يطوي جان كاستكس الإثنين صفحة من حياته السياسية كرئيس للوزراء في فرنسا حيث قدم استقالته الاثنين للرئيس المعاد انتخابه إيمانويل ماكرون، بعدما شغل المنصب لعامين.
ويعد كاستكاس الذي خلف إدوار فيليب المستقيل في 3 يوليو/تموز 2020، واحدا من كبار موظفي الدولة الفرنسية، عمل في وزارة الصحة وفي قصر الإليزيه قبل أن يصبح مفوضا مشتركا بين الوزارات لشؤون رفع إجراءات العزل الصحي التي اتخذت من أجل مكافحة تفشي فيروس كورونا.
وقبل توليه لرئاسة الوزراء لم يكن كاستكس معروفا كثيرا في الوسط السياسي الفرنسي، فهو ينتمي لحزب "الجمهوريين" وترأس بلدية براد الصغيرة الواقعة جنوب فرنسا، كما خدم لمدة عامين في منصب ثاني أكبر موظف في قصر الإليزيه إبان ولاية الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي بين عامي 2007 و2012.
" لا تنسوا أبدا أننا في خدمة الفرنسيين"
وخلال وجبة غذاء شارك فيها وزراء الحكومة في حديقة قصر "متنيون" الأسبوع الماضي قال كاستكس: "لا تنسوا أبدا أننا في خدمة الفرنسيين. العمل السياسي هو عمل جماعي. طبعا الطموحات السياسية شرعية ومسموحة لكل واحد، لكنها لن تكون جادة إلا إذا كانت في خدمة المجتمع وجميع الناس".
وتابع: "لا أريد منصبا وزاريا ولا أطلب أي شيء. الجميع يجب أن يعترف بأنني لم أستغل منصبي لأخدم حياتي السياسية المستقبلية، كما أنني لم أتآمر مع أحد لكي أحتل منصب رئيس الحكومة"، مشيرا أنه "سيمارس السياسة بشكل آخر".
قريب من الريفيين
وشغل جان كاستكس منصب رئيس بلدية براد في منطقة بيريني أتلانتيك جنوب غرب فرنسا بين 2008 و2020. كما عين أيضا نائبا للأمين العام لرئاسة الجمهورية الفرنسية خلال عامي 2011 و2012.
عرف بوفائه للرئيس ماكرون وبأنه رجل لا يملك طموحا سياسيا مثل بعض المسؤولين الذين احتلوا سابقا منصب رئيس الحكومة الفرنسية. كما عرف كاستكس أيضا بقربه للريف الفرنسي وللفرنسيين البسطاء.
حاول جان كاستكس أن يحل مشاكل الفرنسيين ووظف كل طاقته من أجل تحسين ظروفهم المعيشية بعيدا عن الحسابات والتكتيكات السياسية. الأمر الذي جعله يحظى باحترام كبير من وزرائه أولا ومن الفرنسيين ثانيا.
وأعيد انتخاب ماكرون لولاية ثانية في 24 نيسان/أبريل ويأمل الرئيس أن يحتفظ بالغالبية المطلقة في الجمعية الوطنية إثر الانتخابات التشريعية المقررة يومي 12 و19 حزيران/يونيو.
طاهر هاني
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم