عشرات آلاف الإسرائيليين يثيرون التوترات في «مسيرة الأعلام» بالقدس


شارك عشرات آلاف الإسرائيليين في «مسيرة الأعلام» في القدس، اليوم (الأحد)، إحياء للذكرى الـ55 لاحتلال القدس الشرقية، وسط توترات ومواجهات في المدينة ومحيط المسجد الأقصى والضفة الغربية المحتلة.
وتثير هذه المسيرة السنوية التي ينظمها الإسرائيليون في ذكرى «توحيد القدس» التي يعتبرونها عاصمة دولتهم، غضب الفلسطينيين الذين يسعون إلى أن تكون القدس الشرقية عاصمة دولتهم المستقبلية.
وساد التوتر مدينة القدس منذ الصباح حتى قبل بدء المسيرة التي انطلقت من وسط المدينة، وانتهت عند الحائط الغربي، مروراً بالبلدة القديمة في القدس الشرقية التي احتلتها إسرائيل في 1967 ثم ضمتها في 1980 في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي. وقالت الشرطة إن المسيرة ضمت 70 ألف شخص.
ووقعت مواجهات بين فلسطينيين وعناصر من الشرطة الإسرائيلية في باب العمود الذي يقود إلى الحي الإسلامي، والذي دخل منه المتظاهرون إلى البلدة القديمة. وردد المشاركون الذين حملوا الأعلام الإسرائيلية هتافات، مثل «الموت للعرب»، كما أنشدوا النشيد الوطني الإسرائيلي، ورشقهم فلسطينيون بالحجارة. ورافق المسيرة انتشار أمني كثيف. وقالت الشرطة إنها نشرت 3000 شرطي.
وقبل بدء المسيرة بساعات، تجوّل النائب الإسرائيلي اليميني المتطرف، إيتمار بن غفير، في باحة المسجد الأقصى، حيث شوهدت أيضاً مجموعات كبيرة من اليهود، بينما أفادت الشرطة الإسرائيلية بأن «مثيري شغب» فلسطينيين ألقوا حجارة في اتجاه الشرطة. وقال بن غفير بعد خروجه من الباحة إنه جاء ليؤكد «إننا نحن - دولة إسرائيل - أصحاب السيادة» في المدينة.
وذكرت الشرطة الإسرائيلية أن «نحو 2600 شخص صعدوا إلى جبل الهيكل» من الجانب الإسرائيلي، موضحة أن معظمهم من السياح. وأشارت الشرطة إلى «انتهاك» بعض اليهود «لقواعد الزيارة» واعتقال عدد منهم.
ويُسمح لليهود بدخول باحة الأقصى، لكنهم ممنوعون من أداء الصلاة فيها. إلا أن عدداً متزايداً من اليهود بات يقصد الباحة للصلاة خلسة، ما يثير توترات وتنديداً فلسطينياً بوجود نية لـ«تهويد» المكان المقدس الذي يعتبر «أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين» لدى المسلمين.
وأكدت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني تسجيل نحو 100 إصابة بمواجهات في مناطق مختلفة. وقالت الشرطة إنها اعتقلت نحو 60 شخصاً. ونزل فلسطينيون إلى الشارع في مناطق عدة في الضفة الغربية المحتلة، وحملوا الأعلام الفلسطينية احتجاجاً على «مسيرة الأعلام» في القدس.
في رام الله، كان داود عجاج (17 عاماً) متوشحاً بالعلم الفلسطيني. وقال: «أحمل العلم الفلسطيني من أجل وحدة الفلسطينيين وتحدي اليهود»، مضيفاً: «نريد الحرية وحقوقنا، لن نلتزم الصمت». والعام الماضي، أطلقت «حركة حماس» في يوم المسيرة وابلاً من الصواريخ في اتجاه إسرائيل التي ردّت بعملية عسكرية ضخمة على قطاع غزة الذي تسيطر عليه «حماس».
وحذّرت الفصائل الفلسطينية هذه السنة من «اقتحام المسجد الأقصى» وأعلنت «الاستنفار العام». واعتبر الناطق باسم «حركة حماس» حازم قاسم، الأحد، أن مسيرة الأعلام ما هي إلا «استفزاز حقيقي وكبير لشعبنا». وفي قطاع غزة، توقّع مصطفى نصر (27 عاماً) من «المقاومة أن ترد»، مشيراً إلى أن «الأقصى خط أحمر». أما محمد المغربي فرأى أن «الجميع قلق من احتمال اندلاع حرب... لكن الوضع لن يكون مثل السنة الماضية».
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بنيت، قبيل الاجتماع الأسبوعي للحكومة، الأحد: «من الطبيعي أن نرفع علم إسرائيل في عاصمة إسرائيل... أطلب من المشاركين في المسيرة احترام تعليمات الشرطة». كما طلب من الشرطة «عدم التسامح بتاتاً مع المتطرفين». ووصف وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لبيد المجموعات اليمينية المتطرفة التي هاجمت فلسطينيين بـ«أنها غير جديرة بحمل العلم الإسرائيلي».
وردّ الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة على تصريحات بنيت بأن القدس الشرقية «بمقدساتها الإسلامية والمسيحية ستبقى العاصمة الأبدية لدولة فلسطين». وأدان رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتية «مسيرة المستوطنين واعتداءاتهم على المواطنين»، محذراً من «التبعات الخطيرة».
وأدانت وزارة الخارجية الأردنية «السماح لمتطرفين وأحد أعضاء الكنيست الإسرائيلي باقتحام المسجد الأقصى المبارك»، معتبرة أن ذلك «تمّ تحت حماية الشرطة الإسرائيلية». واعتبر الناطق الرسمي باسم الوزارة السفير هيثم أبو الفول أن هذا «يعد انتهاكاً للوضع التاريخي والقانوني القائم، وللقانون الدولي».
وتعترف إسرائيل، التي وقّعت معاهدة سلام مع الأردن عام 1994، بإشراف المملكة ووصايتها على المقدّسات الإسلامية في القدس، التي كانت كسائر مدن الضفة الغربية تخضع للسيادة الأردنية، قبل أن تحتلّها الدولة العبرية عام 1967.
ونددت وزارة الخارجية المصرية بـ«سماح السلطات الإسرائيلية باقتحام جماعات من المتطرفين باحات المسجد الأقصى المبارك تحت حماية الشرطة الإسرائيلية»، مُحذرةً من مغبة هذه التطورات التي تُنبئ بمزيد من الاحتقان والتصعيد على استقرار الأوضاع في الأراضي الفلسطينية.


تاريخ الخبر: 2022-05-30 00:22:48
المصدر: ألشرق الأوسط - السعودية
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 86%
الأهمية: 98%

آخر الأخبار حول العالم

“غلاء" أضاحي العيد يسائل الحكومة

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-29 12:26:45
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 67%

“غلاء" أضاحي العيد يسائل الحكومة

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-29 12:26:39
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 56%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية