ردّاً على المزاعم المتداولة على وسائل التواصل الاجتماعي في تركيا مؤخراً حول سرقة ألماسة "Kaşıkçı Elması" أو كما يُطلَق عليها بالعربية "ألماسة صانع الملاعق"، وتبديل أخرى مزورة بها، عقدت رئاسة القصور الوطنية مؤتمراً صحفياً أعلنت من خلاله أن هذه المزاعم لا أساس لها من الصحة وأن الألماسة ما زالت في مكانها.

إلى جانب نفيها هذه الادعاءات الكاذبة، أكّدَت إدارة القصور الوطنية في الجمهورية التركية أن الأخبار التي تُدُووِلت في الفترة الماضية ما هي إلا محاولة متعمدة لتضليل المواطنين والتأثير في السياحة بعد انتعاشها مؤخراً.

وما زالت "ألماسة صانع الملاعق"، التي تزن 86 قيراطاً وتحيط بها 49 ماسة صغيرة في صفوف مزدوجة، معلَّقة في علبة زجاجية على جدار الغرفة الثالثة في قسم الخزانة الإمبراطورية في "جناح الفاتح" بمتحف الباب العالي "طوب كابي" بمدينة إسطنبول.

ألماسة صانع الملاعق

تُعتبر ألماسة "صانع الملاعق" (بالتركية: Kaşıkçı Elması) بمثابة رابع أكبر ألماسة من نوعها بالعالم، إذ تزن 86 قيراطاً (17.2 جم)، وهي تكوين ألماسيّ على شكل كمثرى مرصع بالفضة، محاط بصف مزدوج مكوَّن من 49 ألماسة قديمة وبراقة.

يُشار إلى أن الألماسة ذات الـ86 قيراطاً تُعرَض في علبة زجاجية على جدار الغرفة الثالثة في قسم الخزانة الإمبراطورية في "جناح الفاتح" بمتحف "طوب كابي". وهي من أكثر المعروضات قيمة داخل المتحف برمته.

كما أُشيرَ إلى الألماسة الكبيرة لأول مرة في السينما العالمية من خلال فيلم "Topkapi" الذي صُوّر في مدينة كافالا وإسطنبول عام 1965 من بطولة ميلينا ميركوري وبيتر أوستينوف. وتدور أحداث الفيلم حول لصوص حاولوا سرقة خنجر مرصَّع بالزمرد يعود إلى السلطان محمود الأول من متحف "طوب كابي".

أصل التسمية

لا معلومات محددة حول متى وكيف دخلت الألماسة إلى الخزانة العثمانية ولماذا أطلق عليه اسم "ألماسة صانع الملاعق". يُعتقد أن اسمها يأتي من شكلها البيضاوي الذي يشبه الملعقة. ولدينا عدة روايات عن وصول الألماس إلى الخزانة العثمانية:

الرواية الأولى تقول إن صياداً فقير عثر عليها في مكبّ للقمامة بالقرب من يني كابي بمدينة إسطنبول في النصف الثاني من القرن السابع عشر، وبعد أن حملها في جيبه لبضعة أيام تَوقَّف عند سوق الصاغة وعرضها على أول صائغ قابله. ألقى الصائغ نظرة سريعة على الحجر وبدا غير مهتمّ، قائلاً: "إنها قطعة زجاج، خذها بعيداً إذا أردت، أو إذا أردت فسأعطيك ثلاث ملاعق خشبية. لقد أحضرتها طوال الطريق هنا، على الأقلّ فليكن الأمر يستحقّ عناءك". ويقال إنه لهذا السبب سُمّيَت الألماسة "ألماسة صانع الملعقة". في وقت لاحق اشترى الألماسة الوزير نيابة عن السلطان محمد الرابع.

أمّا القصة الأكثر شهرة حول دخول الماسة إلى الخزانة العثمانية هي أن الألماس اشتُريَ من والدة نابليون. فوفقاً للرواية، في عام 1774 اشترى ضابط فرنسي يُدعى بيجوت هذه الألماسة من الهند وأخذها إلى بلاده. بعد فترة اشترتها والدة نابليون، لكن بعد نفي نابليون، عرضت والدته الألماسة للبيع، ليشتريها أحد رجال علي باشا حاكم تيبيدلينلي، الذي كان في فرنسا في ذلك الوقت، وأحضرها للحاكم. بعد ذلك قتل المتمردون علي باشا خلال الثورة الإنكشارية في عهد السلطان محمود الثاني، وصودرت أملاكه. وهكذا، دخلت ألماسة "صانع الملاعق" الخزانة العثمانية.

15 ألف زائر يومياً

ما زالت ألماسة "صانع الملاعق"، وهي واحدة من أشهر الألماسات التاريخية وأكبرها في الوقت نفسه، تُعرَض في قسم الكنوز الأجنبية بقصر "طوب كابي"، على عكس الادّعاءات بأنها سُرقت. ويُعتبر مكان عرضها نقطة التوقف الأولى للسياح في المبنى الذي يزوره ما يقرب من 15 ألف شخص كل يوم.

وفي حديثه لموقع TRT Haber حول هذا الموضوع، قال رئيس قسم قصر طوب كابي إلهان كوجامان: "تقريباً كل الأعمال المعروضة في قصر طوب كابي لا يمكن بأي شكل الاستخفاف بإجراءات الأمن حولها. لطالما اتُّخذت أعلى التدابير الأمنية وما زالت تُتّخذ لجميع وشتى الأنواع".

وبينما يوفّر الدرك التركي الحماية لمتحف "طوب كابي" من الخارج، توجد عناصر أمنية بإدارة ملحقة بالقصور الوطنية مهمتها توفير الآمان في الداخل، كما أن كل نقطة داخل المتحف تُراقَب طوال الـ24 ساعة بواسطة كاميرات المراقبة.

TRT عربي