نظرت محكمة الجنايات بمجلس قضاء عنابة اليوم الأحد في قضيّة الانخراط والمشاركة في منظمة إرهابية تنشط في الخارج تورّطت فيهة شابّة في العشرينيات من العمر التحقت بـ”داعش” رفقة شقيقتيها وزوجها واستمعت هيئة المحكمة لأقوال المتهمة “خ.ك” التي حظرت الجلسة على كرسي متحرّك بعد تعرّضها حسب تصريحاتها لقصف جويّ في ليبيا لقي على إثره رضيعها حتفه وتوفيّت شقيقتيها في عين المكان في حين نجت هي بأعجوبة من الهجوم، بينما نفت من جهتها علمها بمصير زوجها الذي قالت أنّها لم تتلقّى أيّة معلومة عنه منذ مدّة طويلة، قبل أن يصدر في حقّها حكم يقضي إدانتها بعقوبة 4 سنوات سجنا نافذا، وفي سياق متّصل فقد أنكرت المتهمة خلال الإدلاء بتصريحاتها صبيحة أمس الأحد أمام هيئة محكمة الجنايات الإستئنافية نيّتها في الإلتحاق بالتنظيم الإرهابي المذكور سالفا في ليبيا وذكرت أنّها كانت تريد التوجّه إلى فلسطين والتضحية بحياتها من أجل الإستشهاد هناك، علما وأنّ الجهات القضائية واجهتها بالدلائل والبراهين المثبتة تورّطها في القضيّة التي تعود حيثياتها إلى سنة 2016 وبالتحديد في يوم 25 أفريل حين تلقت مصالح المجموعة الإقليمية للدرك الوطني معلومات مفادها وجود مجموعة من الأشخاص ينحدرون من بلديّة سيدي عمار بولاية عنابة قد التحقوا بالتنظيم الإرهابي “داعش” بدولة ليبيا، ويتعلق الأمر بكل من”خ.ك”، “ع.ل”، “خ.س”، “خ.م” بالإضافة إلى “ل.أ” و”ل.ع.ف”، حيث أنه بناءا على هذه المعلومات تنقلت عناصر الضبطية القضائية إلى منزل المشتبه فيه “ع.ل” الكائن بحي الأبطال بسيدي عمار، أين أكد شقيقاه “ع.ط” و”ع.ح” أنه غادر برفقة زوجته “خ.م” يوم 18 أفريل من ذات السنة، في اتجاه مدينة الجزائر العاصمة، ليضيفا بأنه كان يتصل بهما هاتفيا إلى غاية يوم 21 أفريل لتنقطع بعدها الإتصالات، وبعد استغلال الرقم الهاتفي تبين أن المشتبه فيه “ع.ل” كان يوم 18 أفريل متواجدا بمطار رابح بيطاط وفي اليوم الموالي تنقل إلى مطار تمنراست، ليتحوّل يوم 20 أفريل إلى منطقة برج الحواس بولاية إليزي ثم جانت، وفي إطار التحريات تم الاتصال بالمسمى “خ.م” والد الأخوات الثلاث “خ.م” و”خ.ك” و”خ.س” الذي كشف أن بناته غادرن أرض الوطن وأن آخر اتصال هاتفي لهن كان يوم 24 أفريل من ذات السنة، مضيفا بأنهن دخلن التراب الليبي، ومن جهة ثانية فقد سبق وأن تم سماع المسمى “ل.ع.ع” والد المشتبه فيه “ل.ع.ف” الذي أوضح كذلك بأن ابنه اتصل به وأخبره بأنه توجه إلى العاصمة مرفوقا بزوجته “خ.ك” لغرض السياحة بدولة ليبيا، وأن المسماة “خ.س” تعرفت على شخص ما عن طريق شبكة التواصل الإجتماعي واتفقا على إتمام مراسيم الزفاف هناك، هذا وعند الإتصال بشركة الخطوط الجوية الجزائرية تبين أن المعنيين المشار إليهم قد غادروا مطار رابح بيطاط بتاريخ 18 أفريل على الساعة 18.45، كما أنه باستغلال كشوف المكالمات الهاتفية، تبين وجود رقم هاتفي مشترك بين الأشخاص الخمسة، حيث أوضح سجل المعلومات أنه تابع للمشتبه فيم “ل.أ” الساكن بتمنراست والذي أثبتت التحريات أنه يتنقل كثيرا على المحور تمنراست إليزي ورقلة، متصلا بأرقام دولية من بينها ليبيا والنيجر، وألقي القبض عليه فيما بعد وتمّ إيداعه السجن بعد ثبوت أدلّة تورّطه في تهريب المشتبه فيهم الخمس إلى ليبيا، يجدر الذكر أيضا بأن مصالح الدرك الوطني قد حجزت العديد من الوسائل الإلكترونية من بينها أجهزة كمبيوتر وهواتف نقالة لاستكمال التحقيقات خاصة تلك التي استخدمتها المشتبه فيها “خ.س” التي كانت على علاقة مع شخص من جنسية مصرية تعرفت عليه عبر مواقع التواصل الاجتماعي سنة 2013، وقررت الزواج معه إلا أن والدها رفض الفكرة جملة وتفصيلا، ومن جهة ثانية وخلال سماع الشاهدة “ب.ح” أم المتهمات الثلاث صرحت هذه الأخيرة بدورها أن بناتها وصهرها “ع.ل” مع صديقه “ل.ف” أخبروها أنهم غادروا في اتجاه الجزائر العاصمة لقضاء ثلاثة أيام، وفيما بعد اتصلن بها بناتها هاتفيا وكشفن لها نيتهن في عدم العودة الى أرض الوطن، مضيفة بأنها لا تعرف شيئا حول الموضوع وتفاجأت حين سمعت أنهن توجهن إلى دولة ليبيا من أجل الالتحاق بتنظيم “داعش”، ليتم في السياق ذاته سماع والد “ل.ع.ع” الذي صرح أن ابنه وزوجته غادرا مدينة عنابة على أساس الذهاب في نزهة، قبل أن يتصل به هاتفيا من دولة ليبيا، قبل أن تفيد التحريّات الأمنية أن المشتبه فيهم الخمس المتمثّلين في قد التحقوا بجماعة إرهابية تنشط في ليبيا، وهي التهمة التي أنكرتها المتهمة “خ.ك” صبيحة أمس أثناء مثولها أمام العدالة لمتابعتها بارتكاب جناية الإنخراط والمشاركة في منظمة إرهابية تنشط في الخارج، وكشفت أنّها اتّبعت خطى زوجها وشقيقتيها دون علمها، يجدر الذكر من ناحية ثانية أنّ هذه الأخيرة أوضحت أنّهن تعرّضن لهجوم مباغت في ليبيا أفضى إلى وفاة ابنها وشقيقتيها ولا تزال تجهل مصير زوجها الذي كان غائبا أثناء الهجوم بعد تنقّله قبل مدّة قصيرة رفقة أفراد جماعة مسلّحة.
وليد س
