منها «تقرير إلى جريكو».. إطلالة على أفضل 7 كتب سيرة ذاتية ومذكرات

نشأ مصطلح «السيرة الذاتية» في العلوم الإنسانية وتبلور في نظرية معرفية، هي نظرية «السيرة الذاتية»، الآخذة في التطور منذ بدايات القرن العشرين على هامش الدراسات التاريخية والأدبية.  

وبحسب الباحث ناصر بركة، عن أدب السير الذاتية: «إن حدود الحياة الفردية حكاية مسار تسعى فيه الذات إلى التكيف مع واقعها المعيش، إذ هي جزء من منظومة مجتمعية تتقاطع فيها حيوات أخرى، وما الإفصاح عن ذلك كتابة إلا محصلة لما طوته السنين من تجارب متوزعة بين ماض طويت صفحاته وحاضر يعيش المرء لحظاته ومستقبل يستشرف فيه آماله، هو امتداد زمني لا يخلو من استكناه للنفس والتفكر في أحوالها وما آل إليه وجودها، مثل لدى المترجمين لذواتهم بخاصة مادة خاما لمشاريع كتاباتهم السيرية».  

وفي هذا التقرير تقدم «الدستور» إطلالة على أهم السير الذاتية الصادرة خلال العقدين الماضيين:

مذكرات مخرج سينمائي لــ «سيرجي إيزنشتاين»

الكتاب صادر في نسخته العربية بترجمة لأنور المشري، ويضم بين دفتيه عددًا من المقالات التي تهدف إلى مساعدة صانعي الأفلام على السيطرة على كل قدرات وإمكانات السينما.

وهي للمخرج الروسي الشهير «سيرجي إيزنشتاين»، والذي بدأ حياته الفنية برسم مشاهد مسرحية ثم دخل عالم الأفلام عام ١٩٢٢، اعتمد على المشاهد الجماعية بديلًا عن الأبطال أو العامة من الممثلين، فقام بذلك ببراعة في مشهد علي درجات القصر في «الأوديسا»، في فيلمه «البارجة بوتمكين»، عندما سحق الجيش الإمبراطوري مجموعة متمردين. 

وقد قسم «سيرجي إيزنشتاين» كتابه إلى أربعة أجزاء رئيسية: عن نفسي، عن أحلامي، مشكلات إخراج الفيلم، صور فنانين، رسوم واسكتشات رسمها سيرجي لأفلامه، استعرض من خلالها بداياته الفنية وكيف أصبح مخرجًا سينمائيًا، وعددًا من مشكلات إخراج الفيلم مثل: الوحدة العضوية والانفعال النفسي في تكوين الفيلم، بالإضافة إلى عرض بعض التجليات الفنية لعدد من الفنانين مثل: شارلي شابلن، بروكنييف، إدوارد يتس، وغيرهم.    

«نسيج العمر» لــ أحمد حمروش

أحمد حمروش، من الضباط الأحرار، تقلد العديد من المناصب القيادية عقب ثورة ١٩٥٢، من بينها رئاسته للمسرح القومي، والذي يحكي طرفًا من ذكرياته عن هذه الفترة في مذكراته، ومن بينها زيارة عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين للمسرح: «أذكر أن الدكتور طه حسين طلب الحضور لمشاهدة مسرحية "زواج فيجارو"، التي كنا نقدمها باسم "زواج الحلاق"، والتي كانت تقوم ببطولتها موهبة المسرح المتألقة سناء جميل، التي جذبت الأنظار والأقلام بشدة منذ ظهرت في مسرحية "الناي اللي فوق"، سعدت بمرافقة الدكتور طه حسين وزوجته الفاضلة، وكانت تبدو عليه البهجة والاستمتاع بما يشاهد». 

«رحلة عمر».. ثروات مصر بين عبد الناصر والسادات للدكتور رشدي سعيد

ورشدي سعيد، أحد كبار علماء الجيولوجيا المرموقين، يرجع له الفضل في تبسيط هذا العلم، وربطه بالتحولات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية في مصر، كان له دور كبير في عدد من الاكتشافات التعدينية، كما يعد من أبرز خبراء الري والعارفين بأسرار نهر النيل.

وفي مذكراته المعنونة بـ«رحلة عمر»، يمزج رشدي سعيد بين رحلة عمر الإنسان وتفاعلاتها مع الأحداث الاجتماعية والسياسية، حيث يسجل لمحات من حياته وفصولًا من سيرته الذاتية وتفاعلاتها مع الأحداث المتلاطمة التي شهدها منذ مولد الدولة الحديثة في مصر عقب دستور ١٩٢٣، مرورًا بأحداث الحرب العالمية الثانية ونشأة إسرائيل، وصولًا إلى معايشته أحداث ثورة ١٩٥٢، وما تلا ذلك من حروب وحقب أخرى وصفها رشدي سعيد بأنها سنوات الأمل والإحباط، وينتهي الكتاب باستقراره في الولايات المتحدة الأمريكية إثر اعتزاله السياسة وخروجه من العمل العام.

مذكرات عالم الاجتماع للدكتور سيد عويس

والمذكرات صدرت في ثلاثة أجزاء، وتحمل الخبرات الحياتية والمحطات في حياة عالم الاجتماع المصري الأشهر، الدكتور سيد عويس، صاحب دراسات: «هتاف الصامتين»، وهي التي رصد فيها وحلل العبارات والجمل التي تكتب على المركبات ووسائل النقل الجماعي والخاص، والتي وصفها بأنها صوت من لا صوت لهم، ووسيلة التعبير لديهم.

أما دراسته الثانية «ظاهرة إرسال الرسائل إلى الإمام الشافعي»، وفيها يحلل أيضًا لجوء بعض من البسطاء من المصريين إلى إرسال خطابات ووضعها في ضريح الإمام الشافعي بالقاهرة.

وفي مذكراته يقدم الدكتور سيد عويس دراسة حالة لتاريخه الشخصي، وتفاعله وتقاطعه مع التاريخ العام والمجتمعي بدءا من أسرته و الحي الذي نشأ فيه، دراسته وعمله، في نسيج متداخل مع الأحداث والحياة العامة في مصر.

«ذكريات الجوافة» للفنان جورج البهجوري

يروي الفنان جورج البهجوري في «ذكريات الجوافة»، رحلته الطويلة ومسيرته الممتدة مع الفن التشكيلي، وذكرياته مع الصحافة والعمل الصحفي، وأهم الأسماء والكتاب الصحفيين والفنانين، ومن بينهم: كامل الشناوي، زكريا الحجاوي، محمود السعدني، لطفي الخولي، وغيرهم من نجوم السياسة والفكر والفن في مصر.

ثلاثية الدكتور جلال أمين

أما عالم الاقتصاد والكاتب الدكتور جلال أمين، فقد صدرت سيرته الذاتية في ثلاثة أجزاء: ماذا علمتني الحياة؟ ــ رحيق العمر ــ مكتوب على الجبين… حكايات على هامش السيرة الذاتية. 

وعن أدب السيرة الذاتية يقول جلال أمين: «من المدهش حقًا مدى غنى حياة كل منا بالأحداث التي تستحق أن تروى، والشخصيات الجديرة بالوصف، أما عن الصراحة، فلقد استلهمت في هذه السيرة ذوقي الخاص، ولا شك أن بعض القراء قد يرى صراحة أكثر من اللازم، والبعض الآخر صراحة أقل من اللازم».

«لما البحر ينعس».. مقاطع من حياة رؤوف مسعد

وتضم المقتطفات مواقف ومحطات في حياة الروائي رؤوف مسعد، والتي يقول عنها: «هي محطات ومواقف في حياتي، بالتالي فالتوقف في مكان ما، أو عند حدث ما، أو شخص ما، ليس بالضرورة أن يكون متسقًا مع التسلسل التاريخي للسنوات، أي منذ بداية سنوات الوعي بالحياة  والصح والخطأ، بالتالي وأنا أكتب هنا فهذه الكتابة هدفها أن أعيد التذكر في حياتي وحياة من تقاطعت حيواتهم بحياتي، ولو للحظات أو أوقات قليلة لكنهم أثروا حياتي كثيرًا».  

«تقرير إلى جريكو» لــ نيكوس كازانتزاكيس

والكتاب بترجمة الشاعر السوري ممدوح عدوان، ويستهل «كازانتزاكيس»، سيرته مشيرًا إلى: «تقرير إلى جريكو»، ليس سيرة ذاتية، فحياتي الشخصية لها بعض القيمة، وبشكل نسبي تماماً، بالنسبة لي وليس بالنسبة لأي شخص آخر، والقيمة الوحيدة التي أعرفها فيها كانت في الجهود من أجل الصعود من درجة إلى أخرى للوصول إلى أعلى نقطة يمكن أن توصلها إليها قوتها وعنادها، القمة التي سميتها اعتباطية بـ«الإطلالة الكريتية».

وأضاف: «في هذه الصفحات الأثر الأحمر الذي خلفته قطرات من دمي، الأثر الذي يشير إلي رحلتي بين الناس والعواصف والأفكار.. كل إنسان يستحق أن يدعى بابن الإنسان، عليه أن يحمل صليبه ويصعد جلجلته، كثيرون والحقيقة معظمهم يصلون إلى الدرجة الأولى أو الثانية، ثم ينهارون لاهثين في منتصف الرحلة، ولا يصلون إلى ذروة الجلجلة، بمعنى آخر ذروة واجبهم، أن يصلبوا، وأن يبعثوا، وأن يخلصوا أرواحهم، تضعف أرواحهم لخوفهم من الصلب، وهم لا يدرون أن الصليب هو الطريق الوحيد للبعث، ولا طريق غيره». 

وتابع: «كانت هناك أربع درجات حاسمة في صعودي، وتحمل كل منها اسما مقدسًا: المسيح، بوذا، لينين، أوليس، ورحلتي الدامية بين كل هذه الأرواح العظيمة، والأرواح الأخري، هي ما أحاول جاهدا أن أبين معالمه».   

واختتم: «إنني أوقظ ذاكرتي لأتذكر، أحشد حياتي من الهواء، وأضع نفسي كجندي أمام جنراله، لكي أكتب «تقرير إلى جريكو»، ذلك أن «جريكو» معجون من التربة الكريتية ذاتها التي عجنت، أنا، منها، وهو قادر علي فهمي أكثر من مكافحي الماضي والحاضر كلهم، ألم يخلف الآثار الحمراء نفسها على الصخور؟».

 

تاريخ الخبر: 2022-05-24 06:21:18
المصدر: موقع الدستور - مصر
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 58%
الأهمية: 64%

آخر الأخبار حول العالم

وزير الخارجية الإماراتي يلتقي زعيم المعارضة الإسرائيلية

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-02 15:27:10
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 63%

نادي الشباب السعودي يسعى لضم حكيم زياش

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-02 15:26:30
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 68%

نادي الشباب السعودي يسعى لضم حكيم زياش

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-02 15:26:34
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 64%

وزير الخارجية الإماراتي يلتقي زعيم المعارضة الإسرائيلية

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-02 15:27:12
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 63%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية