«سيفيرودونتسك» الأوكرانية.. قتال شرس وسط أنقاض المدينة


أفادت «دونيتسك» الانفصالية بمقتل 6 وإصابة 14 آخرين جراء استهداف قوات كييف للمدينة، أمس الإثنين، باستخدام أسلحة أمريكية ثقيلة، بالتزامن مع احتدام معارك «سيفيرودونتسك» التي باتت ضواحيها تحت سيطرة موسكو، ويتوقع سقوطها خلال ساعات قليلة في يد القوات الروسية.

وقال حاكم محلي: إن القوات الروسية دخلت ضواحي مدينة سيفيرودونتسك الأوكرانية، واصفا القتال بأنه «شرس جدا» وسط أنقاض مدينة أصبحت محور هجوم موسكو.


وركزت روسيا قوتها على آخر تجمع سكاني كبير ما زال تحت سيطرة القوات الأوكرانية في منطقة لوجانسك بشرق البلاد، في محاولة لتحقيق أحد أهداف الرئيس فلاديمير بوتين المعلنة بعد ثلاثة أشهر من الحرب.

وترك القصف المتواصل القوات الأوكرانية في حالة دفاع عن الأنقاض في سيفيرودونتسك، لكن رفضها الانسحاب أدى إلى إبطاء الهجوم الروسي الضخم في مختلف أنحاء منطقة دونباس.

وقال سيرهي جايداي حاكم منطقة لوجانسك: إن القوات الروسية تقدمت إلى الأطراف الجنوبية الشرقية والشمالية الشرقية للمدينة، لكنه أوضح أن القوات الأوكرانية طردت الروس من قرية «توشكيفكا» في الجنوب، مما قد يحبط مساعي موسكو لتطويق المنطقة.

سقوط «سيفيرودونتسك»

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في خطاب بثه التليفزيون: «الاستيلاء على سيفيرودونتسك مهمة أساسية للمحتلين، نبذل قصارى جهدنا لمنع هذا التقدم»، حسبما قال، متابعا: «نحو 90 % من المباني تضررت، أكثر من ثلثي المساكن في المدينة دُمرت بالكامل».

وفشل زعماء الاتحاد الأوروبي، أمس، في تمرير اقتراح بحظر النفط الروسي الذي تستورده الدول الأعضاء في الاتحاد عن طريق الشحن البحري بحلول نهاية العام الجاري مع استثناء النفط الذي تستورده ثلاث دول أعضاء في الاتحاد عبر خط أنابيب وهي المجر وسلوفاكيا وجمهورية التشيك.

القادة الغربيون اجتمعوا، أمس الإثنين، وسيواصلون لقاءهم اليوم الثلاثاء لمناقشة حزمة عقوبات جديدة ضد روسيا، من المحتمل أن تشمل حظرا على واردات النفط.

وأبدى وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك مخاوف من أن وحدة الاتحاد الأوروبي «بدأت في الانهيار»، لكن جوزيب بوريل منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي قال إنه «سيكون هناك اتفاق في النهاية».

وسيمنح الاستيلاء على مدينة سيفيرودونتسك ومدينة ليسيتشانسك على الضفة المقابلة لنهر سيفيرسكي دونيتس روسيا سيطرة فعلية على إقليم لوجانسك، وهي مرحلة سيكون من الممكن عندها أن يعلن الكرملين عن شكل ما من النصر.

لكن مع تركيز روسيا على معركة للسيطرة على مدينة سيفيرودونتسك الصغيرة، التي كان يسكنها مائة ألف نسمة فقط قبل الحرب، يمكن أن تترك الأراضي الأخرى مفتوحة أمام هجمات مضادة أوكرانية في نهاية المطاف.

وشهدت الأيام الماضية بوادر أولى على هجوم أوكراني مضاد محتمل في الجنوب، حيث تحاول روسيا تعزيز سيطرتها على إقليم خيرسون الذي استولت عليه في الأسابيع الأولى بعد أن بدأت الحرب في فبراير، التي تقول موسكو إنها تشن «عملية عسكرية خاصة» لنزع السلاح من أوكرانيا وتخليصها من القوميين الذين يهددون الناطقين بالروسية هناك، في حين تقول كييف ودول غربية إن مزاعم روسيا ذريعة واهية لشن حرب.

آلة إطلاق صواريخ أوكرانية يجري نقلها بالقرب من كراماتورسك بمنطقة دونيتسك (رويترز)


أسلحة أمريكية

وفي سياق مواجهة القوات الموالية لروسيا بتصعيد أوكراني، أفادت سلطات دونيتسك بمقتل 6 أشخاص وإصابة 14 آخرين جراء استهداف قوات كييف للمدينة، أمس الإثنين، بأسلحة أمريكية ثقيلة.

وقال مقر الدفاع الإقليمي لجمهورية دونيتسك الشعبية عبر بيان على «تيلجرام»: «وفقا للمعلومات الأولية، نتيجة قصف القوات المسلحة الأوكرانية لدونيتسك، ارتفع عدد ضحايا القصف إلى 20 شخصا، 6 قتلى و14 جريحا، من بين القتلى مراهق من مواليد 2009».

إلى ذلك أفاد عمدة المدينة، أليكسي كوليمزين، بأن القصف الأخير للمدينة من قِبل المسلحين الأوكران، استهدف بما في ذلك المدارس، وتم بواسطة أسلحة ثقيلة أمريكية.

وقال كوليمزين على الهواء من القناة الأولى: «القصف مستمر، المدفعية الثقيلة تستهدف المدينة، وتم استهداف ثلاث مدارس في المدينة، ويوجد ضحايا».

من ناحيته، دان الكرملين، الهجمات الصاروخية - التي وصفها بـ«الشائنة» - على دونيتسك.

وقال المتحدث باسمه، دميتري بيسكوف في تصريحات صحفية: «الهجمات على البنية التحتية المدنية، والمؤسسات التعليمية بالطبع أمر شائن، هذا ما يقاتل جنودنا لأجله، لمنع حدوث ذلك، من أجل حماية الناس، هؤلاء النازيون الجدد الذين يفعلون ذلك هو بالضبط الهدف الرئيسي الذي نسعى إليه (منع وقوعه) بالعملية العسكرية الخاصة». وفق تعبيره.

ومن ميليتوبول، كتب فلاديمير روجوف رئيس الإدارة العسكرية الروسية على تطبيق «تيلجرام»: «صباح اليوم (أمس الإثنين) وقع انفجار قوي بوسط المدينة»، وتحدث عن هجوم إرهابي.

وأفادت تقارير أن قنبلة مزروعة أسفل سيارة متوقفة انفجرت في ميدان «فيكوري»، الذي يقع فيه مبنى الإدارة الروسية. وأسفر الانفجار عن إصابة متطوعين كانوا يقومون بإنزال إمدادات مساعدات روسية للمواطنين، بحسب وسائل الإعلام الروسية.

وتقع مدينة «ميليتوبول» في منطقة زابوريجيا بجنوب أوكرانيا، وتستخدمها القوات الروسية كقاعدة إدارية، بما أن العاصمة الإقليمية زابوريجيا ما زالت تخضع لسيطرة كييف.

في المقابل، أعلن الجيش الروسي قصف حوض لبناء السفن في مدينة «ميكولايف» المطلة على البحر الأسود بجنوب شرقي أوكرانيا.

سكان محليون يمشون بجوار منزل دمره القصف الروسي على بلدة بوتشا (د ب أ)


قصف دونباس

وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية إيجور كوناشينكوف، أمس الإثنين: إن القصف المدفعي أصاب مستودعا في حوض بناء السفن، ما أدى إلى تدمير أكثر من 15 دبابة ومركبة قتالية للمشاة، فضلا على خمسة أنظمة مدفعية لأوكرانيا.

وقال: إن الضربات الجوية والصاروخية والمدفعية دمرت أيضا عشرات النقاط القيادية ومواقع الاتصالات السلكية واللاسلكية، ومواقع تركيز للقوات خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية في منطقة دونباس شرقي أوكرانيا.

وتحدث كوناشينكوف عن مقتل أكثر من 320 جنديا أوكرانيا وتعطيل 47 مركبة عسكرية.

ولا يمكن التحقق من هذه البيانات. ولا يقدم أي من الجانبين تحديثات منتظمة عن خسائره.

وفي شأن متصل، وصلت وزيرة الخارجية الفرنسية الجديدة كاترين كولونا إلى كييف لتأكيد دعم بلادها العسكري والمالي والإنساني للأوكران.

واستقبل الرئيس فولوديمير زيلينسكي الوزيرة الفرنسية في كييف، كما التقت نظيرها الأوكراني دميترو كوليبا، حيث تناقشا بشأن الحصار الروسي على الحبوب الأوكرانية.

وزارت كولونا أيضا ضاحية بوتشا في كييف، حيث عُثر على مئات المدنيين قتلى بعد انسحاب القوات الروسية في أبريل.

وحثت الحكومة الأوكرانية الغرب على تقديم المزيد من الأسلحة الأبعد مدى لتغيير مسار الحرب التي دخلت شهرها الرابع. وقال زيلينسكي إنه يتوقع «أنباء طيبة» في الأيام المقبلة.

وعلى صعيد آخر، اتفقت الحكومة الألمانية على قواعد استقبال غير معقدة للروس الذين يُعتبرون معرضين للخطر بشكل خاص في وطنهم.

وقالت وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيزر في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية، أمس: «العدوان الروسي الوحشي المتزايد على أوكرانيا يقترن بقمع داخلي متزايد باستمرار، لا سيما ضد الصحافة ونشطاء حقوق الإنسان وأعضاء المعارضة».

وأضافت الوزيرة: «نقدم في ألمانيا الحماية للروس الذين يتعرضون للاضطهاد والتهديد، سنمنح الصحفيين الروس على وجه الخصوص الفرصة لكتابة التقارير بحرية وبشكل مستقل من ألمانيا».

وبحسب المتحدث باسم وزارة الداخلية، فإن أعضاء المعارضة أو غيرهم من الأشخاص المعرضين للخطر، مثل الصحفيين، الذين يُعتبرون حاليا معرضين للخطر بشكل خاص في روسيا، لديهم إمكانية في حالات فردية لقبولهم من خلال لائحة في قانون الإقامة تنص على «الحفاظ على المصالح السياسية لجمهورية ألمانيا الاتحادية».



زيادة إنتاج

من جهة ثانية، ذكرت وكالة «تاس» للأنباء، أمس، أن روسيا زادت قليلا إنتاجها النفطي إلى 10.17 مليون برميل يوميا في الفترة من 1 إلى 29 مايو، لكن الإنتاج ما زال أقل بنحو مليون برميل يوميا من المستويات التي كان عليها قبل أن يفرض الغرب عقوبات على موسكو.

وقال ألكسندر نوفاك نائب رئيس الوزراء الروسي الأسبوع الماضي: إن بلاده ستنتج ما بين 480 مليون طن إلى 500 مليون طن من النفط هذا العام، أو 9.64 مليون برميل يوميا إلى 10.04 مليون برميل يوميا، وفقا للظروف الخارجية.

بينما قال ليونيد فيدون نائب رئيس شركة «لوك أويل» الروسية في مقال نشرته صحيفة (آر.بي.سي): إن روسيا يجب أن تخفض إنتاج النفط بنسبة تتراوح بين 20 و30 % إلى ما بين سبعة وثمانية ملايين برميل يوميا لتحصل على سعر أفضل وتتجنب بيع الخام بخصم.

وكتب أيضا يقول: «أيهما أفضل، أن تبيع عشرة براميل من الخام بخمسين دولارا (للبرميل) أم سبعة بثمانين دولارا (للبرميل)؟»، بينما طالب أيضا بمزيد من الاستثمارات في أسطول الناقلات الروسي قائلا: إن العقوبات رفعت تكاليف استئجار السفن.

وعزلت العقوبات التي فرضتها الدول الغربية بعد غزو أوكرانيا في فبراير القطاع المالي الروسي عن النظام العالمي، كما تسببت في ضغوط على إنتاج ومبيعات النفط بعد أن رفض مشترون الخام الروسي أو طلبوا خصما.

ويقول فيدون، الذي شارك في تأسيس «لوك أويل» في عام 1991 في مقاله: «لماذا تبقي روسيا على إنتاج عشرة ملايين برميل في اليوم إذا كان بإمكاننا أن نستهلك ونصدر بفاعلية (أكبر) ما بين سبعة وثمانية ملايين برميل في اليوم دون خسائر في ميزانية الدولة والاستهلاك المحلي؟».
تاريخ الخبر: 2022-05-31 03:25:44
المصدر: اليوم - السعودية
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 53%
الأهمية: 61%

آخر الأخبار حول العالم

توقعات أحوال الطقس اليوم الجمعة

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-03 09:24:52
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 70%

بين فيتنام وغزة – صحيفة التغيير السودانية , اخبار السودان

المصدر: صحيفة التغيير - السودان التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-03 09:22:59
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 59%

انهيار طريق سريع جنوب الصين: ارتفاع حصيلة الضحايا إلى 48 شخصا

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-03 09:25:00
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 63%

هذه وضعية سوق الشغل خلال الفصل الأول من سنة 2024

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-03 09:24:54
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 68%

في سوق الأسهم .. هل عليك بيع أسهمك في مايو وإعادة الشراء في نوفمبر؟

المصدر: أرقام - الإمارات التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2024-05-03 09:24:00
مستوى الصحة: 38% الأهمية: 36%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية