أعلنت شركة البحر الأحمر للتطوير، عن شراكة مع هيئة المساحة الجيولوجية السعودية، في مشروع يعتبر من أكبر أعمال المسوحات في المملكة ويشمل ساحل البحر الأحمر.

وتُعد هيئة المساحة الجيولوجية السعودية، الهيئة الرسمية للمسوحات والخرائط الجيولوجية في المملكة، والتي أسفرت أعمال الحفر الأولي لعلماء الحفريات فيها، خلال عشرة أيام إلى اكتشاف العديد من النتائج المثيرة للاهتمام، بما في ذلك إيجاد عظام سحلية بحرية ضخمة يعود عمرها لأكثر من 80 مليون سنة.

أهمية فريدة

كان المسح هو الخطوة الأولى في رحلة للكشف عن التاريخ الغني للمنطقة، وتقديم البحوث الجيولوجية والبيانات والخبرات اللازمة، للمساعدة في مراحل التصميم والبناء، كما ستستمر شركة البحر الأحمر للتطوير بالعمل مع الهيئة لتحديد المناطق ذات الأهمية الجيولوجية الفريدة، مما سيضيف للتجارب السياحية التي تقدمها وجهة البحر الأحمر المستدامة، في اكتشاف التاريخ الطبيعي الغني لشبه الجزيرة العربية.

أدلة جيولوجية

وقال جون باغانو، الرئيس التنفيذي لشركة البحر الأحمر للتطوير: «لطالما ارتبطت روح المغامرة بجوهر الاكتشاف، ووجهتنا هي بالفعل موطن لأول موقع للتنقيب عن الآثار تحت الماء في المملكة، وما نكتشفه الآن على البر قد كان في وقت سابق تحت الماء من أدلة جيولوجية وحفريات منذ ملايين السنين، هو دلالة واضحة على الحياة في هذه المنطقة منذ ملايين السنين».

وأضاف باغانو: «إن هذه الشراكة هي امتداد لالتزامنا الراسخ كشركة تطوير عقاري، مسؤولة عن تحديد مواقع هذه الكنوز الطبيعية الموجودة تحت أقدامنا، وحمايتها وإظهارها للعالم بالشكل الأنسب، وباعتبار الاهتمام المتزايد في المملكة العربية السعودية بــ»علم الأحافير«، نأمل بأن تكون أعمالنا هذه سبباً إضافياً لتعزيز الاهتمام باكتشاف التراث القديم المدفون على طول ساحلنا».

حفريات نادرة

كشفت الرحلة الاستكشافية على طول ساحل البحر الأحمر، عن عينات مختلفة تمتد من أواخر العصر الطباشيري إلى العصر الأيوسيني، والتي يتراوح عمرها بين 45 و80 مليون سنة مضت، وكشف نصف المواقع التي شملتها أعمال المسح الجيولوجي عن وجود حفريات نادرة، كما يتوقع الباحثون اكتشاف المزيد في المستقبل القريب مع توسع أعمال الحفريات، و تمثل النتائج أول سجل للثدييات البحرية من العصر الباليوجيني، والذي تم العثور عليه في المنطقة الساحلية للبحر الأحمر.

واكتشف العلماء خلال أعمال المسح الجيولوجي في موقع «أمالا» عن العديد من البقايا المتحجرة لأبقار البحر «الأطوم» والتماسيح والسلاحف، بالإضافة إلى عظام «الموساسور»، وهي عائلة من السحالي البحرية العملاقة، التي يشار إليها عادةً بـ «تي ريكس البحري» التي يتراوح عمرها ما بين 66 و80 مليون سنة، ويبلغ طولها 18 مترا ووزنها 14 طنا. طبقات رسوبية وتم تصنيف العديد من الفقاريات البحرية، التي عثر عليها الفريق لأول مرة في المنطقة، بما في ذلك بقايا واحدة من أكبر السلاحف، التي سكنت المنطقة على الإطلاق، وتأتي هذه النتائج عقب اكتشاف جُمجمة «بليزيوصور» جزئية تم استردادها من الموقع في وقت سابق.

وظهرت اكتشافات إضافية من طبقات رسوبية أصغر، خلال هذه المرحلة من المسوحات الجيولوجية في المنطقة، بما في ذلك تراكيب لحيوانات فقارية ولافقارية لتماسيح بحرية وعظام السلاحف، ومستعمرات ضخمة من الحيود المرجانية، وتوضح لنا هذه المعلومات الجديدة أنه منذ 16 إلى 20 مليون سنة، كان عمق البحر الأحمر يزيد بمقدار 200 متر عن مستوى سطح البحر الفعلي اليوم، وأن مياه البحر تعدت وغمرت الأراضي البرية بحوالي 100 كيلومتر بمرور الوقت.

وحدد الباحثون علامات حياة ونشاط بشري ما قبل التاريخ، بين صخور الطبقات السفلية البلورية في وجهة البحر الأحمر، وكانت هذه العلامات في شكل فن صخري لعصور ما قبل التاريخ، يُعتقد أنها نقوش صخرية تعود لحضارة قديمة لم يتم التعرف عليها بعد. قيمة تاريخية وقال المهندس عبد الله بن مفطر الشمراني، الرئيس التنفيذي لهيئة المساحة الجيولوجية:

«تروي الاكتشافات النادرة من المناطق الساحلية الوسطى للبحر الأحمر، قصصًا رائعة عن تطور الحياة في المنطقة على مدى عشرات الملايين من السنين الماضية. وستساعدنا شراكتنا مع شركة البحر الأحمر للتطوير، في الكشف عن ألغاز هذه المناطق الجيولوجية المهمة وغير المستكشفة بعد، مما يسلط الضوء على المدى الحقيقي للقيمة التاريخية للوجهة، وأنا على ثقة بأننا سنكتشف معالم جيولوجيةً مهمة، سيرغب السياح من جميع أنحاء العالم في رؤيتها والتعرف عليها بأنفسهم».

وأضاف الشمراني: «تهدف هذه الشراكة بين هيئة المساحة الجيولوجية وشركة البحر الأحمر للتطوير، إلى الكشف عن اكتشافات جيولوجية مهمة على طول منطقة البحر الأحمر، ونحن ملتزمون مع شركائنا المهمين بحماية وتطوير التراث الجيولوجي والتاريخي، الذي لا يقدر بثمن في المملكة، لتطوير وجهات سياحية مستدامة وفقًا لرؤية المملكة 2030».