حقوقيون يطالبون بإنصاف الطالب عصام بعد انهياره الصحي جراء تعذيبه من قبل عصابات القاعديين الكراس


 تتواصل ردود الأفعال حول قضية الطالب عصام الحسيني بعد تدهور حالته الصحية ونقله منذ ليلة أول أمس 27 ماي 2022 على وجه الاستعجال إلى مستشفى الحسني بالناظور إثر دخوله في حالة إغماء حادة.

وتعرض الطالب عصام لانهيار صحي بعد وضعه شكاية لدى الوكيل العام بمحكمة الاستئناف بالناظور من أجل تحريك المسطرة القانونية ضد جريمة الاختطاف والاحتجاز والتعذيب التي ارتكبتها في حقه عصابة القاعديين الكراس بالكلية المتعددة التخصصات بالناظور، وقد حدد فيها أسماء بعض عناصرها.

وبعد التحاليل الأولية، تبين أن عضو فصيل طلبة العدل والإحسان بالناظور يعاني من ارتفاع صارخ لنسبة السكر في الدم تجاوزت ستة كرامات بينما الحالة الطبيعية لا ينبغي أن تتجاوز 1,26 كراما.

ويجتاح وسم (أنصفوا الطالب عصام الحسيني) مواقع التواصل الاجتماعي في إطار الضغط على السلطات العمومية لاتخاذ الإجراءات اللازمة ضد المتورطين في هذه الجريمة، ولتأخذ العدالة مجراها.

وأثارت هذه الجريمة البشعة استياء لدى الرأي العام بعد دخول شخصيات وهيئات حقوقية وسياسية وشبابية على الخط، حيث أفادت العصبة المغربية للدفاع عن حقوق الإنسان في بيان لها صدر اليوم 29 ماي 2022، أنها توصلت بصور وفيديوهات ووثائق تؤكد تعرض الطالب عصام الحسيني لـ “اعتداء شنيع من قبل فصيل طلابي ومجهولين”. موضحة أنها بحثت في الموضوع بمساعدة بعض مناضليها في الجهة الشرقية، واستمعت إلى الأطراف المعنية، واطلعت على محتوى المعطيات المتوفرة.

ودعت العصبة في بيانها “النيابة العامة إلى فتح تحقيق دقيق ونزيه، حول مزاعم الاختطاف والتعذيب التي أكد الطالب تعرضه لها، وتقديم المتورطين في هذه الجريمة النكراء للمحاكمة”، محملة مسؤولية عودة مثل هذه السلوكات ببعض المواقع الجامعية، إلى الوزارة الوصية “التي لم تنجح لحد الآن في جعل المناخ الجامعي متسعا للحوار والتسامح والتحصيل العلمي”.

وعبر بيان العصبة عن إدانته للعنف الجامعي بكل أشكاله وشجب استعماله من طرف أي جهة كيفما كان توجهها، مسجلا تضامنه مع الطالب الضحية، مع مطالبة إدارة الكلية بـ “حمايته وضمان حقه في مواصلة مساره العلمي داخل بيئة جامعية آمنة”. كما شجب البيان “كل دعوات التجييش، والتحريض على استعمال العنف، التي تصدر عن بعض الفصائل الطلابية، كما هو موثق في مقطع فيديو تتوفر العصبة على نسخة منه، يظهر فيه أحد (الطلبة) يهدد المنتمين إلى فصائل طلابية أخرى باستعمال العنف”.

من جانبه عبر الحقوقي المغربي البارز محمد الزهاري في تدوينة له في فيسبوك عن إدانته وشجبه لما تعرض له الطالب عصام الحسيني، وطالب بـ “التدخل العاجل للسلطات المختصة لمعاقبة المعتدين”.

وتساءل الزهاري بقوله “أليس الطالب عصام الحسيني اليوم ضحية يحتاج لحماية حقوقه؟” موضحا أن الطالب خرج بتصريحات يتحدث من خلالها عن تعرضه للاختطاف والاحتجاز وتجريده من ملابسه وتعرضه للتعذيب ولمعاملة سيئة وحاطة بالكرامة من طرف “عصابة إجرامية تمتهن استعمال العنف والاعتداء على السلامة البدنية للطلبة “.

وذكر أمين فرع التحالف الدولي للحقوق والحريات بالمغرب أن الطالب عصام تقدم بشكاية إلى الوكيل العام للملك عرض خلالها كل ما تعرض له، وطالب بإعمال مقتضيات القانون في حق المعتدين الذين يهددون بأعمالهم الإجرامية أمن وسلامة الطلبة والأساتذة.

من جهتها سجلت شبيبة حزب النهج الديموقراطي في بيان لها تضامنها مع الطالب عصام “إثر الاعتداء الهمجي الذي وصل لحد جريمة مكتملة الأركان” حسب تعبير البيان، معتبرة أن مسار إعادة بناء المنظمة الطلابية الاتحاد الوطني لطلبة المغرب يمر بالأساس “عبر وضع حد نهائي لأعمال البلطجة والعنف الجامعي التي تشرعن عسكرة الجامعة وتعرقل النضال الطلابي الوحدوي”.

كما عبر عضو المكتب المركزي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان عبد اللطيف الحماموشي عن تضامنه مع الطالب عصام الحسيني الذي يمر من حالة صحية صعبة، بعد تعرّضه للاختطاف والتعذيب. مؤكدا أن “الفصيل” الطلّابي الذي نفذ هذا الاختطاف والتعذيب “يدَّعي انتسابه لليسار، واليسار بريء منه كبراءة الذئب من دم يوسف”.

خلود المختاري زوجة الصحافي المعتقل سليمان الريسوني دونت حول الحادث، وقال إن ما تعرض له الطالب عصام الحسيني، “بتعريض حياته للخطر بعد خطفه وتعذيبه على يد “فصيل” طلّابي يدَّعي انتسابه لليسار، عيب وجريمة شنيعة تستدعي تدخل كل الأطراف السياسية التي تحارب العنف في الجامعة لوقفه”، مشددة على أن الجامعة “فضاء للنقاش والتعلُّم وليس ساحة عراك تُستباح فيها حياة الأفراد”.

وأدان مصطفى العلوي رئيس منظمة التجديد الطلابي بشدة ما وصفه بـ “الإجرام القاعدي وداعميه داخل وخارج الجامعة”، موضحا في تدوينة له في حسابه بفيسبوك، أن طالبا ينتمي لفصيل طلبة العدل والإحسان بموقع الناظور تعرض لـ “اعتداء شنيع وتعذيب وحشي من طرف عناصر محسوبة على التيار القاعدي، مما ترك آثار إصابات وجروح في مختلف أنحاء جسمه”.

واسترسل العلوي موضحا أن هذا الاعتداء “يعكس فشل الدولة في الحد من إرهاب التيار القاعدي الإجرامي في الجامعة المغربية”، مسجلا تضامنه باسم منظمة التجديد الطلابي مع الطالب المعتدى عليه ومع فصيل طلبة العدل والإحسان.

وكتبت الناشطة الحقوقية والإعلامية سارة سوجار تقول: “تخيل معي طالبا يمارس العنف على طالب في الجامعة، ويمس بسلامته الجسدية، ويقول أنا أمارس الصراع السياسي والإيديولوجي…”، ثم تواصل وتقول: “هذا اسمه العنف والبلطجة والترهيب ويدخل هو الآخر في منهجية القضاء على طبيعة فضاء الجامعة الذي يجب أن يكون حرا، متنوعا، ومختلفا ….”

وتابعت “لا شيء يعلو على سلامة وكرامة وحرية الإنسان كيفما كان اختياره السياسي، الإيديولوجي أو الفكري … الحجر و التسلط و إقصاء المختلف لا لون، لا جنس و لا انتماء له”.

ووصف الحقوقي والأستاذ الجامعي المعطي منجب حالة الطالب عصام بعدما رأى تقرير المختبر العمومي عن حالته الصحية بأنها “شيء فظيع، حالته خطيرة”. وأضاف “كل التضامن معه ومع أسرته ورفاقه من كل التوجهات الطلابية”.

وأوضح منجب أن هذا الناشط الطلابي هاجمه نشطاءُ آخرون “يقولون إنهم يساريون وماهم بذلك فلا يمكن أن يكون يساريا من يستعمل العنف ضد أبناء الشعب مهما اختلفت الرؤى. ولا حظوا أنه حتى الآن لم يعتقل المجرمون الذين اختطفوا ثم عذبوا هذا الطالب. بينما اعتقل سليمان الريسوني بعد أن ادعى حساب مجهول بالفيس أن صحفيا مجهولا اعتدى عليه منذ سنتين”.

ويرى منجب أن هناك عناصر مخزنية “تلعب بالنار”، موضحا أنها تدفع من جديد الى صدامات بين الإسلاميين والعلمانيين لأن سياسات حكومة أخنوش اللاشعبية هي في طور توحيد الشارع السياسي ضدها. والخط الاحمر السياسي الذي يعتبره المخزن الأخطر هو وحدة الشارع بيسارييه وإسلامييه.

وتابع منجب موضحا “لا أفهم كيف أن طالبا يهدد باستعمال “لغة العصا” كما قال في تصريح علني ولا يتابع، بينما يتابع الشاب ياسر عبادي لأنه عبر عن رأي سلمي بسلمية، ويعتقل كذلك الشاب الصحفي عمر الراضي رغم أنه عبر عن آراء سلمية في الصحافة وغيرها”.

وتوجه منجب إلى المغاربة بخطابه “احذروا أيها المغاربة أن هناك نخبة ريعية تتحكم في عناصر داخل أجهزة الدولة تحركها ضد المعارضين ولضرب بعضهم ببعض حتى تحتفظ بثروتها المنهوبة من قوت الشعب، إنها تخاف يوم ديمقراطية قريب”. وتأسف لوجود عناصر شابة “غير واعية من الجهتين اليسارية والمحافظة تفرح لمّا يُقمع أو يُحاكم شخص من المعسكر الإيديولوجي الآخر وتساهم في تبرير القمع والاضطهاد وهي لا تعلم أنها أُكلت يوم أكل الثور الأبيض”.

وتابع “لا حظتُ أن نسبة السكر في الدم وصلت لـ 6.5 أي ان حالة عصام كانت خطيرة جدا وأن الإغماء الذي أصابه حدث ولا شك بسبب هذا، رغم انه غير مصاب بالسكري”. ذاكرا أن هذا حدث له مرة في مارس سنة 2018 وصل لأول مرة وآخر مرة نسبة السكري لديه حوالي 5,5 رغم تناوله الدواء الاعتيادي، أما عن السبب فقال: “حدث لي ذلك بعد أن قضيتُ النهار في قراءة المقالات التشهيرية بي بسبب أني دافعت عن الصحفي توفيق بوعشرين في فيديوهات فضحتُ فيها المستور والدسائس ورآها عشرات الآلاف من المغاربة فأثارت غضب عناصر مخزنية متحكمة في الإعلام”.

وعبر منجب عن تضامنه مع عصام ومع ضحايا ما وصفه بـ “الصراع العلماني الإسلامي المخدوم بالجامعة“، وذكر من ضحايا هذا الصراع اليساري أيت الجيد بنعيسى، منوها بموقف شبيبة النهج الديمقراطي التي تضامن مع الطالب الإسلامي، واصفا ذلك بأنه فهم ونباهة ويقظة تجاه هذا “الصراع المخدوم”.

يذكر أن الطالب عصام الحسيني تعرض للاختطاف والاحتجاز والتعذيب من قبل عصابة محسوبة على الطلبة القاعديين الكراس بالكلية المتعددة التخصصات بالناظور يوم الثلاثاء الماضي 24 ماي 2022، تقدم على إثرها بشكاية إلى الوكيل العام للملك باستئنافية الناظور. وبعد انهيار صحته نقل إلى المستشفى حيث يرقد هناك في يومه الثالث على التوالي.

 

تاريخ الخبر: 2022-05-30 12:20:15
المصدر: الجماعة.نت - المغرب
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 58%
الأهمية: 53%

آخر الأخبار حول العالم

المفاوضات لإقرار هدنة في قطاع غزة "تشهد تقدما ملحوظا"

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-04 15:26:05
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 63%

المفاوضات لإقرار هدنة في قطاع غزة "تشهد تقدما ملحوظا"

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-04 15:26:01
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 57%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية