة والمجد، وجعلها وسط النيران الملتهبة سالمة سليمة، محافظةً على رطوبة جذورها وخضرة أغصانها وعطر أزهارها.
هكذا السيدة العذراء غمرها الله بالنعم والخيرات، وملأها من القوة الإلية، وحافظت بين عظائم السماء وتمجيد الملائكة على كمال البتولية عندما ولدت لنا عمانوئيل إلهنا .

٢ – عصا هارون أزهرت دون غرس بشري على خلاف سنن الطبيعة. ومريم العذراء القديسة حبلت وولدت بأعجوبة خارقة الطبيعة قدّوس الله، تلك الزهرة التي تنبأ عنها الأنبياء: ” فلذلك يؤتيكم السيد نٓفسُه آيةً : ها إنّ العذراء تحمِلُ فتلِدُ ابناً وتدعو اسمه عمانوئيل ” ( أشعيا ٧ : ١٤ ) .

٣ – تابوت العهد عرش الله وحصن إسرائيل : صُنع من خشب الأرز الثمين الذي لا يفسد، وطلي بالذهب، وأغناه الله بأجمل الزينات، وأعدّه ليحوي لوحي العهد، والمنّ العجيب الذي نزل من السماء في الصحراء.
هكذا السيدة العذراء هي أنقى من الذهب وأمتن من خشب الأرز الذي استعمل لبناء تابوت العهد. وقد زينها الله بكل مواهب الطبيعة والنعمة، وأعدّها لتحوي في أحشائها المشرّع الإلهي والمن العجيب، ذلك الخبز الحي النازل من السماء .

٤ – برج داؤد القوي بدروعه العديدة، الذي كان يحمي شعبه من شرّ عدوان أعدائه. والعذراء مريم الذي قال عنها الكتاب المقدّس ” المرهوبة كصفوف تحت الرايات “. هي سند الكنيسة، شفيعة المؤمنين وحاميتهم ضد عدو البشرية الغادر ابليس- الشيطان.
وفضلاً عن هذه الرموز، يقدّم لنا الكتاب المقدّس عدة عناصر وتشبيهات بديعة تُشيد بأمجاد السيدة العذراء .
فيقول عنها الكتاب المقدّس انها: ” جميلة كالسوسنة بين الأشواك ” ( نشيد الأناشيد ٢ : ٢ ) ، وهي : “كالأرز في لبنان ارتفعت وكالسرو في جبال حرمون، كالنخل وكغراس الورد في أريحا، كالزيتون النضيرِ في السّهل وكالدُّلب ارتفعت. كالدّارٓصيني والقُندول العطر فاح عِطري، وكالمُرِّ المُنتقى انتشرت رائحتي، كالقِنّةِ والجٓزع والميعةِ ، ومثل بُخار اللُّبان في الخيمة. إني مددت أغصاني كالبُطمة، وأغصاني أغصان مجدٍ ونعمة. أنا كالكرمةِ أنبتُ النعمة، وازهاري ثمارُ مجدٍ وغنى. تعالوا إليّ أيُها الراغبون فيّ وأشبعوا من ثماري. فإنّ ذكري أحلى من العسل، وميراثي ألذُّ من شهدِ العسل ” ( يشوع بن سيراخ ٢٤ : ١٣ – ٢٠) ، يعلو مجدها كما تعلو جبال لبنان التلال التي تحيطها .

إن ّ المزامير وأناشيد سليمان الحكيم وأسفار الأنبياء حافلة بذكر العذراء. فهي كالشمس التي تبعث أشعة أنوارها البهيّة في الفضاء قبل بزوغها في الأفق .

نعم ، إنّ معنى هذه النبؤات كان مخفياً على الكثيرين وغير واضحاً، ولكن أُمنا الكنيسة المقدّسة ، أزاحت عنها الستار وأظهرت لنا تلك الرموز من الأشخاص والأشياء، صورة بديعة للسيدة العذراء ، التي ابدعتها يد الله القديرة ، وجعلتها إناءً طاهراً ونقياً للكلمة المتجسد .
حقاً ، إنها جميلة ورائعة تلك الصورة التي أشارت إليها الكتب المقدّسة ، وعظيمة تلك النبؤات التي قيلت وكُتبت عنها . ولكن أعظم منها هي ، بلا شكّ ، الحقيقة نفسها .
هذه النبؤات ما هي إلاّ ظلّ الحقيقة ، وليست شيئاً أمام شخص مريم . فهي أشبه بهذه الأنوار القمريّة الضئيلة التي تتوارى بظهور كوكب الشمس المنير .

+المطران كريكور اوغسطينوس كوسا
اسقف الاسكندرية للأرمن الكاثوليك

تاريخ الخبر: 2022-05-15 09:21:17
المصدر: وطنى - مصر
التصنيف: غير مصنف
مستوى الصحة: 56%
الأهمية: 57%

آخر الأخبار حول العالم

سكوري : المغرب استطاع بناء نموذج للحوار الاجتماعي حظي بإشادة دولية

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-04-30 00:25:27
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 68%

تحديات تواجه نستله.. لهذا تقرر سحب مياه “البيرييه” من الاسواق

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-04-30 00:25:39
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 62%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية