أخبارنا المغربية- ياسين أوشن

استضافت تونس، بدءًا من أول أمس السبت، مناورات عسكرية بحرية متعددة الأطراف (فينيكس إكسبو 2022) في نسختها الـ17، وستتواصل إلى غاية الـ4 يونيو المقبل.

المناورات، التي تمت بتعاون مع القيادة الأمريكية في إفريقيا، عرفت مشاركة 13 دولة؛ منها المغرب الجزائر، رغم قرار الأخيرة قطع العلاقات الدبلوماسية مع الرباط.

وسلطت المشاركة المغربية/الجزائرية في هذه المناورات البحرية الضوء على مستقبل العلاقات بين البلدين الجارين، وكذا خلفيات هذه المشاركة الثنائية إلى جانب دول من شمال إفريقيا وأوروبا والولايات المتحدة الأمريكية، وفق بيان لوزارة الدفاع التونسية.

محمد عصام لعروسي، أستاذ العلاقات الدولية والخبير في الشؤون الأمنية والاقتصادية، يرى أن "مشاركة البلدين الجارين في هذه المناورات للتصدي للإرهاب البحري لا تعني بالضرورة وجود مرحلة جديدة في الأفق، بغية طي صفحة الخلاف بين المغرب والجزائر".

ودعا لعروسي، وفق تصريح له خص به موقع "أخبارنا"، إلى "ضرورة التمييز بين العلاقات الثنائية (المغرب/ الجرائر)، وبين الالتزامات الدولية القطعية"، مشددا على أن "البلدين في ظل هذا الوضع أمام التزام دولي يروم مكافحة الإرهاب والقضاء عليه".

أستاذ العلاقات الدولية أوضح في السياق عينه أن "هذه المشاركة لا تحمل مؤشرات إيجابية في ما يخص مستقبل العلاقات بين المغرب والجزائر"، مؤكدا في هذا الإطار أن "تراجع مشاركة أحد الطرفين في هذه المناورات يمكن أن يُعدّ إخلالا بالتزام دولي لمحاربة الإرهاب في المنطقة التي تشهد توترا".

واستدل الخبير في الشؤون الأمنية والاستراتيجية على هذا الطرح بـ"كون الجزائر رفضت، قبل يومين، أية وساطة محتملة (سعودية) لإنهاء الخلاف بين البلدين وإعادة المياه إلى مجراها الطبيعي"، لافتا إلى أن "التوتر قائم بين المغرب والجزائر في ظل الوضع القائم، وأي قراءة تسير في اتجاه تذويب جليد الخلاف بين البلدين بهذه المشاركة خاطئة".

كما كشف لعروسي أن "المشاركة الجزائرية في هذه المناورات العسكرية البحرية تحاول من خلالها 'الجارة الشرقية' فك العزلة المحيطة بها إقليميا وقاريا ودوليا"، خالصا إلى "القراءة الجزائرية للوضع مجانبة للصواب وغير موفقة، عكس الطرح المغربي الذي يحظى بتأييد دولي واسع ومتمدد، ولا أدل على هذا الأمر من تنظيم التحالف الدولي ضد 'داعش' في مراكش وإشادة عدة دول بنجاح المؤتمر".

تجدر الإشارة إلى أن تونس سبق لها أن استضافت النسخة الـ16 من هذه المناورات متعددة الأطراف في منتصف شهر ماي 2021؛ إذ شاركت فيها عدة خافرات وفرقاطات تابعة لجيش البحر التونسي، و5 قطع عسكرية أجنبية، و130 ضابطا من الدول المعنية.