نقاد وروائيون: الجوائز الإبداعية لا تصنع كاتبًا

الجوائز الإبداعية أصبحت ضرورة ونتيجة حتمية لتقديم أصوات جديدة في مختلف أجناس الإبداع، وتفتح بدورها آفاق أوسع للتعرف على راهن  المشهد الإبداعي في مختلف المجالات، إلاّ أن الدور المنوط بالجوائز فعله بالتحريض على الانفتاح على كتابات إبداعية جديدة صار محل شك، خاصة في ظل ما صاحب تلك الجوائز من أزمات يجعلها محل جدل، ويجعلنا نحاول البحث عن الإجابة عن السؤال الشائك: هل تصنع الجوائز  الإبداعية كاتبًا؟

في التقرير التالي يجيبنا كتاب ونقاد مصريون وعرب عن هذا الإشكالية. 

دكتور يسري عبد الغني 

يسري عبد الغني: الجوائز الأدبية لا تصنع مبدعًا أو ترتقي بإبداع 

يقول الناقد والأكاديمي يسري عبد الغني، لـ"الدستور":"صنفوا لها معايرًا واضحة أمينة شفافة أو حولوها إلى ما ينفع فقراء الوطن العربي وما أكثرهم .. !!   

وتابع "كلما جرى تناول موضوع الجوائز الأدبية العربية، والإشكاليات المرتبطة بها، أميل من جانبي إلى تغليب حسن الظن، لكن حسن الظن والمروءة المفترضة في أعضاء لجان التحكيم لا يمنعان من بعض الإشارات  قد ترقى لمستوى البديهيات، لافتًا إلى أن "للمال سطوة على الأفراد –متسابقين ومحكمين، وليس من الحكمة افتراض الشفافية المطلقة فيهم، ولنا في إشكالية نوبل للأدب مثالٌ صارخٌ في هذا الشأن.

وألمح عبد الغني إلى ان "الجوائز الأدبية تُعدُّ ذراعاً إضافياً يعمل على تدعيم الرؤى الجيو-سياسية لكل دولة داعمة لهذه الجوائز، حتى لو تخفت  هذه الرؤية في شكل قوة ثقافية ناعمة.

وأشار عبد الغني "لو وضعنا في حسابنا هاتين الإشارتين منطلق شروع، سيسهل علينا كثيراً تفكيك ظاهرة الجوائز الأدبية العربية.

وأكد عبدالغني أنه "لم تساهم هذه الجوائز -كما أرى- في تدعيم الوعي الثقافي أو الإبداعي العربي، بل أشاعت نوعاً من الكتابة السريعة غير المعمقة ، حتى بات المشهد الأدبي العربي مصداقاً واقعياً للحقيقة القائلة إن الأعمال الجيدة أكلتها الأعمال الرديئة في زحمة التنافس والمغالبة.

وأضاف "يفترض أن الجهة التي تقيم النصوص الجديرة بالفوز تكون عادة محايدة موضوعية مستقلة عن أي تأثير جانبي خارج السياق الإبداعي، هذا على المستوى العالمي، فكيف هو الأمر مع الجوائز العربية التي يكون المبدعون العرب أحوج من غيرهم إليها بسبب أمور معروفة لا مسوغ لذكرها.

وختم عبد الغني "هذا الجانب بات موضع شك لدى كثيرين عقب انكشاف فضائح كثيرة رافقت منح تلك الجوائز، وهي فضائح يبقى المحكمون بتلك الجوائز أجدر مني على كشفها".

سامح محجوب

سامح محجوب: الجوائز العربية لكل مشتاق 

من جهته يرى الشاعر سامح محجوب "كأفكار وشعارات كثيرة فقدت معناها فى عالمنا الكان عربيا - ذات لحظة  عربية -صرنا نجترها حنينا وحسرة -  فقدت الجائزة - خاصة الأدبية منها  - معناها الأدبي الذي كان بمثابة حكم قيمة على منتج وكاتب ومكانة ، فبدلا من أن تصبح الجائزة تتويجا لمسيرة حافلة بالإنجازات ،  أو تعبيرا عن قيمة مضافة فى الكتابة ، أصبحت إعانة مادية لكاتب مريض أو عجوز  أو مكافأة مادية خاضعة لاعتبارات لا علاقة لها بالكتابة كقيمة فى ذاتها ، لذا تحولت الجائزة لموسم إعلامي وإعلاني يزول أثره بزوال عرضه ،

وتابع محجوب "رغم أهمية الجائزة فى فرز وتقديم أصوات جديدة وحساسيات جديدة أيضا فى الكتابة  ورغم أهميتها الكبيرة فى توسعة مقروئية النوع الأدبي ، إلا أنها ليست بريئة. طيلة الوقت ، فزيادة وكثرة الجوائز العربية وعلو قيمتها المادية  على معناها الأدبي خاصة فى العقدين الأخيرين أفقدها صوابها كما أفقد المتنافسين  عليها صوابهم من أجل الحصول عليها .

واشار محجوب إلى ان "هناك كُتَّاب معروفون أصابتهم لوثة الجوائز فراحوا يتفرغون لها تماما ويعطلون مشاريعهم الأدبية  لصالح عمل يرضى توجهات الجائزة ومحكميبها  بل إن بعضهم يراعي فى حجم روايته الحجم الذي يفضله المحكمون والتكنيك الفني والموضوعات التى لايمكن بأى حال من الأحوال أن تتعرض بالنقد للدول والمؤسسات التى تقوم على أمر هذه الجوائز حتى لو كانت متورطة فى تمويل وتصدير الرجعية والإرهاب.

وتابع محجوب" من هنا وبعد دخول حلبة السباق سنويا جوائز جديدة عربية  بأرقام فلكية تجاوزت بكثير جائزة نويل  -الجائزة الأهم والأكبر عالميا  - وبعدما بات من المتوقع أن يحصل كل من يكتب فى الوطن العربي على جائزة بصرف النظر عن مستواه ، وبعدما لم يعد يتذكر أحد أسماء من يحصلون على الجوائز بسبب كثرتهم وكثرة الجوائز ، وبسبب أنهم ليسوا أصحاب مشاريع كتابية حقيقية يمكن أن تحدث تأثيرا حقيقيا لدى القارئ  العربي الذي بات هو الآخر من أكاذيب العرب .

وختم محجوب "هنا وقعت الجوائز  العربية فى فخ العدمية واللاجدوى والفوضى غير الخلاقة كما فقد الكاتب العربي رمزيته ومصداقيته ومن ثمّ تأثيره وحضوره فى الشارع العربي الذى وقع بدوره وبسهولة تحت عجلات الطائفي والعرقي والمذهبي والقومي وذلك لأن المثقف والمبدع العربي لم يصنع له قشرة سميكة من  الفن و العقل تحميه من الوقوع فى شرك هذه اللحظة المنهارةالجائزة لا تحدث الفرق في الإبداع.. وقطعا لا تصنع أي كاتب.

 حسين دعسة: كل الجوائز دورها دعائي لمانحيها  

من جهته يقول الروائي الأردني حسين دعسة: "كثرت الجوائز او قلت، فهي مسارات لا يمكن أن تساعد على إحداث الفرق في الكتابة الإبداعية، ولا في شخصية الكاتب.في بلادنا العربية والإقليم الذي نعيش، بات الكتاب، في المحصلة، كأنها في ملعب كرة قدم، والجميع يلاحق كرة، لا جديد فيها. هكذا مجتمع ولجان وأسرار الجوائز العربية. 

أضاف دعسة "منذ ربع القرن الماضي، أتيح لي مراقبة الإبداع العربي عن قرب، احيانا عبر النقد، والقراءات التحكيمية، وفي الغالب، مجرد قارئ، لكنني، تعودت ان اتناول (حدوثة الجوائز)، بعيدا عن ذائقتي الجمالية او النقدية، وعن ما أعرف من ادوات الكتاب والكتابة. .. وأكاد أعيد تلك الإجابة التي تثير الناس من حولي وتغظبهم، فكل الجوائز في البلاد العربية وأوروبا، هي أكذوبة تطور الإدارة الثقافية او استراتيجيات الإبداع، والعمل النابض بالحياة. 

وأكد دعسة أن "الكتاب خنقتهم المنافسات الكاذبة، والشعور بالدونية، والتبعية لآل الجائزة، بحيث يبدو الكاتب، وعمله، في بؤرة دعاية تجارية، لا تقل في الحضور عن دعايات المطاعم الشهيرة ، وذلك عندما يمنح أي كاتب من الشباب والرواد أو غيرهم، تضج القاعات، وتختفي الابتسامات، فلا أحد يعرف كتاب الخارطة العربية الواسعة، ويكون في صدمة، سببها العلاقات العامة الثقافية التي تحاول أن تصنع من الكاتب، أسطورة إبداعية، لزاما عليه أن يقف في زفته، منذ ساعة نيل الجائزة وحتى الممات-

واشار دعسة إلى أن "الجائزة تصنع لحظة سيئة، يبقي الكاتب، يندم من قول القراء والنقاد، عن ارتباك قيمة الجوائز مع الحاجات الإبداعية  والإنسانية في حياة الكاتب فأغفلت عملية بناح وترويجه الفطائر. 

وختم دعسة "الكتاب العرب فقراء في الكتابة المعاصر، ولهذا قارات العالم لن تنفتح للكاتب العربي او غير أو غيره ،الذي  ابتعد عن الاختلاط بالناس، ربما لغياب أهداف المؤسسة الثقافية الإبداعية، التي انحازت نحو إدارة لجوائز عديدة، غير مقنعة. 

خميلة الجندي

خميلة الجندي: الجوائز لا تصنع الكُتّاب

 أكدت الروائية خميلة الجندي أن الجوائز لا تصنع أي كاتب، الأهم رحلة الكاتب ومنجزه الإبداعي هي من تصنع وجوده، قليل من يتصدر المشهد الأدبي والإبداعي بعد تحصله على جائزة، وغالبا لا تمنح الجوائز إلا لصوت متحقق إبداعيًا.

تاريخ الخبر: 2022-05-24 00:21:32
المصدر: موقع الدستور - مصر
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 59%
الأهمية: 65%

آخر الأخبار حول العالم

محامي التازي: موكلي كشف أمام المحكمة أشياء كانت غائبة عنا جميعا

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-03 21:26:18
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 59%

محامي التازي: موكلي كشف أمام المحكمة أشياء كانت غائبة عنا جميعا

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-03 21:26:14
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 59%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية