الخطاب الديني والأحداث الطائفية
الخطاب الديني والأحداث الطائفية
في كل حادث طائفي يطل برأسه علينا ويعكر صفو المجتمع ويؤثر علي الأمن العام للوطن تعلو الأصوات إلي ضرورة تجديد الخطاب الدين, لا أنفي أن هناك مشاكل جمة كانت نتاج الخطاب الديني العدائي الذي لايحث علي قبول الآخر واحترامه واحترام معتقداته….بل يتهم ذلك الآخر بالكفر.
وهذا الوصفالكفر كان كفيلا بحالات الذبح التي تحدث والهجوم علي محلات الذهب والاعتداء علي الكنائس ورغم قلة هذه الحوادث في الوقت الراهن بفضل جهود الرئيس عبد الفتاح السيسي ومواجهته لهذا الفكر الطائفي ومطالبته المستمرة بضرورة تجديد الخطاب الديني إلا أننا شاهدنا طوال شهر رمضان الماضي أحداثا كنا اعتقدنا أنها تلاشت من المجتمع المصري وهي الترويع والعنف علي السيدات…وهذا يجعلنا نتوقف أمام حقيقة أخري مفادها أن المجتمع مازال يحمل في طياته نفس الأفكار البالية التي تقلل من شأن المرأة وتعتبرها عورة عليها أن تتغطي كي لا تثير غريزة الحيوان الساكن داخل رجل صيدلي أعطي لنفسه الحق في أن يتصرف كوحش كاسر علي امرأة ولسان حاله يقول كيف تسير هكذا في نهار رمضان؟! وكيف لا يتم تقويمها و يقوم بصفعها علي وجهها ولماذا لم تقبل جلسة العار للصلح العرفي…ألم يكفها الاعتذار المزيف؟! وتساءل الكثيرون أين رد فعل نقيب الصيادلة من هذا الفعل الذي يهين مهنة من أرقي المهن؟!…لماذا لم يتحرك المجلس القومي للمرأة؟ وآخرون تمنوا أن تطالب النيابة العامة باستدعاء هذا الصيدلي للمثول أمامها حتي مع التنازل عن المحضر,لأنه يبقي حق المجتمع في درء التجاوز والحساب عن الخطأ.
التجديد الحيقيقي للخطاب الديني مسئولية المجتمع ومؤسسات الدولة وليس المؤسسة الدينية فقط المتمثلة في الأزهر ودار الإفتاء…فلا يصح أن أذهب لقسم الشرطة وأطالب بعمل محضر لرجل فرض أفكاره المتطرفة علي حريتي الشخصية وأجد الشرطي يحاول أن يصلح في مسألة لا تقل عن أبشع الجرائم…ولا يصح أن تستضيف القنوات الفضائيات الدعاة المعروف عنهم توجههم الطائفي وعدائهم للمرأة.وليس من المفترض أن تظل مواقع التواصل الاجتماعي وكل المنصات مفتوحة للدعاة المشهورين بعدائهم الشديد للمسيحيين وبالهجوم علي أي امرأة لأنها ليست محجبة…لماذا نصمت ونغلق عيوننا علي بعض الفنانات اللواتي اعتزلن الفن وأصبحت تصريحاتهن كلها عداء وطائفية؟
في النهاية أقول إن التجديد الذي يختزل في عدة أحرف وكلمات يقولها الإمام في المسجد ليس بتجديد, وإنما أشبه بطبيب يقوم بتخدير مريض لإجراء جراحة مستعصية ويتركه دون إتمام الجراحة…فيقوم مرة أخري بنفس العلة الفكرية الكارهة للمجتمع والتي أوصلتنا في النهاية لاستشهاد 11جنديا من أجمل شباب مصر مؤخرا في سيناء.