احتجاج على شادية
احتجاج على شادية
فى يوم ١١ يناير ١٩٦٦ نشرت الأهرام الإعلان الأول فى الصفحة الأولى لفيلم من أخف أفلام السينما المصرية دمًا، وهو فيلم «مراتى مدير عام».
طريقة صياغة الإعلان اللطيفة كانت مؤشرًا لما سيكون عليه الفيلم من جمال.. فالإعلان عبارة عن كاريكاتير لموظف كبير يجلس على مكتب وكتب خلفه احتجاج.. ثم بتوضيب جميل كتب «فى القاهرة ٥٧٦٩ مدير عام ليس بينهم شادية» مع عدم الاعتذار لفيلم مراتى مدير عام.
الإعلان أوحى بأن هناك ثورة داخل مجتمع الموظفين الكبار على الفيلم مع صورة لشادية فى لقطة من دورها داخل الفيلم.
عظمة هذا الفيلم ليس فى كونه فيلمًا كوميديًا خفيفًا فحسب لكن فيما تضمنه من مبادئ ثورة يوليو دون تقعير ولا أداء مسرحى للممثلين.. فمن خلال تلك المواقف الكوميدية وصلت أهم مبادئ ثورة يوليو وهى العمل وأهمية مشاركة المرأة فى تحقيق أهداف الثورة جنبًا إلى جنب مع الرجل.
ما يبرز قيمة هذا الفيلم أيضًا أن عصر السوشيال ميديا أعطاه بُعدًا آخر، حيث تحوّلت كل جملة انطلقت على لسان أحد أفراد الفيلم إلى إفيه مستقل يصلح كوميكس ومميز طول الوقت، من ينسى توفيق الدقن أو الأستاذ أبوالخير الذى يحب السعى فى الخير دائمًا أو الأستاذ عبدالقوى وقبقابه وعلاقته الملتبسة مع الإمامين الشافعى وأبوحنيفة.. وكل من شارك فى هذا الفيلم كان له دور وحضور مميز ليصبح واحدًا من أهم أفلام السينما المصرية، وكانت بداية عرضه بعد نشر هذا الإعلان فى الأهرام بـ٦ أيام فى ٣ سينمات طبقًا لما جاء فى الإعلان «سينما ريفولى بالقاهرة وروكس بمصر الجديدة وستراند بالإسكندرية».