قبل تسعة وعشرين عاماً أقدمت مجموعة ألمانية يمينية متطرفة على إحراق منزل عائلة تركية في مديمو زولينغن غرب ألمانيا، ما تسبب في مقتل 5 أتراك.

وحدثت جريمة زولينغن عندما أشعل أربعة متطرفين يمينيين يوم 29 مايو/أيار 1993 النيران بمنزل أسرة غينتش التركية، ما أدى إلى وفاة خمسة أتراك بينهم 4 أطفال.

ووصفت الجريمة بأنها أسوأ اعتداء يستهدف الأجانب في تاريخ ألمانيا الحديث.

وعلى الرغم من ألمها وفاجعتها بالجريمة فإن مولودة غينتش المسنة التركية (76 عاماً) التي قُتلت ابنتاها وحفيدتاها وبنت أختها في الاعتداء كانت تنادي بنشر التسامح في المجتمع الألماني ونبذ الكراهية.

وقال الاتحاد التركي في برلين (TBB) المنظمة التي تدافع عن الجالية التركية، إن هذا النوع من الهجمات ارتفع أكثر من أي وقت مضى.

ولطالما أعربت الخارجية التركية عن أملها عدم تكرار مثل هذه الهجمات المأساوية ورغبتها "بإعادة تأكيد ضرورة اتخاذ تدابير مؤثرة في محاربة العنصرية والتمييز والعداء للأجانب، وهي تعد مشاكل مشتركة للإنسانية، وضرورة استخدام السياسيين والإعلاميين بشكل خاص للغة مدروسة".

وتتصدر الهجمات والاعتداءات ضد الأتراك والمسلمين في جميع أنحاء العالم وبخاصة في أوروبا، التقارير السنوية التي تعدها رئاسة شؤون أتراك المهجر والمجتمعات ذات القربى.

وفي تقرير 2020 تصدرت ألمانيا قائمة الدول التي جرى الإبلاغ فيها عن جرائم كراهية ضد الأتراك، إذ سجلت بها 205 بلاغات، وتلتها فرنسا بـ40 بلاغاً، ثم النمسا بـ37 بلاغاً، وبعدها سويسرا وهولندا بـ15 بلاغاً.

وفي التقرير ذاته سُجل 389 بلاغاً، منها 225 يتضمن شكوى من خطابات الكراهية والتهديد للأتراك، و45 هجوماً على المساجد، و25 حادثة إضرام نيران متعمد، وهجومين على مدرستين.

واستذكر وزير الخارجية التركي مولود جاوش أوغلو العام الماضي ضحايا هذا الهجوم، وقال في تغريدة عبر تويتر: "أستذكر بالرحمة والاحترام ذكرى مواطنينا الخمسة الذين قتلوا في الهجوم العنصري بمدينة زولينغن قبل 28 عاماً".

وأكد الوزير التركي أن معاداة الأجانب والإسلام والعنصرية تشكل سمّاً تجب مكافحته عبر التعاون.

TRT عربي - وكالات