بيهسية

البيهسية هي إحدى فرق الخوارج البائدة، وقد سميت بذلك نسبة إلى مؤسسها أبي بيهس، وهم يكفرون مرتكبي الكبائر شأنهم في ذلك شأن سائر الخوارج، إلا حتى أغلبهم كذلك يكفر من عمل عملا دون حتى يعهد حكمه إذا كان حراما أم حلالا.

مؤسسها

هوأبوبيهس هيصم بن جابر من بني سعد بن ضبيعة، وقد كان واحدا من الخوارج المحكمة ثم انشق عنهم بعد خلاف حصل بينهم.

سبب نشأتها

خط نافع بن الأزرق كتابا إلى الخوارج يحثهم فيه على الخروج للقتال، ويحذرهم من القعود والتقاعس عن الجهاد، واستدل على حرمة الإقامة بين مخالفيهم بأن الله لم يأذن لأحد بالتخلف فنطق:(انفروا خفافا وثنطقا)، فلما بلغ ذلك أبا بيهس أنكر هذا الكلام، وسارع إلى إعلان رأيه فنطق: “أنا أقول إذا أعداءنا كأعداء رسول الله صلى الله عليه وسلم، تحل لنا الإقامة فيهم، كما عمل المسلمون في إقامتهم بمكة، وأحكام المشركين تجري فيها، وأزعم حتى مناكحهم ومواريثهم تجوز لأنهم منافقون يظهرون الإسلام، وأن حكمهم عند الله حكم المشركين” وانفصل عنهم مع جماعة من أصحابه.

عقائد البيهسية

الإسلام هوفهم الله وفهم رسله وفهم ما اتى به النبي صلى الله عليه وسلم جملة والولاية لأولياء الله والبراءة من أعدائه.
على المسلم فهم المحرمات التي اتى فيها الوعيد، بعينها وتفسيرها، أما غيرها من المحرمات عمليه معهدتها عموما ما لم يحتج إليها.

عقائد اختلفوا فيها

الإيمان

نطق بعضهم: الإيمان هوالإقرار والفهم ومحله القلب ولا يتعلق بالقول والعمل، وهذا قول أبي بيهس.
ونطق آخرون: الإيمان هوالفهم والإقرار والعمل

المحرمات

نطق بعضهم: جميع من عمل شيئا وهويجهل حكمه فقد ارتكب حراما. وهؤلاء أصحاب السؤال.
ونطق آخرون: من عمل أمرا محرما فلا نحكم عليه حتى يحمل أمره إلى الإمام فيقيم عليه الحد، وما ليس فيه حد فهومغفور.
نطق بعضهم: جميع ما حرمه الله مذكور في قوله: (قل لا أجد فيما أوحي إلي محرما على طاعم يطعمه) وما سوى ذلك حلال.

السكر

نطق بعضهم: إذا سكر الإنسان من شراب حلال فلا يؤاخذ بما يقول
ونطقت العونية: لا يكفر السكران إلا إذا جمع مع السكر كبيرة أخرى كهجر الصلاة أوقذف المحصن.

الفرق المتفرعة عنها

العونية (العوفية)

وهم يعتقدون بأن الإمام إذا كفر فقد كفرت الرعية كلها، وتنقسم هذه الفرقة إلى قسمين:

القسم الأول يقول: من عاد من دار الهجرة إلى دار القعود برئنا منه.
القسم الثاني يقول: من عاد إلى دار القعود فهومنا لأنهم رجعوا إلى أمر كان حلالا لهم.

أصحاب التفسير

ينسبون إلى رجل ينطق له الحكم بن مروان وهم يعتقدون بأن من شهد على أحد من المسلمين بمعصية عمليه حتى يفسرها، فإذا شهد أربعة أشخاص على رجل بأنه زنا فلا تقبل شهادتهم حتى يشرحوا كيف من الممكن أن حصل ذلك !

أصحاب السؤال

ينسبون إلى شبيب النجراني وهم يعتقدون بأنه لا يجوز للمسلم حتى يقدم على عمل حتى يسأل عن حكمه ويفهم أنه حلال، فإذا عمل أمرا وهويجهل حكمه فقد سقط في المعصية وأصبح كافرا.
وهم يرون بأن أطفال المؤمنين مؤمنون ما داموا لا ينكرون الحق، وأطفال الكافرين كافرون ما لم يدخلوا الإسلام.
كما أنهم يعتقدون بعقيدة القدرية وهي حتى الله فوض أعمال العباد إليهم.

النهاية والقضاء على زعيمها

لما ظهر أمر البيهسية، حاول الحجاج بن يوسف الثقفي القبض على أبي بيهس، فهرب إلى المدينة، وهناك قبض عليه والي المدينة عثمان بن حيان المري ، ولم يمسه بسوء حتى اتى حكم أمير المؤمنين الوليد بن عبد الملك فنفذه وهوبتر يديه ورجليه ثم قتله وكان ذلك في سنة 94هـ الموافق 713م.