الخبراء يطالبون بتنمية وتنشيط السياحة البيئية بندوة بمركز الموهوبين بطور سيناء


في إطار خطة الوعى الأثرى لمنطقة آثار جنوب سيناء للآثار الإسلامية والقبطية ومديرها الآثاري أحمد إبراهيم الحشاش وبالتعاون مع المركز الدائم للموهوبين والتعلم الذكي بطور سيناء، تحت رعاية محمد حامد عقل وكيل وزارة التربية والتعليم بالمحافظة وإشراف عام عادل عتلم وكيل المديرية استضاف المركز في بداية موسمه الصيفي أمس 30 مايو خبير الآثار الدكتور عبدالرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بجنوب سيناء بوزارة السياحة والآثار في محاضرة بعنوان ” الآثار والسياحة بسيناء في ضوء مؤتمر المناخ بشرم الشيخ نوفمبر المقبل”، والدكتور تامر العراقى مدير الشئون الأثرية بجنوب سيناء في محاضرة بعنوان “الأنباط في سيناء نقوش وحضارة”.

وفنّد الدكتور ريحان كل ما يثار من وقت لآخر أن نبي الله موسى تلقى ألواح الشريعة من على جبل نافو بالأردن أو جبل كركوم بالنقب، موضحًا أن الغرض من هذه الآراء مجرد إبعاد وجود الجبل عن موقعه الحقيقي بالوادي المقدس طوي بسيناء لإبعاد صفة القداسة عن مصر.

وأوضح من خلال تحقيقه الأثري لرحلة خروج بني إسرائيل بسيناء وتحديد محطات الخروج بها أنها تبدأ بعيون موسى، حيث تفجرت الاثنتى عشرة عينًا وتقع على بعد 35 كم من نفق الشهيد أحمد حمدي ثم منطقة سرابيط الخادم حين طلب بنو إسرائيل من نبي الله موسى أن يجعل لهم إلهًا ثم منطقة الطور المشرفة على خليج السويس “مدينة الطور حاليًا” التي عبدوا بها العجل الذهبي بمنطقة قريبة من البحر حيث نسف العجل بها، ثم جبل الشريعة حيث تلقى نبي الله موسى ألواح الشريعة، وانتقل بني إسرائيل إليه عبر وادي حبران من طور سيناء إلى الجبل المقدس بالوادي المقدس طوي “منطقة سانت كاترين حاليًا”.

وأشار إلى مقومات السياحة بطابا ومنها قلعة صلاح الدين في جزيرة فرعون، وساحة العلم، والكانيون الملون، والفيورد، واللوحات الصخرية، ومنطقة الغوص حول جزيرة فرعون، وتقع قلعة صلاح الدين بوسط جزيرة ساحرة يطلق عليها جزيرة فرعون أو جزيرة المرجان وأنشأها القائد صلاح الدين عام 567هـ 1171م وتضم منشآت دفاعية من أسوار وأبراج وفرن لتصنيع الأسلحة وقاعة اجتماعات حربية وعناصر إعاشة من غرف الجنود وفرن للخبز ومخازن غلال وحمام بخار وخزانات مياه ومسجد أنشأه الأمير حسام الدين باجل بن حمدان.
والكانيون الملون يبعد 30كم عن طابا في طريق طابا – النقب،
ويضم هذا الموقع نقطة مرتفعة تعرف بالبانوراما يرى السائح من خلالها جبال السعودية والأردن وجزء من خليج العقبة على الرغم من أن المسافة من البانوراما إلى الخليج 25 كم وتغطيها غابة من القمم الجبلية الشاهقة.

وتبعد الفيورد عن طابا 10كم وقد صور بها فيلم الطريق إلى إيلات، وهي عبارة عن لسان بحري من خليج العقبة يمتد داخل اليابس بسيناء ليشكّل منطقة أقرب إلى ثلاثة أرباع دايرة.

وتابع الدكتور ريحان، أن مدينة نويبع ملتقى الطرق السياحية بجنوب سيناء حيث تبعد عن طابا 75كم وعن دهب 75كم وعن دير سانت كاترين 130كم وعن شرم الشيخ 175كم وتتميز بعدة مقومات سياحية منها سياحة الآثار لوجود النقطة العسكرية المتقدمة بمنطقة الترابين، والتي تعتبر أقدم مركز بوليس بسيناء ووادي عين الوشواشي الذي يقع بوادي ملحة الريان وهو وادي يرتاده السياح من كل الجنسيات لطبيعته الساحرة، حيث يمثل برك مياه عذبة تجمعت من مياه السيول بين مجموعة تلال ويحرص الزوار على نزول المياه وتسلق التلال والاستمتاع بجمال منظر الجبل وكذلك وادي زغير وبه جبل يتم تسلقه بالوادى لمدة 20 دقيقة حيث يظهر أجمل منظر للغروب وكأن الشمس تتساقط رويدًا رويدًا حتى تختفى كما يظهر خليج العقبة من أعلى الجبل كما يضم الوادى مناظر طبيعية خلاّبة بين الجبال وامتداد الوادي ويتناول الزوار العشاء بعد الهبوط من الجبل في الخيمة البدوية ويصاحبها الغناء والأشعار البدوية وحكايات من البادية.

وتبعد مدينة دهب 100كم شمال شرق شرم الشيخ باعتبارها مدينة تجمع بين جمال الطبيعة وعمق التاريخ فهي بحق مدينة للثقافة والجمال، والتي تستوعب السياح من كل الشرائح وتحتضن المنطقة السياحية آثارًا خالدة تشمل ميناء دهب البحرى على خليج العقبة الذي استخدمه الأنباط بسيناء لخدمة التجارة بين الشرق والغرب.

وطالب الدكتور ريحان بتنمية وتنشيط السياحة البيئية بسيناء والتي تمتلك كل مقوماتها، بينما أشار الدكتور تامر العراقى في محاضرته إلى نشاط الأنباط الحضاري بسيناء، والذي لم ينتهِ بسقوط دولتهم سياسيًا عام 106م على أيدي الإمبراطور الروماني تراجان، بل استمروا في دورهم الحضاري كوسطاء تجارة بين حواضر العالم القديم إلى مصر عبر سيناء حتى دخول الإسلام إلى مصر ويدل على ذلك نقوشهم النبطية المتأخرة والتي أصبحت أكثر ليونة بعد أن كانت حادة الفواصل في نهاية الحروف وتشابكًا، وكذلك اعتنق الأنباط المسيحية لوجود رسوم صلبان مع نقوشهم النبطية بوادي فيران، حيث كانت أبرشية فيران تتبع أبرشية البتراء في القرن الرابع الميلادي.

كما أشار “العراقي”، إلى أن الأنباط استقروا في سيناء بعد انتهاء دولتهم رسميًا كأقليات وعملوا بتعدين النحاس بأودية سيناء وأقاموا معابد نبطية صغيرة مثل معبد ناعط بجنوب سيناء، كما كان لهم عيد مخصص يحتفلون به كل أربع سنوات في سيناء يسمى “عيد بنتاتريجان”.

حضر الندوة محمد حامد عقل وكيل أول وزارة التربية والتعليم بالمحافظة؛ ليرحب بالضيوف لمكانتهم العلمية الكبيرة كما أشار في كلمة ترحيبه، كما حضر الندوة المهندس عبد السميع أبوالعلا، رئيس مجلس الأمناء، والدكتورة نهى الحسيني، المقرر المناوب للمجلس القومي للمرأة بجنوب سيناء، وإبراهيم نايل، عضو مجلس الأمناء، بمشاركة عدد من طلاب وطالبات المدارس والأزهر الشريف، من مختلف المراحل التعليمية، وعدد من أولياء الأمور وكان في استقبالهم فريق المركز الدائم للموهوبين.

أبدت فاطمة أبوزيد سيدة أعمال عن بالغ سعادتها بحضور الندوة، معللة بأنها سمعت معلومات لأول مرة والتي صححت لها الكثير من المفاهيم، كما أشادت الدكتورة نهى الحسيني بسلاسة العرض وبساطته الذي دفع الحاضرين للإنصات التام والإصغاء طوال العرض خوفًا من ضياع معلومة.

وطالب الحاضرون الدكتور عبد الرحيم ريحان والدكتور تامر العراقي بتوسيع دائرة التوعية الأثرية والسياحية في كل ربوع طور سيناء بل كل سيناء لتعطش الشباب لمثل هذه المعلومات الهامة التي تعزز الانتماء القومي وتصل الماضي بالحاضر في منظومة حضارية.

تاريخ الخبر: 2022-05-31 12:21:33
المصدر: وطنى - مصر
التصنيف: غير مصنف
مستوى الصحة: 45%
الأهمية: 67%

آخر الأخبار حول العالم

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية