أظهرت دراسة جديدة أجراها معهد إسرائيلي أن العواصف الشتوية في النصف الجنوبي من الكرة الأرضية اشتدت بشكل أسرع من المتوقع، إذ وصلت إلى القوة التي كان يتوقع العلماء حدوثها عام 2080.

وقاد الدراسة ري تشمكي من معهد وايزمان للعلوم ونُشرت بمجلة "نايتشر كلايمت تشينج".

ووجد الباحثون أن العواصف الشتوية قد اشتدت بنسبة 12% على مدى العقود الأربعة الماضية، ومن المتوقع أن يصل إلى مستوى النماذج المناخية إلى نحو عام 2080 كما كان يتوقع العلماء.

كذلك وجدت الدراسة أن الحمل الحراري زاد بنسبة 16% على مدى العقود الأربعة الماضية، وهو مستوى تنبأ به الخبراء أن يصبح في نحو عام 2070.

وقال تشمكي لصحيفة "هآرتس" الإسرائيلية: "كانت التوقعات متفائلة للغاية".

وأضاف: "في الواقع، ستكون التوقعات للمستقبل أسوأ مما كنا نظن وستشتد العواصف بما يتجاوز ما توقعناه حتى الآن". وقال إن هذا يعني أن تأثيرات تغير المناخ على البشرية قد تكون أكبر مما كان يعتقد.

وسعى العلماء للتحقق من أن العواصف المتفاقمة نابعة من عوامل خارجية مثل النشاط البشري أو الإشعاع الشمسي، وليس عوامل داخلية لأنظمة المناخ الحالية.

لذلك استخدموا النماذج للتنبؤ بأكبر قدر ممكن من التغيير بسبب العوامل الداخلية وخلصوا إلى أن العواصف الشتوية قد تجاوزت هذا المستوى منذ عقدين.

وقال تشمكي إن "الدراسة لها تأثيران فوريان ومهمان. أولاً من المرجح أن يكون الوضع المناخي في العقود المقبلة أسوأ مما كان يعتقد العلماء سابقاً، فيبدو أن النشاط البشري كان له تأثير أكبر على المناخ في نصف الكرة الجنوبي مما كان يُعتقد. وهذا يعني أن المجتمع الدولي يجب أن يعمل بشكل أسرع لتخفيف الأضرار المناخية في هذه المنطقة".

وتابع حديثه: "ثانياً يجب تصحيح النماذج الحالية التي تستخدمها الحكومات لوضع السياسات لتوفير تنبؤات أكثر دقة حول التغيرات في شدة العواصف في العقود القادمة".

واعتبرت البروفيسورة هادس ساروني عالمة المناخ من قسم الجيوفيزياء بجامعة تل أبيب التي لم تشارك في الدراسة أنه "بحث مهم يؤكد حقيقة أنه حتى في حالة عدم اليقين يجب ألا نكون غير مبالين".

وأضافت: "قد تكون تكاليف تجاهل المشكلة وعدم الاستعداد لها أكبر بكثير. يجب أن نأخذ في الاعتبار أن التغييرات الحادة ممكنة في منطقتنا أيضاً".

TRT عربي - وكالات