من خلال الدمج بين الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا والحلول العاطفية التي تساعد الإنسان، قدم مجموعة من طلاب معهد التصميم والابتكار في حي دبي للتصميم معرضا يحتوي على مشاريع التخرج التي تتسم بهويتها التكنولوجية والإنسانية. وتشتمل التصاميم ابتكارات تقدم حلولا للعديد من المشكلات التي تواجه الناس، ولاسيما الإنسانية كملابس المتوحدين أو اللاجئين، بالإضافة الى انها بمعظمها ركزت على جوانب التكنولوجيا ولاسيما الواقع الافتراضي.

وتحدث عميد معهد دبي للتصميم والابتكار، هاني عصفور، لـ «الإمارات اليوم»، وقال: «يقام هذا المعرض في حي دبي للتصميم حيث مقر الجامعة، وتجدر الإشارة الى ان الجيل الجديد من المصممين ينشأ من هذه الجامعة، وقد أسسنا الجامعة في العام 2018، وطورنا المناهج مع أهم الجامعات في العالم، ليكون التصميم مدخلا لحلول المشاكل التي يعاني منها المجتمع والإنسان». واعتبر عصفور أن مفهوم التصميم الذي يقدم في الجامعة يتعدى الأزياء وتصميم الأثاث أو غيرها، مصنفا إياه بأنه مفهوم عميق يتم تدريب الطلاب فيه على ان يكونوا رواد أعمال، وذلك من خلال إدخال دراسة الاستراتيجية وإدارة الأعمال في المنهاج، وكذلك آخر التقنيات التكنولوجية، فيتعلمون البرمجة والذكاء الاصطناعي والطباعة الثلاثية الابعاد، كما يتم دمجها مع التفكير التصميمي الذي يبدأ بحل المشكلات من التعاطف مع الإنسان. ونوه عصفور بأن الطلاب يعملون على أنسنة التكنولوجيا، معتبرا اننا نعيش اليوم الثورة الصناعية الخامسة، لان الثورة الصناعية الأولى طورت اليد العاملة، أما الرابعة فطورت الذكاء، واليوم نعيش الثورة الصناعية الخامسة، لأنه تم إدخال التعاطف الى جانب الذكاء واليد العاملة.

أما الخريجين فلفت عصفور الى انهم يعملون على حل مشكلات ذات طابع تعاطفي، ومنها الملابس الخاصة بالتوحد، أو اللاجئين، واستخدام التطبيقات التي تجد الحلول للمشكلات الصعبة، مشيرا الى وجود حاجة في السوق لمثل هذه التصاميم. وأشار الى ان الطلاب يأخذون المشكلات ويطرحون الحلول من خلال ابتكار المنتج ووضعه في السوق، مع الأخذ بعين الاعتبار مسألة التعاطف مع المستهلك، وذلك من خلال التعايش معهم، وعيش المشكلة. وعن رؤوس الأموال التي يتطلبها انتاج التصاميم، أكد عصفور على وجود معهد شقيق يقدم الدعم للطلاب لمدة سنة لتطوير الأفكار المطروحة، والتي لم يتمكنوا من تطويرها في الجامعة، ويتم وضع الطلاب أمام المستثمرين مما يسهل عليهم الإنتاج.

وتحدث الطالب نايف البستكي عن مشروعه الذي يطرح فيه مفهوم «الميتافيرس»، وقال: «يعتقد الناس بأن هذه العبارة تطرح مفهوم البيانات غير القابلة للاستبدال والاستثمار والواقع الافتراضي، ولهذا أنني عملت على إبراز الجانب الآخر من الابتكار والراحة وما هو اجتماعي في هذا العالم، وفي بداية هذا البحث كنت أبحث عن كل ما هو مريح بالنسبة لي». ولفت الى انه بنى مساحة كما لو انها لعبة، ولكنها في المستقبل يمكن ان تستخدم كمساحة للتأمل، يمكن أن تقدم الراحة للناس، موضحا ان هذه التقنية اليوم باتت قابلة للاستخدام، ولهذا بنى المساحة المرتبطة بالتأمل والراحة، كي لا يرى الناس ان هذه التقنيات مرعبة. وحول التحديات في تنفيذ المشروع، شدد على انه يتطلب بعض البرمجيات لإدخال العالم في الواقع الافتراضي، بالإضافة الى ان البحث الذي يستغرق وقتا طويلا.

 وقدمت مها بسعيد، مشروعها بعنوان «توحدنا»، وعرضت من خلاله الملابس الخاصة بالأطفال المصابين بالتوحد، والذين يعانون من حساسية الأطفال، مشيرة الى انها عملت على الخياطة التي تخفف من الحساسية، كما انها استخدمت القطن العضوي في الملابس. ولفتت الى ان هذه التصاميم كانت نتيجة استبيان تم اجراءه حول التوحد، وهو الذي حدد مسار العمل. وتتوجه التصاميم التي قدمتها بسعيد لأعمار محددة، موضحة انها أرادت التوجه للسوق الإماراتي، بسبب الحاجة الى ملابس خاصة للمتوحدين، أو الذين يعانون من مشكلات جلدية.

تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news