فى أوائل القرن السادس عشر الميلادي أدخل السلطان سليم الأول القهوة إلى اسطنبول سنة 1517م، لكنها لم تنتشر بشكل كبير، وفي القرن السابع عشر ميلادياً دخل البن إلى الآستانة بشكل منظم، وفي القرن نفسه افتتح أول مقهى فى بغداد عام 1590 تحت اسم مقهى خان جفان.

أقلام المستشرقين أجمعت والرحالة على تقديم المقهى بوصفه أحد أهم أركان الحياة الاجتماعية والثقافية المصرية، بحيث رسموا له صورة تقدمه مداراً لحركة الحياة، هذا ما أشار إليه الكاتب فرج مجاهد عبد الوهاب ضمن مشاركته فى ملف "حكايات المقاهى الأدبية"، الصادر ضمن العدد الجديد من مجلة "عالم الكتاب" لشهر مارس 2022.

26 كتاباً عن المقاهى الثقافية والقهوة.. وحيلة المراكز الثقافية فى الستينيات

أشار كتاب "المقاهى الثقافية فى العالم.. القاهرة.. باريس.. دمنهور" للكاتب كامل رحومة إلى أن عدد المؤلفات التي تناولت المقاهى الثقافية والقهوة، ليتداخل بعد ذلك مع موضوع أنشطة وآداب وفنون المقاهى، ومن الجدير بالذكر أن المقاهى تعرضت فى ستينيات القرن الماضى الى حملة إعلامية باعتبارها مضيعة للوقت ومبطلة للإنتاج، وهو ما أدى الى تحايل المصريين من اصحابها الى تحويلها لمراكز ثقافية بحسب الكاتب الراحل جمال الغيطاني، حيث أشار إلى أن أصحابها قاموا بوضع دواليب الكتب فيها وعرضوا فيها كتباً من أى نوع، خاصة كتب الهيئة العامة للاستعلامات باعتباره المقاهي مراكز ثقافية.

جذور المقاهى التاريخية عند المصريين: البداية من المصاطب 

فى ملف مجلة"عالم الكتاب"، أشار الدكتور صفا عزت صيام فى مشاركته بملف "المقاهى الأدبية" إلى أن جذور فكرة المقهى فى حياة المصريين ليست حديثة؛ إذ اعتمدها المصريون قديماً منذ قرروا الجلوس على المصاطب لتجاذب أطراف الحديث والنقاش والفنون.

ثم تطور الأمر شيئاً إلى أن اتخذ شكل مجال الحكائين والسير الشعبية التي توارثتها أجيال طيبة.

مجلة جاليرى ريش.. تأسست على مقهى ريش

شعبان يوسف نائب رئيس تحرير مجلة "عالم الكتاب" أشار في مشاركته بالملف أن مجلة جاليري 68 تأسست على مقهى ريش، بزعامة الكاتب والمترجم إبراهيم منصور، وأصبحت جاليرى 68 أجمل وأهم علامة فى جيل الستينيات، كذلك مجلة إضاءة 77 من أهم علامات جيل السبعينيات.

"يوسف" أشار الى أن أهم مقاهي منطقة وسط البلد فى مصر التى ركن إليها أجيال متعاقبة من أهل الكتاب هي " بارداي"، "ريش".

الملف تضمن العديد من الموضوعات مثل دور المقاهى وتأثيرها فى الحركة الثقافية" للكاتبة رابعة الختام، وفى "حفل المقهى.. الانطباعات حول طاولات فنية لإدوارد مانيه" لبسمة علاء الدين، و"ألبير قصيرى والمقاهى..حكايات الونس والكتابة" للزميل إيهاب مصطفى.