طفلةُ
طفلةُ
الأمسِ..!
بعينى..
لم تزلْ فى المهدِ
أحضنُها، أراقِصُها
أسرّحُ شعرَها كالموجِ
أسمَعُها
وأُسْمِعُها؛
بما يحلو القصيدُ هوىً
يغازلُها؛
وتأتينى..
تناغى الوجدَ فى أردانِ نسرينِ..
تُغطّينى..
بأحلامٍ، بأوهامٍ،
لعلّ الليلَ يعرفُها
ويصدحُ فى ثناياها
عبيرٌ من أريجِ الوردِ والنارنجِ
تشرقُ فى مُحيّاها
شموسُ الشوقِ والعشقِ
وتأتينى.. على مهلٍ، على رفقٍ
لتندهنى، فتوقظنى
تلملمُ بعضَ آلامى
تخيطُ سرابَ أيامى
وتجمعُنى..
كماءٍ فاضَ من مُزنِ..
وتنثرُنى.. وتسكرُنى
بكأسٍ ذابَ فى شفتينِ
كالعسلِ..
بكأسٍ يرتوى باللّثمِ، والقُبَلِ..
بعينى...
لم تزلْ فى المهدِ آياتٍ
من الخَبَلِ..
وإنْ مرّتْ بنا الأيامُ فى عَجَلِ..
تظلُّ حنينَ أوجاعى
لماضٍ جادَ بالأملِ..
وفى عينى.. وفى عقلى
أسامرُها..
وفى قلبى منازلُها..
تنادينى.. أُساجلُها..
بما يحلو القصيدُ هوىً
وفى شِعْرى أغازلُها