خرجت يوم الخميس، مواكب ضخمة بالعاصمة السودانية الخرطوم ومدن أخرى، متحدية ارتفاع درجات الحرارة والقمع المفرط من قبل قوات السلطة الانقلابية.
التغيير- الخرطوم: فتح الرحمن حمودة
لبى مئات الثوار دعوة لجان المقاومة للخروج في مواكب الخميس «مليونية 19 مايو» لمناهضة انقلاب قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، والمطالبة بعودة الحكم المدني الديمقراطي.
وعلى الرغم من ارتفاع درجات الحرارة الشديد وسط العاصمة الخرطوم، لم يتراجع المتظاهرون السلميون عن مواصلة حراكهم الرافض للانقلاب، في محاولة للوصول إلى وجهتهم المعلنة «القصر الرئاسي».
قمع مفرط
وشهد وسط العاصمة عمليات كر وفر واشتباكات، بين القوات الأمنية الانقلابية والثوار المشاركين في المليونية وذلك بغرض منعهم من الوصول إلى محيط القصر الرئاسي.
واستخدمت قوات الانقلاب العنف المفرط وكميات مهولة من الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية في محيط حديقة القرشي القريبة من وسط العاصمة، فيما رد الثوار بإعادة رمي عبوات الغاز والرشق بالحجارة.
وأكدت لجنة أطباء السودان المركزية إن مليونية 19 مايو واجهت عنفاً مفرطاً من قبل القوات الانقلابية.
وقالت: «قوات الانقلاب تطلق قنابل الغاز المسيل للدموع مباشرةً على أجساد الثوار وبكميات كبيرة معرِّضة حياة الثوار للخطر عبر الاختناق أو إصابة الأجزاء الحيوية في الجسم كالرأس والعنق والصدر والبطن».
وأضافت: «مازالت سلطة الانقلاب تعتقد أن الثورة حليفة الانهزام، وهي لا تدري أن الثائرات والثوار الذين يشاركون في المواكب بكسور نية ما زالت تستند على الجبائر هم ورفقاؤهم قد عزموا على المضي بالثورة إلى نهايات محطاتها غير آبهين بالعنف ولا بحملات التشكيك».
رسالة للانقلاب
وعكست المليونية مشاهد تؤكد مدى إصرار الثوار على مقاومتهم لإسقاط الانقلاب، من خلال تتريس الشوارع الخاصة بمسارات المواكب والاختباء خلف الجدران في مقابل القمع المفرط الذي واجهوه.
وثبت الثوار ما بين الشمس الحارقة وسخونة الأجواء وكثافة الغاز المسيل للدموع الذي أطلقته سلطات الانقلاب لتفريق التجمعات قبل ساعة من موعد انطلاق المواكب.
وبعث ثبات الثوار في هذه الظروف الرسالة التي حملها بيان لجان المقاومة بالخرطوم والتي قالت إن مواكب اليوم سوف ترسل رسالة إلى القوات الأمنية بأن حماية الأفراد والسلطة لن تنجيهم من السقوط.