لم تعترف كرة القدم السعودية باستخدام المنشطات في منافساتها إلا خلال الألفية الجديدة، وباتت قضايا تورط اللاعبين في تناول المواد المحظورة تذاع علنًا بعد سنوات طويلة من التكتم، وسط رواج الشائعات عن تورط لاعب أو فريق في بطولة خارجية تخضع للرقابة.
ولا يمكن أن تذكر المنشطات دون الإشارة إلى التجربة الألمانية في استخدام المواد المنشطة بطريقة منظمة منذ الأربعينيات، واعترافات قدماء لاعبي ألمانيا الغربية في كأس العالم 1954 الذين خسروا في الدور الأول 7ـ2 أمام المجر، قبل أن يهزموا المنتخب نفسه في المباراة النهائية الملقبة بـ “معجزة القرن” 3ـ2، وبعد سنوات طويلة بدأ الحديث عن المنشطات بعدما تعرض بعض اللاعبين إلى مصاعب صحية وأمراض مستعصية بسبب المواد المنشطة، ما قادهم لمطالبة الاتحاد الألماني بدفع تكاليف العلاج.
وتوالت الاعترافات في ألمانيا من اللاعبين الدوليين الذين أكدوا أنهم تناولوا منشطات أو عرض عليهم بطلب من طبيب الفريق، ومن بينهم ليتبارسكي وشوماخر وبرايتنر وغيرهم، فضلًا عن قيام أربعة من لاعبي بايرن ميونيخ بالاعتراف أن مدربهم ديتمار كرامر في عام 1976 طلب منهم تناول أقراص “كبتاجون” التي كانت تستخدم بكثرة في الأندية الألمانية، قبل أن تتسبب هذه الأزمة في إقالة كرامر من تدريب بايرن ميونيخ والاستعانة بالمجري جيولا لورانت.
وانتشر استخدام المنشطات بكثرة في البرازيل والبرتغال منذ الستينيات حتى وصل إلى الدول العربية مع توافد المدربين الأجانب الذين كانوا يبحثون عن النجاح بأسهل طريقة، وبدأت الصحافة المصرية تتحدث في السبعينيات عن تناول المواد المنشطة قبل أن يظهر عادل إمام وحسن يوسف في فيلم “شياطين الكرة” وهما يتناولان أقراصًا منشطة لإحراز رقم قياسي في مرمى الفريق الخصم، ثم محمد صبحي في فيلم “أنكل زيزو” الذي يعرض قصة شاب قادته المنشطات لأن يصبح لاعبًا مشهورًا ثم بطل ملاكمة، قبل أن ينتهي مفعول المادة المنشطة ويفقد القوة الشيطانية التي منحته التفوق.
الحديث عن المنشطات عاد بقوة خلال المواسم الأخيرة، خاصة مع ظهور حالات إيجابية أدت إلى إيقاف بعض اللاعبين، وغالبًا استخدم المدربون الأجانب خلال السبعينيات موادهم المنشطة، خاصة مع انتشار عقار الكبتاجون حينها، غير أن عملية التنشيط المنظم تبقى رهن نتائج العينات المأخوذة من الرياضيين، وبناءً على عدد الحالات الإيجابية التي يمكن أن تكون مؤشرًا على وجود برامج تنشيط منظم داخل الأندية أو الاتحادات.
*نقلاً عن الرياضية السعودية
