قبل عامين من الآن، كان محمد.ع، خمسيني، من محافظة الإسماعيلية مركز القنطرة، يعاني بسبب تلقي العلاج، حيث كان يبحث عن مكان يقدم خدمات صحية جيدة وفي نفس الوقت لا يعاني في الكلفة المادية.

ويصارع محمد مرص فشل كلوي، إذ يحتاج إلى 4 جلسات غسيل أسبوعية، فكان قبل التأمين الصحي الشامل يبحث عن رجال أعمال أو جمعيات خيرية تتكفل علاجه: «التأمين غيّر حياتي بشكل كبير وبقيت معتمد عليه أنا وأسرتي».

في 14 أكتوبر من العام 2021، تلقى أبناء الإسماعيلية نبأ سار من الرئيس عبدالفتاح السيسي، حين أصدر القرار رقم 190 لسنة 2021 بالموافقة على اتفاق قرض بين حكومة مصر والبنك الدولي لإعادة الإعمار والتنمية بشأن مشروع دعم نظام التأمين الصحي الشامل في مصر بمبلغ 400 مليون دولار، والموقع بتاريخي 20 و21 يناير 2021.

محمد: «التأمين الصحي الشامل فاق توقعاتنا» 

يرى محمد أن منظومة التأمين الصحي الشامل أحدثت طفرة في الخدمات الصحية داخل محافظة الإسماعيلية، موضحًا أن المظلة ضمت أعداد غفيرة من المواطنين سكان المحافظة مثلما حدث في بورسعيد.

كان يتوقع محمد منذ الإعلان عن مستشفيات التأمين الصحي أن تكون مستشفيات غير جيدة وتشبه الحكومية إلا أن توقعاته لم تكن صحيحة، حيث أنها تقدم خدمات صحية متنوعة وبأعلى جودة، وتضم معدات طبية عالية الجودة.

يجري محمد الأشعة والتحاليل في مستشفيات التأمين الصحي شكل مجاني، وكذلك توفر المستشفيات الأدوية اللازمة للمرضى غير القادرين على شرائها، مضيفًا أنه "بعد إنشاء المستشفيات الوضع تغير للغاية وبقينا نوفر فلوس الكشف والأدوية، ولو فى علاج مش متوفر بنجيبه من برا عادي، بس ده في حد ذاته إنجاز كبير".

وتتوسع مصر في مستشفيات التأمين الصحي خلال الفترات الأخيرة، حيث التقى الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، الدكتور محمد معيط، وزير المالية، معلنًا إنه يجرى حاليًا دراسة مد مظلة التأمين الصحي الشامل لعدد أكبر من غير القادرين، وفقًا للمحددات التي سيتم التوافق بشأنها مع وزارة التضامن الاجتماعي.

ويعرف التأمين الصحى الشامل بإنه نظام صحي إلزامي تكافلي اجتماعي في مصر، يعمل وفق القانون رقم 2 لسنة 2018 الذي ينص على أن التأمين الصحي الاجتماعى الشامل نظام إلزامى، يقوم على التكافل الاجتماعي وتغطى مظلته جميع المواطنين المشتركين في النظام، وتتحمل الدولة أعباءه عن غير القادرين.

98% نسبة رضاء المواطنين على التأمين الصحي

تدل الأرقام والبيانات الرسمية عن نجاح منظومة التأمين الصحي الشامل بالفعل، حيث تضم المنظومة إلى الآن 4 مليون مواطن، وهناك رضاء منهم عنها بنسبة 98% وفق هيئة مشروع التأمين الصحى الشامل بالمحافظات.

وتعد محافظة جنوب سيناء هي الأعلى من حيث التسجيل في المنظومة بنسبة 60%، بينما محافظة بورسعيد تخطى عدد المنضمين منها نحو مليون مواطن، وفي محافظات الصعيد (الأقصر وأسوان) أصبح عدد المواطنين المسجلين أكثر من 2.127 مليون مواطن وفتح 530 ألف ملف عائلي ضمن منظومة التأمين الصحي الشامل الجديد بالمحافظتين.

كما تم إجراء الفحص الطبي الشامل لـ 612.922 ألف مواطن، ويوجد في في المحافظتين 189 منشآة صحية، منها 18 مستشفى و 171 مركزا ووحدة طب أسرة لتحقيق التغطية الصحية الشاملة للمواطنين بأعلى معايير الجودة العالمية.

حنان: «مستشفيات التأمين الصحي أو ملجأ لنا»

حنان.م، مستفيدة آخرى من منظومة التأمين الصحي الشامل في محافظة الإسماعيلية، توضح أن المنظومة ساهمت بشكل كبير في علاج كثير من المرضى، حيث تم إنشاء العديد من المستشفيات التابعة للتأمين الصحي تقدم خدمات جيدة.

تقول: إن “أول مكان بنلجأ له الآن هو مستشفيات التأمين الصحي اللي بتوفر إجراء الفحوصات الطبية الشاملة، وبيتم فيها  الكشف المبكر عن الأمراض وخاصة المزمنة منها رغبة في السيطرة على انتشارها”.

وترى أن التأمين الصحي الشامل عمل على توفير العلاج والأدوية للمرضى بشكل مجاني، ويقدم جميع خدمات الصحة والرعاية وكذلك طب الأسرة وهناك عيادات تعمل 24 ساعة مثل الطوارىء والأطفال.