دعا مرصد حقوقي دولي بالعاصمة السويسرية جنيف، أمس الخميس، إلى العمل على تطبيق مزيد من الخطوات التي نصّت عليها الهدنة الأممية، ومنها فتح الطرق في مدينة تعز التي تحاصرها الميليشيا المدعومة من طهران منذ ثماني سنوات، فيما رحَّبت الولايات المتحدة، في وقت سابق، باجتماع ممثلين من الحكومة اليمنية والحوثيين، في العاصمة الأردنية عمان.
وشدد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، في بيان صحفي، على ضرورة اتخاذ جميع الخطوات الممكنة للحد من معاناة ملايين اليمنيين الذين يعيشون في تعز.
حصار تعز
وقال المرصد: «إن الظروف الإنسانية الصعبة التي يعيشها السكان في تعز تحتّم على أطراف النزاع والأمم المتحدة إيلاء قضية فك حصار المدينة أهمية قصوى في التفاهمات الجارية، خصوصًا في ظل الهدنة القائمة».
وأعرب المرصد «عن أمله في أن تسهم المحادثات المباشرة التي بدأت ليل الأربعاء في العاصمة الأردنية عمّان بين وفدي الحكومة اليمنية والحوثيين في فتح الطرق والمعابر في تعز وبقية المناطق، وتمكين السكان من ممارسة حقهم في حرية الحركة والتنقل».
كما شدد على ضرورة التوافق على تمديد الهدنة الجارية لإفساح المجال أمام تطبيق مزيد من الخطوات التي نصّ عليها اتفاق الهدنة، التي من شأنها أن تُسهم في خفض التصعيد، وتخفّف من حدة الأزمة الإنسانية التي تعاني منها البلاد بسبب النزاع.
وفي بداية أبريل الماضي، أعلنت الأمم المتحدة عن سريان هدنة في اليمن، لمدة شهرين، قابلة للتمديد، وسط ترحيب حكومي يمني، ودعم سعودي وخليجي واسع، قابله خرق متواصل من الميليشيا الإيرانية.
ومن أبرز بنود الهدنة، وقف إطلاق النار، وإعادة تشغيل الرحلات التجارية عبر مطار صنعاء المختطف من الحوثيين، وفك الحصار عن مدينة تعز من الميليشيا الحوثية، إضافة إلى إدخال 18 سفينة نفطية إلى ميناء الحديدة.
ترحيب أمريكي
إلى ذلك، قال بيان صادر عن المبعوث الأمريكي الخاص إلى اليمن تيم ليندركينج: «ترحب الولايات المتحدة بالاجتماع الأول للجنة فتح الطرقات في تعز، التي تضم ممثلين للحوثيين والحكومة اليمنية، في العاصمة الأردنية عمان، تحت رعاية الأمم المتحدة».
وأضاف المبعوث الأمريكي: «خلال الأيام القليلة القادمة، نحث الأطراف اليمنية على التفاوض بحسن نية لضمان أن تكون مثل تلك الطرق المؤدية إلى تعز، ثالث أكبر مدن اليمن، مفتوحة لصالح الناس بأسرع وقت ممكن».
وأردف قائلا: «نأمل أن تكون هذه بداية حوار بنَّاء بين الأطراف، ما يؤدي إلى تحسين حرية الحركة ويحدد الحلول الوسط الأخرى التي يمكن أن تقدمها الأطراف لجلب مزيد من الراحة الملموسة للشعب اليمني».
وشهدت تعز تظاهرة شعبية حاشدة للمطالبة بفتح الطرقات وفك الحصار المفروض من قبل ميليشيات الحوثي منذ 8 أعوام.
وطالب أبناء المحافظة على تحييد المجالات الإنسانية من الصراع، مشيرين إلى أنه لا معنى للهدنة ولا لأي مفاوضات تؤسس لسلام شامل ودائم بدون فتح جميع طرقات ومعابر تعز التي تؤمن حركة المواطنين في إطارها ومع المحافظات الأخرى.
