شهد السودان، يوم الخميس، خروج مواكب في العاصمة الخرطوم ومدن أخرى، لكن تميزت مدينة ود مدني وسط البلاد، بتخصيص جزء من نشاط الموكب لمناصرة أحد الثوار الذين تعتقلهم السلطات الانقلابية بذريعة التورط في قتل ضابط الشرطة.
التغيير: عبد الله برير
خرج مئات المتظاهرين السلميين في مدينة ود مدني بولاية الجزيرة وسط السودان، الخميس، استجابة لدعوات المواكب التي تنتظم البلاد مندِّدة بالانقلاب العسكري، والمطالبة باستعادة الحكم المدني الديمقراطي.
وفي لفتة مؤثرة، قصد الثوار منزل المناضل أحمد الفاتح «الننة» الذي تعتقله السلطات الانقلابية، وتتهمه بالتورّط في قضية مقتل العميد بالشرطة علي بريمة، رفقة الثائرين محمد آدم «توباك» ومحمد الفاتح عصام.
واعتقلت السلطات الأمنية، عدداً من الشباب المشاركين في الحراك الثوري، واتهمتهم بالتورط في جريمة مقتل العميد بالشرطة علي بريمة بالتزامن مع مواكب في الخرطوم يناير الماضي.
وكانت وزارة داخلية الانقلاب، قالت إن العميد بريمة لقي حتفه «أثناء تأدية واجبه» في تأمين المواكب الاحتجاجية التي خرجت الخميس 13 يناير 2022م بالعاصمة الخرطوم ومدن أخرى، تحت مسمى «مليونية 13 يناير» ضد الانقلاب العسكري.
ويوم الخميس، تجمّع ثوار مدينة ود مدني أمام صيدلية الخير بسوق المدينة.
وفور انطلاق زغرودة الثورة عند الواحدة ظهراً، تحرّك الموكب إلى ميدان المولد.
وردّد المتظاهرون هتافات مناهضة للانقلاب العسكري، وجددوا رفضهم للتفاوض والشراكة والشرعية.
وعلى امتداد الطريق من سوق ود مدني، اصطفت الأسر أمام البيوت تستقبل الثوار بالزغاريد والتلويح بعلامات النصر وتقديم المياه للمناضلين العطشى للماء، والحرية والمدنية.
توقف الموكب في ساحة المولد النبوي الشريف، وخوطبت الحشود بكلمات داعمة للحراك.
وتوجه الثوار إلى حي البيان غربي المدينة، مسقط رأس المناضل أحمد الفاتح «الننة».
واستقبلت أسرة «الننة» الثوار بالدموع والهتاف ببراءة أحمد، رفقة «توباك» ومحمد.
وخاطبت الحاجة نادية والدة «الننة»، الحشود بكلمات قوية دعت خلالها أن تُكتب البراءة لنجلها ورفيقيه.
وقالت نادية: «صبرت الكثير ولم يبق إلا القليل، ربنا ينصر ابني على من ظلمه».
وتغنى الثوار بعبارات لـ«الننة» ونضاله وبسالاته ورفعوا لافتات «أحمد الفاتح لن ينكسر».
