محمد الباز يكتب: زلزال 2006 الإخواني... شباب الجماعة يكشفون زيفها الفكرى بالمدونات

- الشباب استخدموا «المدونات» فى مواجهة الجماعة وما تفرضه عليهم من آراء تلزمهم بها وأفكار تصيغ حياتهم على أساسها

- «المدونات» كانت طعنة فى قلب الجماعة وأحدثت شرخًا كبيرًا فى جدارها التى كانت تعتقد أنه متماسك من الداخل

- عدد من الشباب أنشأ موقع «إخوان أوفلاين» للسخرية من موقع الجماعة الرسمى «إخوان أونلاين»

لم تكن الصراعات السياسية الداخلية التى حاصرت الإخوان، خلال سنوات مبارك الأخيرة، هى فقط ما عانت منه الجماعة ودفعتها دفعًا فى طريق التفكك الكبير الذى اكتمل بخروج المصريين فى ٣٠ يونيو ضد حكم الإخوان. 

كانت هناك صراعات أخرى كشفت زيفها الفكرى، وهشاشة الأسس التى قامت عليها، وفى مقدمتها مبدأ السمع والطاعة، وهو المبدأ الذى جعلها تحافظ على تماسكها طوال عقودها المتعاقبة. 

لم تكن الجماعة تتوقع أن تأتيها الضربة من داخلها، من شبابها الذين انتموا إليها وتربوا على مناهجها المحكمة، كانت تعتقد أنهم سيسيرون على طريقها دون أن ينحرفوا عنه، لكن فجأة انقلب كل شىء على رأسها. 

لم تلتف الجماعة إلى أن الزمن تغير، وأن التكنولوجيا التى بدأت فى استخدامها لمواجهة النظام ومن ترى أنهم خصومها يمكن أن تكون سلاحًا فى يد أبنائها، يوجهونه إلى صدرها ببراءة اعتقدوا أنها يمكن أن تكون طريقهم إلى إصلاح البيت العجوز الذى تهشمت أركانه بفعل ساكنيه. 

محنة الجماعة الحقيقية مع شبابها بدأت على وجه التحديد فى عام ٢٠٠٦. 

قبلها بعامين، فى عام ٢٠٠٤، كانت المدونات قد بدأت تفرض نفسها على المجال العام فى مصر، استخدمها الشباب فى مواجهة علنية مع النظام بعيدًا عن ساحات الصحف المتيبسة والمواقع الإلكترونية الناشئة، وكان من المتوقع أن يستخدمها شباب الإخوان فى مواجهة نظام مبارك، لكن المفاجأة أنهم استخدموها فى مواجهة الجماعة وما تفرضه عليهم من آراء تلزمهم بها، وأفكار تصيغ حياتهم على أساسها دون مناقشة منهم أو اختيار لهم. 

فى عام ٢٠٠٦ توالت المدونات الإخوانية، وكانت أولاها مدونة « أنا إخوان» للصحفى الإخوانى الشاب وقتها عبدالمنعم محمود، ثم توالى شباب الإخوان فى إنشاء المدونات، فظهرت مدونات لعمرو مجدى ومحمود سعيد وأحمد نصر وعبدالرحمن عياش وأروى الطويل، وأسماء ياسر، وجميعهم من شباب الجماعة. 

كان هؤلاء الشباب من أعضاء الجماعة العاديين، لكن الظاهرة التى لفتت الانتباه إلى المدونات الإخوانية، كانت دخول أبناء قيادات الصف الأول من الجماعة على الخط، فظهرت مدونات باسم زهراء الابنة الكبرى لخيرت الشاطر، وأسماء ابنة عصام العريان، وهو ما أعطى الظاهرة زخمًا خاصًا وتفاعلًا ملحوظًا. 

كان شباب الجماعة يشعرون بالتهميش الشديد، فلا أحد يسمع لهم، ثم إن إعلام الجماعة التقليدى، وكان على رأسه موقع «إخوان أونلاين»، كان يحتفى فقط بمقالات قيادات الجماعة، ويمرر خطاب القيادات الذى أصبح جامدًا لا روح فيه ولا حياة، وهو الخطاب الذى شعر الشباب معه بأن جماعتهم أصبحت خارج التاريخ. 

كانت الصدمة الكبرى لقيادات الجماعة أن عددًا من مدونى الإخوان الشباب قرروا إنشاء موقع إلكترونى أطلقوا عليه اسم «إخوان أوفلاين»، فى محاولة للسخرية من المحتوى الذى يقدمه موقع الجماعة الرسمى «إخوان أونلاين»، لكن سرعان ما حاصرت الجماعة هذا الموقع، وأدرك الشباب أنهم يضعون أصابعهم بين فكى الأسد، زادت الضغوط التى وصلت إلى حد المطاردات فتراجعوا عن الفكرة، وقاموا بإغلاق الموقع بأنفسهم، بعد أن وجدوا هجومًا طاغيًا من قيادات الجماعة الكبار. 

كان رأس الحربة فى هذه المدونات هو عبدالمنعم محمود الصحفى الغامض، الذى صدّر مدونته بقوله «هى كلمات حق فى صيحة وادٍ، إن ذهبت اليوم مع الريح، قد تذهب غدًا بالأوتاد»، هذه المدونة لا تعبر إلا عن رأى محررها، ولا يمثل أو يعبر صاحبها عن أى تيار سياسى أو تنظيمى، وهو أحد الذين شملتهم دعوة الإخوان المسلمين بتربيتها وفضلها الذى لا ينكره إلا جاحد، وسيظل منتميًا لأفكارها ومدرستها الإسلامية الوسطية التى لا تحصرها التنظيمات المغلقة. 

لم يكن عبدالمنعم محمود صادقًا فيما قاله على رأس مدونته، كما لم يكن صادقًا فى كثير مما قاله ويقوله، فهو تربية جماعة تكذب كما تتنفس، وليس غريبًا أن يسير على دربها. 

لكن لماذا أجزم بكذب عبدالمنعم محمود؟ 

حقيقة الأمر أن مدونته لم تكن مستقلة أبدًا، ولم يكن هدفها هز جمود جماعة الإخوان فقط، ولكنها كانت مدونة مستخدمة ومستغلة من خيرت الشاطر، الذى كان يمولها ويغدق عليها من أمواله الكثيرة، والشاهد أن عبدالمنعم، وهو الشاب الذى كان فى مقتبل حياته، كان ينفق ببذخ، وكان يباشر عمله فى مدونته من شقة بعمارة دوحة ماسبيرو كان الشاطر يدفع إيجارها شهريًا. 

كان الشاطر يستخدم مدونة عبدالمنعم محمود لتشويه صورة منافسيه فى الجماعة فى سياق الصراع السياسى الدائر بينه وبينهم، وهو ما فعله مع أصحاب المدونات الأخرى، الذين وجدوا فى رعاية الشاطر لهم ماديًا طريقًا للحصول على بعض المكاسب التى لم يجدوها فى حضن الجماعة، التى كانت تطالبهم بالبذل والإنفاق عليها. 

براجماتية الشاطر دفعته إلى احتواء شباب المدونات، وهو ما ظهر فى تشجيعه لهم على إنشاء المزيد منها، والتعبير عن أفكارهم الخاصة بلا حدود، وهو ما لم يجدوه عند قيادات الجماعة الآخرين. 

انقسم الإخوان بعيدًا عن خيرت الشاطر فيما يتعلق بالمدونات الإخوانية إلى فريقين. 

الفريق الأول منغلق تمامًا، يرفض بشدة ما يقوم به المدونون، وهؤلاء لم يترددوا عن اتهامهم بالخيانة العظمى لمبادئ الجماعة والخروج على مناهجهم التربوية وشق عصا السمع والطاعة، وهى الاتهامات التى حملتها مجموعة من المقالات التى ظهرت موقعة بأسماء كبار القيادات على موقع «إخوان أونلاين». 

موقف الرافضين دفع المدونين الإخوان إلى العنف فى الهجوم على قيادات الجماعة، الذين شعروا بالخطر الشديد بعد أن وجدوا أن ردود الشباب عليهم أصبحت خارجة عن حدود الأدب الذى كانوا يدعون أنهم يزرعونه فى قلوب أعضاء جماعتهم، فلم يتورع المدونون عن استخدام الشتائم والألفاظ الجارحة فى وصف القيادات، بعد أن وجدوا أنفسهم فى مواجهة اتهامات من نوعية أنهم «شوية عيال» و«مراهقين» وأن ما يقومون به ليس إلا كلامًا فارغًا، وعليهم أن يتوبوا ويعودوا إلى الله، تأسيسًا على أن انتقادهم لقيادات الجماعة هو خروج عن طريق الله. 

الفريق الثانى كان مشجعًا للمدونين، لكنه كان التشجيع الحذر، وكان على رأس هذا الفريق مهدى عاكف، مرشد الجماعة، الذى صرح فى أحد حواراته التليفزيونية بأن المدونين الإخوان يمثلون جيلًا من الجماعة يرفض الاستبداد الأمنى ويكسر الحواجز، لأنه جيل حرم من المعسكرات التربوية. 

تشجيع مهدى عاكف للمدونين الإخوان كان مقرونًا باتهام خفى لهم بأنهم لم يتلقوا التربية الإخوانية اللازمة، لكنه كان أذكى من أن يعترض طريقهم، ربما لأنه أدرك أن طوفان التدوين انطلق ولن يستطيع أحد إيقافه. 

اختار مهدى عاكف احتواء هذا الجيل، وذلك عبر مسارين. 

المسار الأول من خلال دعوتهم إلى مكتبه، حيث أكد أنه على استعداد للرد على استفساراتهم والاستماع إلى مقترحاتهم، ولم ينس أن يطالبهم بالتروى والتزود من المعرفة وعدم التعجل بالحكم على الأشياء، لأن هناك أشياء كثيرة لا يعلمونها، ومعلومات تخفى عليهم، نظرًا للقيود الأمنية المفروضة على الجماعة. 

المسار الثانى كان تكليف محمد مرسى، الذى كان مسئولًا عن الملف السياسى بالجماعة، بالجلوس معهم والحديث إليهم والاستماع منهم. 

كان اللقاء بين محمد مرسى وشباب المدونين باردًا وفاترًا مثله تمامًا، لم يقل لهم رأيًا فيما يقومون به، اكتفى بأنه قال إنه دعاهم إلى الجلوس معهم للتعرف عليهم ومعرفة كيف يفكرون وما هذه المدونات وماذا يريدون منها؟.. وعندما شجعهم، فعل ذلك على استحياء، لأنه كان رافضًا كثيرًا مما يقومون بتدوينه. 

وجد المدونون الإخوان أنفسهم أمام حالة من الهجوم والرفض والريبة أيضًا، ولما تواصلوا مع مهدى عاكف ليسألوه عما يردده قيادات الجماعة عنهم، قال لهم إن هذه كلها آراؤهم الشخصية التى يسألون عنها وحدهم، وأن هذا ليس موقف الجماعة الرسمى، فلم يعرف المدونون هل يؤيدهم مكتب الإرشاد أم يرفض كل ما يقومون به. 

كان أكثر ما أزعج الجماعة هو ما كتبه مجدى سعد عام ٢٠٠٧ فى تدوينته الطويلة التى وضع لها عنوانًا صاخبًا هو «علموا أنفسكم التمرد والدهشة ورمى الأحجار». 

كان مجدى سعد مدونًا يقدم نفسه على أنه إخوانى متأثر بالسلفية الحركية، وكما قال: من الممكن أن تقول إننى إخوانى متأثر بالإخوان الكبار الذين كانوا يجمعون بين فهم الواقع وفهم الشرع، فى إشارة واضحة إلى أن الإخوان المعاصرين له ليسوا كذلك. 

قال مجدى فى تدوينته موجهًا كلامه إلى القائمين على شئون الجماعة: لن يحدث أى تقدم أو تطور داخل جماعة بشرية إذا استسلم أفرادها للأنماط المعتادة والرتيبة سواء كانت تلك الأنماط فكرية أو حركية أو تنظيمية. 

الخطورة فى تدوينة مجدى أنه تعامل مع الإخوان على أنهم «جماعة بشرية»، مخالفًا بذلك أدبيات الإخوان الذين كانوا ينظرون إلى أنفسهم على أنهم جماعة ربانية لا يأيتها الباطل من بين يديها ولا من خلفها، وكان يعرف هو أن هذا التوصيف سيجر عليه المتاعب، وهو ما يتضح فى قوله: كنت أعلم تمامًا أن هناك الكثير من الإخوان سيعترضون على هذا المصطلح، وسيطلبون منى تخفيفه أو استبداله، وقد حدث هذا عندما عرضت مسودة هذه التدوينة على بعض أصدقائى من الإخوان، ولكننى أصررت على استخدامه. 

لم تكن هذه هى الصدمة الوحيدة فى تدوينة مجدى سعد، فبعد أن أكد على بشرية الجماعة، كان لا بد أن يخطو خطوة متقدمة، ولذلك قال: إننا يجب كجماعة أن نراجع بشكل دائم ومستمر حركتنا وآليات عملنا، وألا نركن بشكل مستمر إلى خطاب الاضطهاد والملاحقة والاستضعاف لتبرير الوضع القائم، لأننا كجماعة ما زال أمامنا شوط كبير فى كسب تضامن وتعاون عموم المجتمع مع طرحنا ومع أفرادنا، وأننا كجماعة الإخوان، إذا كنا نملك القدرة على الحشد الشعبى داخل اللجان الانتخابية التى نحترفها، فإننا ما زلنا نفتقد القدرة على الحشد الشعبى أمام هذا النظام. 

كانت المدونات الإخوانية طعنة فى قلب الجماعة، أحدثت شرخًا كبيرًا فى جدارها الذى كانت تعتقد أنه متماسك من الداخل، فقد بدأ الشباب فى ممارسة نوع من النقد الذاتى بطريقة علنية، وهو ما أغضب الجماعة، فقد كانت تدّعى أنها ترحب بالنقد الذاتى، لكن ليس على الملأ. 

وضع المدونون الإخوان الشباب الجماعة فى حرج بالغ، فقد بدا للمجتمع أن الجماعة التى تدّعى أنها تملك برنامجًا تربويًا تستطيع من خلاله تقويم المجتمع، فشلت فى تقويم من ينتمون إليها، ولما كانت الجماعة عاجزة فى مواجهة حالة الكشف التى مارسها المدونون، فقد مارست ضدهم تضييقًا هائلًا. 

ظلت المدونات تلعب على المسرح السياسى للجماعة، حتى انفجرت فى وجهها قنبلة أسامة درة، الذى أصدر فى منتصف العام ٢٠١٠ كتيبه الصغير «من داخل الإخوان أتكلم». 

فى هذا الكتاب فضح أسامة درة، أحد شباب الجماعة فى محافظة دمياط، «الإخوان» فضحًا كاملًا. 

عناوين فصول الكتاب كانت دالة وموحية، منها «الإخوان وطبيخ أمى»، و«يا أيها الآخر.. سلام»، و«هذا ما يسمونه اكتئاب»، و«وحتى الإخوان يقعون فى الحب»، و«بينى وبين الله».

وفى المقدمة يصف أسامة ما فعله بأنه تجاوز خطاب الترويج والدعوة إلى الكلام عما يشاء كما يحب، ولأول مرة يمكن أن يسمع الناس شابًا إخوانيًا يتكلم عن حياته العاطفية والجنسية، ولا يمتنع عن نقد الإخوان الذين كان- حتى هذا الوقت- يعتبرهم أهله. 

يتحدث درة عن كتابه، يقول فى إيضاح أكثر: الكتاب كان عنّى ومن يشبهوننى، كنت مهتمًا بالإنسان لا بالتنظيم، وكان الكتاب من الأعلى مبيعًا فى المكتبات الكبرى، كنت أعرف أن الناس لا يعرفون شباب الإخوان جيدًا، يراهم الناس فقط فى لقطات تم تصويرها بالموبايل وقد احتشدوا يحتجون على شىء ما فى الجامعة، يرون مجموعة شباب متدينين على وجوهم لحى خفيفة، بالكاد يمكن تسميتها لحى، يحملون لافتات، ولا يعرف أحد من أين أتى هؤلاء، ولا كيف يعيشون، لا يعرفون لماذا اختاروا طريقة عيشهم هذه؟ فكتبت هذا الكتاب. 

وفى الكتاب يمكننا أن نرى انتقادًا لدور الجماعة السلبى فى المجتمع، وكيف أنها أضرّت بالإسلام من خلال سلوكياتها، وربطها العقيدة بسلوكيات أفرادها لإضفاء هالة من القداسة على أفعالهم البشرية. 

أثار كتاب أسامة درة عاصفة من التراب الكثيف حول الجماعة، وكان طبيعيًا أن يصبح مصدرًا مهمًا تسعى الصحف وراءه، وهو ما جرى، فقد أدلى بحديث مطول لجريدة «الدستور»، فى ٢٣ يونيو ٢٠١٠، وضعه فى مرمى أهداف الجماعة. 

لن أغرقكم فى تفاصيل الحوار، سأكتفى بتوثيق بعض ما جاء فيه: 

انتقد درة بعنف فى حواره بعضًا من أفراد الجماعة، فهم بالنسبة له- كما يجب أن يكونوا بالنسبة للآخرين- بشر، فيهم من يعتبر نفسه صاحب الدعوة، ومنهم من يدافع عن الجماعة بطريقة تشعرك بأن الجماعة هى الإسلام نفسه، أو من تشوه إدراكه للعالم تحت سياط جلاديه فى السجن، ثم إن الجماعة يديرها متطوعون قد لا يملكون خبرة عالية، وبالتالى لا يرصدون المواهب والكفاءات. 

ويرصد درة حال جماعة الإخوان الإرهابية ومنهجهم، فالجماعة- كما يرى- أحيانًا تكون جماعة دعوة وأحيانًا تنظيمًا سريًا، كما أن زميله فى الجماعة أحيانًا يكون أخًا يستمتع بصحبته، ثم فى موقف ما يصبح مسئولًا مكلفًا بمراقبته وإعطاء تقييم لأدائه، وأن إمامهم فى الصلاة فجأة يصبح مرشحهم الانتخابى، وهم أحيانًا يكونون تجديديين، وأحيانًا يغرقون فى كتب التراث، وينافسون السلفيين فى انغلاقهم، وأن من يتكلم مثله أحيانًا يتم فصله أو تهميشه وأحيانًا يتم استيعابه واحتضانه. 

رفض أسامة درة، كذلك، برنامج حزب جماعة الإخوان المسلمين واعتبره فى حاجة إلى تعديلات وإعادة نظر، وتحديدًا هيئة العلماء الموجودة فى البرنامج، والتى لها حق نقد القوانين، واعتبرهم يشبهون «مجمع كرادلة» فى الكنيسة الكاثوليكية بشكل غير مريح. 

كشف أسامة درة الغطاء عن جريمة ارتكبتها الجماعة فى حق شبابها، فقد حولتهم إلى كائنات خرافية، واختار الحديث عن الجنس ليؤكد ذلك. 

أجاب أسامة عن سؤال: الحديث عن الجنس أمر محرّم فى ثقافة المجتمع المصرى، وأكثر حرمة فى مجتمع محافظ كجماعة الإخوان، فكيف تعاملت مع الأمر؟ 

قال: بعض الناس يتكلمون وكأن الجنس شىء خرافى غير موجود، حتى لو كان الكلام عنه ضروريًا، هكذا حتى يبدوا محترمين، أما أنا فقررت أن أكون طبيعيًا، فتكلمت حين لزم الكلام، تكلمت عن الجنس فى المجال الإعلامى وفى الأدب، تكلمت عن استهلاك الشباب فى بلدنا للمواد الإباحية، تكلمت عن الاستمناء الذى هو مادة أساسية فى حياة ٩٠ بالمائة ممن يحرمون على أنفسهم الزنا من الشباب، ولم أستند إلى أى دراسة، طبعًا لأن دراسة من هذا النوع لا يمكن إجراؤها فى مصر، تكلمت عن العلاقات العاطفية الفاترة التى تبقى سرية، ولا يمكن أن تنتهى بزواج، باختصار تكلمت كما ينبغى لعاقل أن يتكلم فى المسألة، دون التورط فى وصف مشهد جنسى من هذا القبيل. 

فى هذا التوقيت كان أسامة درة يتحدث وهو إخوانى، صحيح أنه كان متمردًا، لكنه كان لا يزال فى صفوف الجماعة، يقول هو عن ذلك فى أحد حواراته الصحفية: اعتبرت نفسى من الإخوان منذ لقيتهم، وما زلت عضوًا فى الإخوان، ولم أجمد نشاطى، أعرف أنه يصعب تصور أن يقوم أحد الإخوان بالكلام بهذا الانطلاق، بعيدًا عن الطريقة التى اعتاد الإخوان الكلام بها عن أنفسهم دون أن يكون قد ترك الجماعة، لكن أنا فعلتها، ما زلت مع الجماعة وأقول ما أريد كما أريد. 

بعد الحوار، كشّرت الجماعة عن أنيابها فى مواجهة أسامة درة، الشاب الذى لم يكن يملك من أمره إلا كتيبًا نقديًا رفعه فى وجه الجماعة. 

عبر تصريحات صحفية، قال درة إن الجماعة فى محافظة دمياط أوقفته عن نشاطه التنظيمى فى الجماعة، فقد استدعاه مسئول الشعبة، وأبدى ملاحظاته على كتابه والحوار الذى أدلى به، وأبلغه بأنه موقوف. 

سأله: يعنى إيه موقوف؟ 

فأجابه بإجابة لم يفهمها. 

ولما سأله: مَنْ أخذ هذا القرار؟ 

لم يرد عليه، وكأنه لا يجب أن يعرف مَنْ هذا الشخص الذى قرر إيقافه عن عمله داخل الجماعة. 

طلب أسامة درة من مسئول شعبته فى دمياط أن يجرى معه تحقيقًا شاملًا يمنحه من خلاله شرح وجهة نظره، فوعده مسئول الشعبة بأن يرتب له لقاء مع المسئول الذى فوقه، لكن هذا الموعد لم يتحدد، حتى تدخل عبدالمنعم أبوالفتوح، الذى كان وقتها عضوًا بمكتب الإرشاد، وألغى قرار وقفه، حتى لا يمنح خصوم الجماعة فرصة للتشهير بها. 

أدخل المدونون- أسامة درة كان بالنسبة لى مدونًا، لم يكتب على مدونة بل أصدر كتابًا- الجماعة فى حالة من الارتباك الشديد، وبدلًا من دفعها إلى إعادة حساباتها ومراجعة ما هى عليه، استبدّت برأيها وذهبت لتقمع شبابها، وهو ما جعل كثيرين منهم يخرجون عليها ويعلنون انشقاقهم.. وبهذه الحالة دخلت الجماعة إلى أحداث يناير التى كشفت ارتباكها بأكثر مما يتخيل أحد.

تاريخ الخبر: 2022-06-05 21:20:44
المصدر: موقع الدستور - مصر
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 55%
الأهمية: 51%

آخر الأخبار حول العالم

شوكولاتة "الكيف" تُغضِب العدالة والتنمية

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-17 18:25:56
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 55%

السيولة البنكية.. تفاقم العجز إلى 130,2 مليار درهم

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-17 18:26:02
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 69%

فرنسا.. توجيه تهمة الاغتصاب ضد وزير التضامن السابق داميان أباد

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-17 18:26:09
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 67%

السيولة البنكية.. تفاقم العجز إلى 130,2 مليار درهم

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-17 18:25:57
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 57%

فرنسا.. توجيه تهمة الاغتصاب ضد وزير التضامن السابق داميان أباد

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-17 18:26:05
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 67%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية