إليزابيث الثانية... 70 عاماً من تحطيم الأرقام القياسية


كسرت الملكة إليزابيث الثانية أرقاماً قياسية عدة، على رأسها فترة تربعها على عرش بريطانيا على مدى 70 عاماً لتكون بذلك الفترة الأطول على الإطلاق لتولي العرش الملكي في البلاد، متجاوزة بذلك الرقم القياسي الذي سجلته الملكة فكتوريا التي جلست على العرش لمدة 64 عاماً.

البريطانيون بدأوا أمس عطلة رسمية تاريخية مدتها أربعة أيام يتخللها أكثر من 200 ألف حفل في شوارع البلاد للاحتفال باليوبيل البلاتيني من الفترة الممتدة ما بين الثاني والخامس من يونيو (حزيران) الحالي.

الملايين يحضرون الفعاليات الاستثنائية في لندن، بعضهم حرص على الوصول باكراً إلى باحة ومحيط قصر باكنغهام فقاموا بنصب الخيام منذ نحو الأسبوع، والبعض الآخر فضّل مشاهدة البرنامج المخصص للاحتفالات عبر التلفزيون، بحيث تمركزت الكاميرات والاستديوهات المتنقلة مقابل القصر لنقل وقائع الاحتفالات التي بدأت أمس عند الساعة العاشرة صباحاً بالعرض العسكري الذي شارك فيه 1500 جندي و200 حصان و400 موسيقي، وبدأت المسيرة الملكية من منطقة «ذا مول» بمشاركة أفراد من العائلة المالكة في عربات الخيل أو على صهوتها. وتلى ذلك استعراض جوي تابع للسلاح الجوي الملكي شاهده أفراد العائلة المالكة من على شرفة قصر باكنغهام، وتأنقت الملكة بفستانها الأزرق الفاتح وهي تحيي الجماهير الغفيرة.

وفترة المساء أضيئت المنارات في جميع العواصم التابعة للكومنولث، وهذه هي المرة الأولى على الإطلاق.


                       كيت ميدلتون برفقة كاميلا دوقة كورنويل والأميرة شارلوت والأمير جورج والأمير لوي خلال العرض (رويترز)

واليوم بدأت الاحتفالات في كاتدرائية القديس بولس، وخلال القداس قرع جرس الكاتدرائية الذي يعدّ أكبر جرس كنيسة في العالم، وتمت تلاوة الصلوات والترانيم كعربون شكر لخدمة الملكة لبلادها على مدى 70 عاماً.

وقالت الملكة في بيان «شكراً لكل من شارك في عقد تجمعات وللأسر والجيران والأصدقاء للاحتفال بيوبيلي البلاتيني، سواء في المملكة المتحدة أو في أنحاء الكومنولث».

وتابعت «ما زالت النوايا الطيبة التي ألمسها تمثل لي حافزاً، وأرجو أن تتيح الأيام المقبلة فرصة للتأمل في كل ما تم إنجازه على مدى الأعوام السبعين الماضية ونحن ننظر للمستقبل بثقة وحماسة».

وسيقوم أعضاء بارزون في العائلة الملكية، على رأسهم وريث العرش الأمير تشارلز (73 عاماً) ونجله الأكبر الأمير ويليام (39 عاماً) بمهام شرفية نيابة عن الملكة.


                                                            من العرض العسكري الذي شارك فيه 1500 جندي (إ.ب.أ)

وعن احتفاظ الملكة بشعبيتها عبر كل تلك السنوات، قال رئيس الوزراء الأسبق جون ميجر لراديو هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) «لا أرى أي شخصية عامة أخرى أو أي شخصية مشهورة أو أي رئيس دولة... أمكنه الاحتفاظ بتلك الشعبية الكبيرة».

وتابع ميجر، وهو أحد 14 زعيماً تولوا المنصب وإليزابيث على العرش، قائلاً «كل شؤون حياتها كانت معلنة... الانتصارات والانتكاسات والتفاصيل الجيدة، وتلك التي لم تكن على ما يرام. ظلت الملكة تمثل جوانبنا الطيبة لأكثر من 70 عاماً».

وبما أن الملكة من عشاق الخيل والحيوانات؛ فمن المقرر بأن تحضر غداً سباق داربي للخيول في إبسوم، السباق الكلاسيكي الوحيد الذي لم تفز به الملكة، وفترة المساء سيقام الحفل البلاتيني في القصر، وهو من تنظيم هيئة الإذاعة البريطانية وستبثه مباشرة على الهواء بمشاركة أهم نجوم الفن في العالم.


                                                    الأمراء جورج وشارلوت ولوي في عربة الخيل (د.ب.أ)

أما في اليوم الأخير من الاحتفال الذي يصادف يوم الأحد، فسيبدأ موكب يضم أكثر من 10000 شخص بقرع أجراس «ويستمينستر ابي»، وستنطلق حافلات النقل الحمراء تحمل كل منها نجوماً محليين عالميين، يجلس كل من منهم على متن حافلة مخصصة لحقبة معينة من فترة تولي الملكة لعرش بريطانيا، وتم اختيار المغنية البريطانية الكلاسيكية كاثرين جينكينز لتكون على متن الحافلة لفترة الخمسينات. وستنطلق رحلة الحافلات على طول طريق طوله 3 كيلومترات وصولاً إلى قصر باكينغهام، حيث يقام حفل فني ختامي ضخم جداً في المساء أمام القصر على رأسه المغني البريطاني إيد شيرون الذي سيقوم بتأدية النشيد الوطني.

وتلقت البلديات في مختلف أنحاء إنجلترا «عدداً كبيراً» من الطلبات من سكان يرغبون في الاحتفال، فسمح لعدد كبير من السكان بإغلاق الطرقات يوم الأحد لإقامة الحفلات في الشوارع، ومن المنتظر بأن يتم إغلاق 9500 طريق.

أما في دول الكومنولث، فسيقام أكثر من 600 غداء ضخم للاحتفال بالملكة في أكثر من 80 دولة تمتد ما بين غرينلاند ونيوزيلاند.

ووزعت شاشات عملاقة لمشاهدة الحدث عن قرب من كل من منطقة «سانت جيمس»، و«ذا مول» و«وايتهول»، ولكن تجدر الإشارة إلى أنه لا توجد شاشات للمشاهدة بالقرب من كاتدرائية سانت بول.

وزينت معظم واجهات المحال في شارع كينغز رود وسلوان ستريت ومنطقة مايفير بالزهور الطبيعية بتصميمات رائعة للملكة وكلابها وكل ما له علاقة بها.


تاريخ الخبر: 2022-06-03 06:22:20
المصدر: ألشرق الأوسط - السعودية
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 82%
الأهمية: 92%

آخر الأخبار حول العالم

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية