منعت عمليات درع الفرات وغصن الزيتون ونبع السلام ودرع الربيع التي نفّذَتها القوات المسلحة التركية تنظيم PKK\YPG الإرهابي وأنصاره من تشكيل الممر الإرهابي الذي حاولوا إقامته في شمال سوريا.

وتبرز تل رفعت ومنبج مركزاً للهجمات الإرهابية التي يشنّها تنظيم PKK\YPG الإرهابي على المناطق الآمنة التي شكّلَتها تركيا بالعمليات العسكرية التي نفّذَتها في سوريا.

وتقع تل رفعت غرب الفرات على بعد 18 كيلومتراً من الحدود التركية، فيما تقع منبج على بعد 30 كيلومتراً من الحدود التركية، وتعاني المدينتان احتلال التنظيم الإرهابي منذ 6 سنوات.

سكان تل رفعت ينتظرون العودة

وسقطت تل رفعت في أيدي تنظيم PKK\YPG الإرهابي في فبراير/شباط 2016 بدعم جوي من روسيا، وأدّى ذلك إلى تغيُّر التركيبة السكانية في المنطقة، إذ أجبر التنظيم الإرهابي ما يقرب من 250 ألف مدني عربي على الهجرة في أثناء احتلاله المنطقة، وقد نزحوا إلى المناطق القريبة من الحدود التركية.

ويعيش أهالي تل رفعت منذ 6 سنوات في خيام بظروف صعبة في مدينة أعزاز على أمل العودة إلى ديارهم، وينظمون الاحتجاجات بين حين وآخر للمطالبة بوضع حدّ لاحتلال التنظيم الإرهابي.

سكان منبج يعيشون حالة قلق

ويمارس تنظيم PKK\YPG مضايقات وضغوطاً على السكان المدنيين في منبج التي يشكّل العرب 99 في المئة من سكانها.

وينظّم أهالي منبج مظاهرات من وقت إلى آخر احتجاجاً على ما يفعله التنظيم الإرهابي من تجنيد قسري للشباب باسم "الخدمة العسكرية الإلزامية".

ويواصل التنظيم الإرهابي ممارسة ضغوطه على أهالي منبج الذين وصل عددهم قبل الحرب الأهلية إلى مليون نسمة، لإخضاعهم لقراراته، كما يحتكر الوقود في المنطقة ويحرم السكان منه.

دعم روسي ومعاونة من الولايات المتحدة

في بداية عام 2016 كان تنظيم PKK\YPG الإرهابي يهدف إلى الاستيلاء على المناطق الواقعة بين المناطق التي يحتلّها في شرق نهر الفرات وعفرين في الغرب، وبذلك يكون فرض سيطرته على طول المنطقة الحدودية بين سوريا وتركيا.

وفي عام 2016 احتلّ التنظيم الإرهابي تل رفعت من موقعه في عفرين التي كان يحتلها في تلك الفترة، عن طريق شنّ هجمات بدعم جوي روسي.

وبعد احتلال تل رفعت بدعم روسي احتل التنظيم الإرهابي منبج بمعاونة القوات الأمريكية.

كانت منبج خضعت لسيطرة المعارضة السورية في يوليو/تموز 2012 ثم سيطر عليها تنظيم داعش الإرهابي في يناير/كانون الثاني عام 2014.

ثم سهّلت الولايات المتحدة دخول قوات تنظيم PKK/YPG الإرهابي إلى منبج بحجة التعاون معه في مواجهة تنظيم داعش الإرهابي.

ومع انسحاب داعش في أغسطس/آب 2016 احتل PKK/YPG المنطقة تماماً.

تهديد للمناطق الآمنة

يشكّل تنظيم PKK/YPG الإرهابي تهديداً على المناطق الآمنة التي شكلتها تركيا بالعمليات العسكرية التي نفذتها في شمال سوريا، بالهجمات الصاروخية والمحاولات المستمرة للتسلل إلى داخل المناطق الآمنة انطلاقاً من المدن التي يحتلها.

وتتمركز قوات التنظيم الإرهابي بالسلاح الثقيل في عدة قرى وبلدات بتل رفعت، مثل أم حوش وطعانة وحربيل وشيخ عيسى ومنغ وعين دقنة وكفر خاشر ومرعناز وبرج القاص ومياسة. وتستهدف منها المناطق السكنية في مناطق عملية درع الفرات وغصن الزيتون.

كما يستهدف التنظيم جرابلس والباب في المناطق الآمنة من محيط نهر الساجور في منبج.

التنظيم لم ينسحب رغم وعود واشنطن وموسكو

أبرمت تركيا اتفاقات منفصلة مع الولايات المتحدة وروسيا في أثناء عملية نبع السلام التي أطلقتها شمالي سوريا في 9 أكتوبر/تشرين الأول 2019.

وبموجب الاتفاقين تعهدت الولايات المتحدة وروسيا بانسحاب التنظيم الإرهابي حتى عمق 30 كيلومتراً من الحدود التركية، إلا أنهما لم توفيا بوعدهما رغم مرور عامين ونصف.

جدير بالذكر أنه في أثناء زيارة مايك بنسنائب الرئيس الأمريكي لتركيا في اليوم الثامن لعملية نبع السلام، وعد الجانب الأمريكي بانسحاب تنظيم PKK/YPG الإرهابي عن الحدود التركية بعمق 20 ميلاً، أي نحو 32 كيلومتراً جنوباً، ولكن لم تلتزم الإدارة الأمريكية هذا الوعد.

كما تعهدت روسيا في أكتوبر 2019 بإخراج التنظيم من تل رفعت ومنبج بعد الاتفاق الذي أُبرمَ مع تركيا على هامش عملية نبع السلام.

ولكن لم توفِ روسيا أيضاً بوعودها بعد أن تعهدت بإبعاد التنظيم مسافة 30 كيلومتراً عن الحدود التركية على طريق "M4"، وفي المنطقة الواقعة خارج حدود منطقة عملية نبع السلام، ويواصل التنظيم الإرهابي احتلاله تلك المناطق ولم ينسحب منها.

ويحتلّ تنظيم PKK/YPG الإرهابي منبج بحلب منذ أغسطس 2016، وكانت الولايات المتحدة وعدت بأن التنظيم سوف يغادرها بعد تطهير المنطقة من تنظيم داعش الإرهابي.

كما اتفقت أنقرة وواشنطن على خارطة طريقة لمنبج في يونيو/حزيران 2018، ولكن لم تكتمل إلى الآن بسبب تباطؤ أمريكا في تنفيذ ما اتُّفق عليه.

كان الرئيس رجب طيب أردوغان قال في كلمة أمام الكتلة البرلمانية لحزبه "العدالة والتنمية" الأربعاء الماضي، إن تركيا بصدد الانتقال إلى مرحلة جديدة بشأن قرارها إنشاء منطقة آمنة على عمق 30 كيلومتراً شماليّ سوريا، وتطهير منطقتَي تل رفعت ومنبج من الإرهابيين.

وأضاف أن "الذين يحاولون إضفاء شرعية على تنظيم PKK الإرهابي وأذرعه تحت أسماء مختلفة لا يخدعون إلا أنفسهم".

وذكر أردوغان أن الجهات التي تقدّم السلاح للإرهابيين مجاناً وتمتنع عن بيعه لتركيا تستحقّ لقب "دولة إرهاب لا دولة قانون".

AA