أنوشكا: قبلت «راجعين يا هوى» فورًا بسبب أسامة أنور عكاشة (حوار)

«أنوشكا».. نجمة استثنائية استطاعت، على مدار مشوارها، أن تخطف قلوب الجمهور بمواهبها المتعددة فى التمثيل والغناء، وصارت رمزًا للذوق الرفيع والأناقة بإطلالاتها المميزة وأدائها الفريد فى جميع أعمالها، وكان آخرها مسلسل «راجعين يا هوى» مع النجم خالد النبوى فى رمضان الماضى.

فى حوارها مع «الدستور»، تحدثت «أنوشكا» عن كواليس «راجعين يا هوى»، وكيف حضرت نفسها للدور لتظهر على هذا المستوى الفنى الفريد، متطرقة إلى التعاون بينها وبين نجوم المسلسل مثل خالد النبوى ووفاء عامر.

كما كشفت النجمة الكبيرة عن تحضيرها لعدة أعمال فنية ستعلن عن تفاصيلها للجمهور قريبًا، متحدثة أيضًا عن نشأتها وتعليمها وأسرتها وكيفية دخولها عالم الغناء، ساردة تفاصيل خاصة عن بدايات مشوارها الفنى.

 

■ بداية.. كيف جاءت مشاركتك فى «راجعين يا هوى»؟ 

- تواصل معى المنتج تامر مرتضى، وشرح لى الدور وأخبرنى بتفاصيل شخصية «شريفة»، ووافقت على المشاركة دون تردد فور سماعى أن المسلسل مأخوذ عن عمل للعبقرى الكاتب الكبير الراحل أسامة أنور عكاشة، وتحمست أكثر عندما قرأت دورى فى المسلسل، وأدركت مدى أهميته خلال الأحداث.

■ ما الذى جذبك للموافقة على العمل؟

- وجدت «شريفة» مختلفة تمامًا عن أدوار الأمهات التى قدمتها فى الأعمال السابقة، كما أن سيناريو المسلسل كتبه الدكتور محمد سليمان عبدالمالك بحرفية شديدة ورصد خلاله الكثير من المشكلات الاجتماعية والنماذج الإنسانية الموجودة على أرض الواقع، ثم اجتمعت بالمخرج المتميز محمد سلامة، الذى يتميز بأسلوب متفرد بين أبناء جيله.

والعمل توافر فيه منذ البداية جميع مقومات النجاح، إضافة إلى أن المنتج تامر مرتضى لديه رؤية ورسالة ويحرص طوال الوقت من خلال شركته «أروما» على تقديم دراما مختلفة ومدروسة ولها رسالة، بالتعاون مع الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية التى وفرت كل الإمكانات لخروج العمل بشكل مميز، فنحن هنا أمام عمل متكامل فنيًا وإنتاجيًا وإخراجيًا.

■ هل توقعت ردود الأفعال حول المسلسل ودورك بشكل خاص؟ 

- ردود الأفعال كانت إيجابية للغاية منذ انطلاق الحلقات حول المسلسل بشكل عام، وردود الأفعال حول دورى أبهرتنى على مستوى الجمهور والنقاد، وكنت أعرف أن المسلسل سيكون ضمن الأفضل؛ لأن عوامل النجاح متوافرة فيه، لكن بصراحة لم أتوقع أن تكون ردود الأفعال عظيمة بهذا الشكل، وأن يحقق العمل هذا النجاح المدوى، وأحمد الله على توفيقه لنا، وأننى أبهرت الجمهور بهذا الشكل، وأدركت حب الجمهور، وتأثره بأدائى للشخصية، وحديثه عنها على مواقع التواصل الاجتماعى وتلقيت العديد من الرسائل، وأكثر ما كان يسعدنى هو مناداة الجمهور فى الشارع لى بـ«فريدة هانم المنزلاوى».

■ ماذا عن كواليس التصوير والتعاون مع النجم خالد النبوى؟

- روح التعاون والحب ملأت الكواليس، التى كانت أكثر من رائعة، كل فرد أمام وخلف الكاميرا كان يساعد الآخر لإخراج العمل على أكمل وجه، وخالد النبوى «حدوتة»، فنان كبير بدأ حياته من الصفر، وأثبت وجوده بمجهوده وأعماله، شخص طموح وناجح ومحبوب، وفى الكواليس يساعد الكبير والصغير.

وخروج العمل بهذا الشكل المتكامل يعود فى الأساس إلى روح ورهبة اسم الأستاذ أسامة أنور عكاشة الغائب الحاضر، وهو ما جعلنا جميعًا مسئولين ومتكاتفين، وشعرت فى أثناء التصوير بأننا عائلة واحدة، كما ظهرنا للجمهور، ما جعل مشاعرى خلال الأحداث تخرج طبيعية وحقيقية، خاصة فى ظل وجود مخرج متمكن من أدواته مثل محمد سلامة.

■ لاحظ الجميع وجود كيمياء بينك وبين وفاء عامر.. كيف وصلتما إلى هذا الاندماج؟

- «وفاء» أخت وصديقة، وبالفعل بيننا كيمياء رهيبة فى التمثيل، وكل منا أخرج من الآخر مهارات تمثيلية وأداءً مغايرًا فى المشاهد التى جمعتنا معًا، وأتمنى لها كل التوفيق فى خطواتها المهنية ونجوميتها.

وعلى المستوى الشخصى أتمنى أن تدوم العشرة والصداقة والأخوة، وروح التفاهم بينى وبين «وفاء» عالية للغاية، وفى النهاية هى أرواح تلتقى فيحدث بينها الانسجام، ويخرج كل منها طاقته فى العمل، وكل منا يعلى من شأن الآخر، فترى أمامك مباراة تمثيلية تستحق المشاهدة والتشجيع.

■ هل تضعين معايير فى اختيار أدوارك؟

- بالتأكيد.. أهم ما أبحث عنه فى أى عمل هو الاختلاف والتجديد والبُعد عن التكرار والنمطية، لا بد أن يكون العمل مختلفًا عمَّا قدمته سابقًا، حتى إن تناول الثيمة نفسها، بمعنى أننى دائمًا ما أقدم دور الأم، لكن أحرص فى كل مرة على أن أبحر فى تفصيلة جديدة لإخراج العمل بشكل مختلف لطبيعة الشخصية، كذلك لا بد من توافر التنوع والمفاجأة فى الأداء، ولا تشغلنى مساحة الدور بقدر أهمية الشخصية داخل العمل، ودائما أضع أمامى سؤالًا واحدًا.. هل يتفاعل معها الجمهور أم تمرّ مرور الكرام؟

■ ننتقل إلى الساحة الغنائية.. ألم ترى أن التمثيل أخذك من عالم الغناء؟

- دعينا نتفق أننى لم ولن أبتعد عن العالم الغنائى تمامًا، روحى مرتبطة بالغنوة الحلوة، يمكننى أن أقول لك إننى انشغلت بالأعمال الدرامية مؤخرًا، لكننى فى نفس الوقت أحضر لعدة أعمال غنائية ستظهر إلى النور قريبًا وستكون بمثابة مفاجأة كبرى لجمهورى العزيز، الذى أحرص حاليًا على التواصل معه بشكل مباشر عن طريق «السوشيال ميديا».

■ قيل إنك تتعاونين مع الموسيقار أحمد الموجى حفيد الموسيقار الكبير محمد الموجى فى عمل ضخم.. ما حقيقة ذلك؟

- هناك مشروع فى مرحلة الدراسة بينى والموسيقار أحمد الموجى، ونعقد حاليًا عدة جلسات عمل للوقوف على كل التفاصيل، ولا يمكن أن أصرح بأكثر من ذلك فى الوقت الحالى، لكننى أكرر وعدى أننى أحضر لمفاجأة سأعلنها عن طريق «السوشيال ميديا» لجمهورى قريبًا.

■ مع انتشار أغانى المهرجانات هناك حديث يدور كثيرًا حول الارتقاء بالذوق العام.. كيف ترين ذلك؟

- نعم هناك حاجة ملحة للارتقاء بالذوق، ويتم ذلك عبر الاهتمام بالتعليم على جميع المستويات، مع عودة حصص الموسيقى فى المدارس من جديد، وتأسيس الأطفال منذ الصغر على أصول الموسيقى العربية، التى تمكنهم من تذوق الفن، كما يتوجب على الموسيقيين أن يثقفوا أنفسهم، فالمبدع المحترف ينمى قدراته ويسير بخطى مدروسة جيدًا، فالثقافة لا تحدث إلا بالتعلم والاجتهاد واكتساب المهارات والخبرات، ووسائل الإعلام عليها دور كبير جدًا للارتقاء بالذوق العام.

■ دعينا نتحدث عن أنوشكا الإنسانة وبداياتها مع الفن.. كيف كانت نشأتك؟

- ولدت فى حى مصر الجديدة لأم وأب مصريين من جذور أرمينية، ولدى شقيقة «كريستين» وأنا أكبر منها سنًا، والدى كان لديه مصنع خاص، ووالدتى كانت أرستقراطية تهتم كثيرًا بأدق التفاصيل، التحقت بمدرسة «كالوسديان» الأرمينية، وكنت أعشق حصة الموسيقى والغناء، وعشقت الفن منذ نعومة أظافرى وأدين بالفضل لمعلمىّ فى مراحل الدراسة لتنميهم موهبتى، ومن ثم درست السكرتارية وإدارة الأعمال بالجامعة الأمريكية.

وعندما احترفت الغناء حرصت على أن أشدو بالعديد من اللغات، كى أصل إلى الجمهور فى كل أنحاء العالم، والحمد لله أتقنت الفرنسية والإنجليزية والأرمينية، وشاركت فى عدد من المهرجات الغنائية العالمية فى فنلندا وبلغاريا وتشيكوسلوفاكيا، كما كنت وما زلت أحب أن أتحمل المسئولية كاملة على عاتقى فيما يتعلق باختيار الكلمات والألحان والتوزيع.

■ على ذكر الارستقراطية.. دائمًا ما تتقنين أدوارك فى هذه المنطقة.. هل نعتبر أن والدتك لها الفضل فى ذلك؟

- أدين بالفضل لوالدتى فى كل شىء، فقد تعلمت منها كل صغيرة وكبيرة، وأرى أن الفضل يعود لها ولوالدى الحبيب، رحمة الله عليهما، فى كل ما وصلت إليه، علمتنى والدتى أن أكون قيادية وأن أكون قوية الشخصية، وعلمتنى التصالح مع النفس والإتقان والدقة فى تفاصيل التفاصيل، حتى فى أبسط الأمور، فمثلًا كانت تعشق الخياطة وتهتم بأناقتها طوال الوقت، وعندما كانت تعلمنى الخياطة كانت دائمًا تقول لى: «ركزى فى التفاصيل»، لذا اكتسبت منها الكثير، الشياكة والأناقة، لدرجة أننى كثيرًا ما أستعين بملابسها ومجوهراتها فى بعض الأعمال، مثلما فعلت فى مسلسل «جراند أوتيل» مثلًا.

أما والدى فكان دائمًا ما يقول لى «حذار أن تظلمى أحدًا» وتعلمت منه أصول احترام الكلمة واحترام المواعيد، وكان يشجعنى باستمرار، ويُحملنى المسئولية ويدفعنى لاتخاذ القرارات ويعتبرنى دائمًا فتاته المدللة، خاصة أننى كنت «البكرية».

■ لماذا ابتعدتِ عن السينما، فى الفترة الأخيرة، على الرغم من أن بدايتك كانت من خلالها؟

- أنا أعشق السينما، وأعلم جيدًا أن الخطوة فيها لا بد أن تكون مدروسة بنسبة ١٠٠٪، وفى السنوات الأخيرة عرض علىّ أكثر من عمل سينمائى، لكن المحتوى وضعف السيناريو كانا سبب رفضى تلك الأعمال، وأنا دائمًا فى انتظار عمل جيد وسيناريو مميز أعود به، وغيابى السينمائى «غير مقصود» تمامًا.

■ بمناسبة حلول ذكرى ميلاده منذ أيام.. ماذا عن مشوارك مع العبقرى صلاح أبوسيف؟

- المخرج صلاح أبوسيف «استثنائى»، فقد رشحنى فى أول أعمالى السينمائية فيلم «السيد كاف» عام ١٩٩٤ وكان من إخراجه، وكان دائمًا ما يشجعنى على التمثيل ويقول لى: «بداخلك ممثلة قوية أخرجيها»، وكذلك الأستاذ مجدى كامل السيناريت والشاعر الغنائى، والأستاذ عادل صاق والأستاذ الكبير صلاح ذوالفقار.

■ قدمتِ «دويتو» وحيدًا طوال مشوارك هو «بلاد طيبة» مع محمد منير.. ما كواليس التعاون معه؟

- أعتز كثيرًا بهذا «الدويتو» الناجح المميز، وأعتبره من أهم المحطات فى مشوارى، خاصة أنه ما زال حيًا مع الجمهور، وأنا أفخر بهذه الأغنية كثيرًا كونها عملًا وطنيًا مُشرفًا لمصر الحبيبة، وأنا أنتجت «الدويتو» من الألف إلى الياء، وأتذكر عندما تحدثت مع الموسيقار مدحت الخولى الذى كتب ولحن الأغنية عام ١٩٨٩، تحمس كثيرًا لفكرة «الديو»، وعندما تواصلنا مع «الكينج» وافق على الفور دون تردد، ورحب كثيرًا بالمشروع، وهو دائمًا ما يتحدث عنه بكل فخر، والحمد لله «بلاد طيبة» تعيش مع الأجيال منذ أكثر من ربع قرن وكأنها طُرحت أمس.

إذا عاد بكِ الزمن.. هل هناك أعمال سترفضين تقديمها مرة أخرى؟

- إطلاقًا، دائما أفخر بمشوارى وعندما أنظر لمسيرتى أقول دائمًا الحمد لله رب العالمين، المسيرة كانت طويلة وشاقة؛ كافحت طيلة مشوارى للوصول لما وصلت إليه، فلم أهبط على الغناء والتمثيل من السماء، بل منَّ الله علىَّ بموهبة وأنا حافظت عليها وتعبت وبنيت نفسى بنفسى منذ المرحلة الدراسية وتعلمت كل شىء على أساس أكاديمى، وهو ما وفقنى الله فيه، وفتح أمامى أبوابًا كثيرة وكنت محظوظة بالتعاون مع عظماء الفن الأصيل.

تاريخ الخبر: 2022-05-30 21:21:23
المصدر: موقع الدستور - مصر
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 48%
الأهمية: 50%

آخر الأخبار حول العالم

36 رياضيا في فريق اللاجئين بأولمبياد باريس

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-02 21:26:14
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 60%

36 رياضيا في فريق اللاجئين بأولمبياد باريس

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-02 21:26:19
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 54%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية