تحت عنوان "الحرب وأثرها على الأدب" صدر أحد ملفات مجلة "عالم الكتاب" وتحديدا بعددها 67 الصادر في أبريل لعام 2022؛ وتضمن 11 موضوعا مختلفا من حيث الطرح والتناول.

البداية كانت مع موضوع جاء بعنوان "حرب أكتوبر لم تنل ما تستحق من حضور في الأدب والفنون" وفيه تناول حرب أكتوبر من ناحية كتابات الأدباء والأكاديميين ومن شاركوا في الحرب، وأيضًا جيل متمرس في الكتابة، وأجمعوا على أن نكسة يونيو 67 كانت أكثر ذكرا وحضورا في الشعر والقصة والرواية، مع أنها لم تستمر سوى 6 سنوات، وجاءت من بعدها أكتوبر وأزاحت ضبابيتها جانبا، ليبدو المشهد واضحا، مؤكدين أنه بالرغم من النصر العظيم فإن الأدب المصري لم يعبر عنها كما يجب، برغم كل الكتابات التي كتبت في هذا الصدد، وكل الأفلام التي قدمت.

سلط الملف الضوء على كتاب "المجاعة الحمراء: حرب ستالين على أوكرانيا" وفيه تسرد مؤلفته آن إبلباوم قصة المجاعة الأوكرانية التي وقعت ما بين العامين 1932 - 1933، وقدمت خلفية تاريخية وسياق سياسي واقتصادي، كما سردت القرارات التي أدت إلى إبادة ما لا يقل عن أربعة ملايين فلاح أوكراني خلال شهور.

وبحسب تقرير نشر بالمجلة؛ فإن الكتاب سيحدد معايير لدراسة المجاعة الكبرى لسنوات قادمة، فبحث المؤلفة لا تشوبه شائبة، ومصادرها شاملة، باستثناء تفصيلة واحدة غريبة ربما، وهي أنها أغفلت أو أنها لم تكن على علم بنصوص "قارئ المجاعة، عمل مرجعي عن المجاعة 1932 - 1933، في أوكرانيا"، لكن الشيء الأهم، هو أن كتابها رائع، تجنبت فيه المصطلحات والرطانة اللغوية، وعرفت كيف تروي قصة بنثر مذهل، وبضبط نفس مثير للإعجاب، وأيضا كانت تفهم جيدا الطريقة التي تجعل بها قصة أوكرانيا ممتعة لقراء أكثر، وهي سرد القصة بحرفية.

المقاتل أحمد حجي، هو ما احتفت به المجلة، فلماذا؟ لأنه رائد أدب الحرب، وقال عنه الكاتب شعبان يوسف في مقال له نشر بالمجلة: إن أحمد حجي قبل أن يذهب إلى الجبهة باختياره، كان مقاتلا توعويا في بلده وقريته سندوب بمحافظة الدقهلية، ولد عام 1941، وتخرج في كلية الطب البيطري عام 1967، وجند بالقوات المسلحة عام 1968، أي في عز حرب الاستنزاف، وهو الذي اختار موقع وحدته بإلحاح، لكي يكون في الصفوف الأمامية، وقبل أن يلتحق بالقوات المسلحة افتتح بقريته مدرسة لمحو الأمية للفلاحين، وذلك على الطريقة التي خاضها كثير من الثوريين في العالم، وأصبح الخندق الذي يكمن به في الجبهة، قبلة للمقاتلين، كما كان بيته في سندوب قبلة للجيل الجديد من الشباب الثائر.

في تقرير بعنوان "أدب الحرب عبر عصور مختلفة" أشارت الكاتبة مروة مجدي في البداية إلى أن الفنون عامة، والأدب خاصة، مرآة تعكس واقع الإنسانية والمجتمعات والعالم، فالأدباء يستلهمون من الواقع، ويكتبون ويبدعون ويؤرخون، موضحة أن أدب الحرب قد عبر عن الإنسان وقت الحروب التي مرت على تاريخ البشرية.

ثم تناولت الحديث أدب الحرب من حيث مفهومه، قائلة: هو ذلك الأدب الذي يتناول تأثير أهوال الحروب على كل البشر، بمن فيهم غير المشاركين في الحرب بشكل مباشر، فالحرب تترك آثارا لن تمحى في قلب كل إنسان عاصرها، سواء كان حاملا سلاحا على كتفه، أو كان أسيرا في قبضة أعدائه، أو مواطنا هرب منها، أو لاجئا ترك بلده محتميا بأخرى، أو مواطنا عاديا مواجها الدمار والخراب كل لحظة، ومنتظرا قرع الموت بابه.

كما ركزت على الروايات التي تناولت حرب أكتوبر، كمذكرات الفريق سعد الدين الشاذلي رئيس الأركان السابق للقوات المسلحة المصرية من العلامات المؤرخة لكل خبايا وأحداث وتفاصيل حرب أكتوبر، حيث يحكي فيها عن كواليس القيام بالحرب، وكيفية تحقيق الجيش المصري النصر، وعن كيفية التخطيط لهذه الحرب، وعن دوره الرائد فيها، وعن التغيرات التي دخل الجيش المصري منها للعدو حتى حقق النصر المبين، فضلا عن روايات الأديب الراحل جمال الغيطاني، وغيرها.

"عالم الكتاب" مجلة متخصصة باللغة العربية في مجال صناعة الكتاب والنشر والطباعة والوثائق وكتب التراث والمخطوطات والكتب النادرة والأعمال والكتب الإلكترونية والأعمال الرقمية، ومنها ألعاب الفيديو والأفلام المأخوذة عن أعمال مكتوبة، سواء روايات أو كتب علمية أو وثائقية، وفقًا للتصنيفات العالمية التي تُدْخِل هذه المواد ضمن الأعمال المقروءة، وكل ما يتعلق بالكِتَاب والإبداع والكُتَّاب والمؤلفين على مختلف تخصصاتهم، وكذلك كل ما يتعلق بالقراءة.

ومجلة عالم الكتاب تصدر برئاسة تحرير الدكتور زين عبد الهادى، ومدير تحرير مجلة عالم الكتاب رشا عبادة، وصممت غلاف العدد الجديد الفنانة التشكيلية منار عادل.