يحاول رئيس الحكومة عزيز أخنوش في مهمة دبلوماسية احتواء تحركات المعارضة الاسبانية ممثلة في حزب الشعب الذي يخوض حملة ضد حكومة بيدرو سانشيز بسبب موقف مدريد الرسمي من الصحراء المغربية الذي توّج مفاوضات شاقة أشرف عليها الملك محمد السادس لإنهاء أسوأ أزمة في تاريخ البلدين منذ تفجر قضية جزيرة ليلى.
أخنوش التقى مع رئيس حزب الشعب الاسباني بصفته رئيسا لحزب التجمع الوطني للأحرار، اليوم الثلاثاء بمدينة روتردام الهولندية، على هامش مشاركته في مؤتمر حزب الشعب الأوروبي، مرفوقا بوفد ضم كلا من أعضاء المكتب السياسي محمد أوجار، أمينة بنخضرة ونادية فتاح.
ووفق بلاغ للحزب فغن هذه المشاركة تندرج في إطار توطيد العلاقات بين الأحزاب السياسية الوطنية ونظيرتها الدولية، وكذا الانفتاح على القوى الحزبية خارج المملكة خاصة في أوروبا التي تربطها شراكة قوية بالمغرب ويواجهان معا تحديات مشتركة تقتضي تعزيز التعاون والتفاهم.
كما يقول حزب الأحرار إن هذه اللقاءات بين مسؤولي الحزب ونظرائهم من الأحزاب الأخرى، شكلت مناسبة لتسليط الضوء على عدد من القضايا والملفات ذات الاهتمام المشترك خاصة في ظل العلاقات الاستراتيجية التي تربط المملكة بعدد من الدول الأوروبية، ومن بينها قضية الوحدة الترابية.
ونشر عزيز أخنوش، في تدوينة على حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي جاء فيها أن “اللقاء شكل فرصة للحديث عن عدد من الملفات والقضايا ذات الاهتمام المشترك، فضلا عن تعزيز العلاقات الثنائية وبحث الصيغ الممكنة لبناء علاقات متجددة بين الحزبين”.
هذه المحاولة خارج الإطار الرسمي للدولة وبقبعة “الحمامة” تأتي في سياق ضغط حزب الشعب على حكومة بيدرو سانشيز لدفعه للتراجع عن الموقف الداعم لمقترح الحكم الذاتي في الصحراء وهو الحزب نفسه الذي كان يدافع بقوة عن عودة العلاقات مع المغرب في لعبة معارضة متلونة غير ثابتة على خط واحد.
ونقلا عن قصاصة لوكالة المغرب العربي للأنباء فإن ملف الصحراء كان حاضرا في هذا المؤتمر الأوروبي حيث ذكرت أن أخنوش أكد أن المملكة المغربية اتخذت تحت قيادة الملك محمد السادس موقفا حازما فيما يتعلق بقضية الصحراء، عبر العمل على تطوير علاقات مبنية على الصدق مع شركائها، يحترم فيها كل طرف القضايا الجوهرية والمقدسة لدى الطرف الآخر، كما أكد على أن المغرب لا يدرس أي خيارات خارج شراكة تشمل أقاليمه الجنوبية.
