يحيى تادرس.. حكّاء الأجيال على مقاهى المحروسة
يحيى تادرس.. حكّاء الأجيال على مقاهى المحروسة
كان السيناريست وكبير معدى التليفزيون المصرى يحيى تادرس، يصنع ما يمكن أن نسميه «خطابًا ثقافيًا»، من خلال أعماله وبرامجه التى شكلت وعى أجيال من المصريين فى فترة من الفترات، وكان لها بالغ الأثر فى توجيه الوعى العام تجاه كل ما هو جاد وحقيقى. وبدأت مسيرة «تادرس» فى مهنة الإعداد التليفزيونى والدرامى، فى مطلع السبعينيات، حينما كتب سيناريو وحوار فيلم «الإرادة والساعات الرهيبة» فى عام ١٩٧٠، ليتوسع بعد ذلك فى مشروعه التليفزيونى، خاصة بعد تعاونه مع المذيعة أمانى راشد فى عدة أعمال أثناء فترة حرب أكتوبر. وفى عام ١٩٩٠، تعرف «تادرس» بعد ذلك على الإعلامية الكبيرة سامية الإتربى، واللذين تألقا معًا فى الكثير من الأعمال، وكان «تادرس» مهتمًا بشكل كبير بالبسطاء وأحلامهم، ولذلك أطلق مع «أمانى» برنامج «حكاوى القهاوى» الذى حاول من خلاله تقديم تجربة مختلفة للبرامج من قلب الشارع المصرى، فى فكرة جديدة ومختلفة تمامًا عما يقدم فى التليفزيون المصرى، بحيث تستضيف مذيعة البرنامج النجوم والسياسيين على مقهى «قشتمر» بحى الظاهر، وهو المقهى الذى كان يجلس عليه الكاتب الكبير نجيب محفوظ. كان لإطلاق هذا البرنامج كواليس خاصة، إذ أخفى «تادرس» فى البداية فكرة وطبيعة البرنامج عن سامية الإتربى تخوفًا من ألا تنال الفكرة إعجابها، لذا صور مقدمات لعدد من الحلقات ثم عرض الفكرة عليها، وتحمست الأخيرة لها بشكل كبير، ووجدت أنها مختلفة، وتولت هى تقديمه.
واستمر البرنامج عدة سنوات، لتتجول حلقاته فى ربوع مصر، ويصبح من أشهر برامج ماسبيرو فى فترة التسعينيات، فى ظل تلقائية فكرته وبساطة تقديمه، إذ كان يحيى تادرس يبتكر فى كل حلقة مقدمة وموضوعًا مختلفًا.
وفى عام ١٩٩٥، كتب يحيى تادرس السيناريو والحوار لبرنامج الأطفال الشهير «كانى ومانى»، وهو برنامج موجه للأطفال، أخرجته منى أبوالنصر، وقدمته سامية الإتربى، إذ كانت تحكى من خلاله العديد من القصص الممزوجة بالرسوم المتحركة. وبعد نجاح حلقات «كانى ومانى»، اجتمع يحيى تادرس والمخرجة منى أبوالنصر فى عمل آخر للأطفال وهو مسلسل «السندباد البحرى» عام ١٩٩٦، وقدمته أيضًا الإعلامية سامية الإتربى.
