يعد الكاتب يوسف إدريس والذي تحل اليوم الذكري الخامسة والتسعين لميلاده، مؤسس فن القصة القصيرة، ومانحها الروح المصرية الحقيقية، بعدما كانت تكتب علي الطريقة الغربية. 

وتبقي أعماله القصصية أوالروائية التي قدمتها السينما المصرية الأكثر إرتباطا في أذهان جمهور الفن السابع، نستعرض أهم الأعمال القصصية للكاتب التي تحولت إلي أفلام، مثل: “لا وقت للحب” من بطولة فاتن حمامة ورشدي أباظة وصلاح جاهين، “النداهة” بطولة ماجدة، شكري سرحان، إيهاب نافع، شويكار وسهير الباروني، “الحرام” بطولة سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة، زكي رستم، عبد الله غيث، عبد العليم خطاب، وفيلم “لي لي” والذي تناول شخصية رجل الدين بشكل جديد غير الذي اعتادته السينما المصرية.    

ــ “سجين الليل” إنتاج عام 1963 

الفيلم مقتبس عن رواية قصيرة “نوفيلا” ليوسف إدريس، من إخراج محمود فريد، بطولة كل من: محمود المليجي في دور “الغريب”، حسن يوسف، شكري سرحان، سهير زكي، نجوي فؤاد، زيزي البدراوي، وعلوية جميل. 

تدور أحداثه حول السجين المطارد “الغريب”، والذي لا يظهر إلا في الليل، يتبادل أهل القرية الحواديت الإسطورية حوله بصفته بطلا “دوخ” السلطات الإنجليزية وراءه ولم تستطع القبض عليه يوما. 

تلفت حكايات الغريب نظر الشاب “حسن”، وهو أحد أبناء القرية، فيعجب به ويتمني مقابلته، وهو ما يتحقق له وعندما يقابله الغريب يبدي له إعجابه الشديد به ويطل منه أن يعلمه القتل، إلا أن الغريب وفي فلسفة نادرة الوجود يجعله يتخلي عن أفكاره، خاصة عندما يعطيه بندقيته ويطلب منه أن يقتل أول شخص يمر في طريقه، إلا أن الأخير لا يستطيع، فيخبره الغريب بأن القتل أمر بشع ووحشي من يقدم عليه يتخلي عن إنسانيته.

تتوالي الأحداث وتشتد مطاردة البوليس للغريب، فيتخذون من عشيقته الراقصة طعما للإيقاع به، في الوقت الذي تقع فيه في حب حسن الذي كان قد أرسله إليها الغريب ليسأل عنها وعن أحوالها، كما سبق وأرسله إلي زوجته، إلا أن الراقصة تقع في غرام حسن، وتتخلي عن الغريب، الذي يقتحم بيتها ليقتلها بعدما عرف حكايتها مع حسن ليلقي البوليس القبض عليه وتنتهي أسطورته التي يغنيها شاعر الربابة.    

ــ “ثلاث قصص” إنتاج عام 1968 

الفيلم يضم ثلاث قصص منفصلة، لكل من يحيي حقي، نجيب محفوظ، ويوسف إدريس، والذي قدم القصة الثانية تحت عنوان “خمس ساعات”، بطولة نادية لطفي، رشوان توفيق، محمود المليجي، حمدي أحمد، محمد الدفراوي، وحسين الشربيني.

تدور أحداثه خلال الحقبة الملكية في مصر، والبوليس السياسي يطارد أحد أفراد الجيش ويطلق عليه الرصاص، وعندما تأخذه الأسعاف إلي مستشفي قصر العيني تستمر مطاردة البوليس السياسي له للإجهاز علي حياته، حتي أن أحد رجالهم يقطع التيار الكهربائي عن المستشفي بأكمله ويفتشون الغرف حتي أنهم يقتحمون حجرة العمليات، إلا أن الأطباء ينجحون في تهريبه إلي “بدرون” المستشفي لإجراء عملية جراحية وإخراج الرصاصة من جسده لكنه يفارق الحياة متأثرا بجراحه. 

يلقي الفيلم الضوء علي الروح الوطنية التي كانت شرارة ثورة ٢٦ يوليو التي قام بها الضباط الأحرار وكانت شخصية الضابط في الفيلم رمزا لتنظيمهم.   

ــ “علي ورق سوليفان” إنتاج 1975

بطولة نادية لطفي، أحمد مظهر، محمود ياسين، ليلي طاهر، أبو بكر عزت، رجاء الجداوي، من إخراج حسين كمال، تدور أحداثه حول “قسمت” وزوجها الطبيب الشهير “محمد أبو النجا”، تبدو قسمت زوجة مهيمنة علي زوجها هي من تقوده وهو يلبي كل رغباتها، مما يشعرها بالملل والنفور منه، بل تجده شخصية منقادة، ناهيك عن إنشغاله طوال الوقت بعمله في المستشفي والعيادة.

تتعرف “قسمت” علي الشاب “هشام”، والذي لا هم في حياته إلا الفسح والرقص وأرتياد الشواطئ والملاهي، فتنجذب إليه وتنشأ بينهما علاقة فيطلب منها هشام أن تنفصل عن زوجها الدكتور محمد ليتزوجا، وبالفعل تذهب إلي المستشفي حيث عمل زوجها، فتجده صارما حازما، يعطي الأوامر لمرءوسيه الذي يهرعون لتنفيذها، فتنقلب نظرتها إلي زوجها وتكتشف أنها لم تكن تعرفه أو تعطيه تقدره وتتراجع عن قرارها وتترك هشام للأبد لتبقي مع زوجها. 

ــ “قاع المدينة” إنتاج 1974

الفيلم بطولة نادية لطفي، محمود ياسين، توفيق الدقن، نيللي، ميمي شكيب وجورج سيدهم، ومن إخراج حسام الدين مصطفي، وتدور الأحداث حول “عبد الله” القاضي الشاب الأعزب، والذي تختلط لديه المفاهيم والقيم، حول التحرر والإنحلال، حول الفقر والتطلعات الطبقية، وهو ما تنبئ به علاقته مع “نانا”، ابنة أحد باشوات الإقطاع قبيل ثورة يوليو، والتي تتحول إلي فتاة ليل تعمل لدي مدام شندي، التي تجعل من بيتها وكرا للقمار والدعارة.

في الوقت نفسه تدخل “شهرت” الزوجة المطحونة التي تعيل أسرتها نظرا لإدمان زوجها للأفيون، فتضطر للعمل كخادمة لدي القاضي عبد الله، والذي يتهمها زورا بسرقة ساعته الذهبية، وبعدما يكتشف خطأه يعتذر لها وإن كان هذا الإعتذار مشفوعا باصحابها إلي سريره، ليكشف الإزدواجية التي يعيشها القاضي عبد الله وكيله بمكيلين.

ــ "حادثة شرف" إنتاج 1971

بطولة زبيدة ثروت، شكري سرحان، محسنة توفيق، يوسف شعبان، حمدي أحمد، ومن إخراج شفيق شامية. أحداث الفيلم هي نفسها قصة حادثة شرف، التي تتطرق إلي الأخلاق الشكلية في المجتمع، خاصة الريفي الذي يلحق بسمعة الفتاة الصغيرة “بنات” وقامت بالدور زبيدة ثروت النميمة وسوء السمعة، لا لشئ إلا أن بنات فتاة بريئة علي سجيتها شديدة الجمال، تمرح في الحقول مع “معزتها” ببراءة وطفولة. تعجب بالشاب “غريب عبدون” إلا أنها لا تخضع لفتنته بعكس فتيات ونساء القرية الأخريات.

الغيرة والحقد علي “بنات” تجعل شقيقها يضربها ويحبسها في المنزل، خاصة وأن زوجته تأكل الغيرة والحقد قلبها من ناحية بنات، وفي حين أن الأخيرة فتاة عفيفة لا تنخدع بنداءات “زكية البلانة” والتي تتخذ من عملها وبيتها ستارا يلتقي فيه العشاق بعيدا عن أعين القرية، إلا أن بنات تلبي نداءها بعدما فقدت “بكارة” روحها وبراءاتها، فالفعل الذي قامت به زوجة أخيها لتكشف عن عذريتها وتتأكد منها، مما يجعلها في أعين الآخرين “شريفة” لمجرد احتفاظها بغشاء بكارتها، إلا أن بكارة روحها وبرئتها كانت قد انتهكت.

ــ “العيب” من إنتاج 1967 

بطولة كل من لبني عبد العزيز، رشدي أباظة، صلاح منصور، مديحة كامل، عبد المنعم إبراهيم، أحمد الجزايرلي، فاطمة عمارة وشفيق نور الدين، يتناول بالنقد الذاتي، الآفات التي ألمت بالمجتمع المصري والجهاز الإداري في القلب منه، وتفشي الرشوة والفساد، من خلال قصة مصلحة حكومية، تلتحق بها ثلاث صديقات عقب تخرجهن من الجامعة، ليبدأت حياتهن العملية.

إلا أن هذه المصلحة الحكومية كانت غارقة في الفساد، من أول وكيلها مرورا بالموظفين فيها، وكيف يتحكم فيهم “عباده بيك” في المصلحة كلها، بالرشاوي التي يقدمها للموظفين لتمرير مصالحه، إلا أن الموظفة الجديدة “سناء” ترفض أن تكون جزء من هذا الفساد يبدأون في محاربتها حتي تتحول وتصبح مثلهم.