نظم مركز “بى لمباس” للدرسات القبطية بكنيسة السيدة العذراء مريم بمهمشة، برئاسة وحضور نيافة الحبر الجليل الأنبا مارتيروس أسقف عام منطقة شرق السكة الحديد، والعديد من الباحثين والدكاترة والمهتمين بالتراث والفنون القبطية والعديد من الآباء الكهنة والخدام اللقاء الشهري المعتاد، حيث استضاف المركز نيافة الحبر الجليل الانبا مقار اسقف مراكز الشرقية والعاشر من رمضان ورئيس دير مار يوحنا الحبيب بطريق مصر الاسماعلية وعضو مجلس ادارة مركز الدرسات القبطية بمكتبة الاسكندرية

والذى القى محاضرة هامة تحت عنوان” ايقونات العذراء بين الطقس القبطى والطقس البيزنطى ” وذلك بمقر نيافة الانبا مارتيروس بكنيسة السيدة العذراء بمهمشة

وقد بدء اللقاء بصلاة افتتاحية قادها نيافة الانبا مارتيرس ثم رحب نيافتة , بنيافة الانبا مقار و بالحضور الكريم متمنيا لهم الاستمتاع بالمحاضرة الهامة والتى توضح الفروق فى ايقونات السيدة العذراء من خلال الفن القبطى والفن البيزنطى

ثم قام الاستاذ اشرف موريس منثق اللقاءات بتقديم نيافة الانبا مقار فى نبذة مختصرة

وفى بداية المحاضرة تكلم نيافة الانبا مقار عن لاهوت الايقونة وقال ان الايقونة هى تعبير تصويرى لموضوعات دينية ذات طابع روحى فهى تعكس حقيقة الهية فهى نافذة على العالم الاتى وهى تصوير الطبيعة المقدسة فى اللة المفدية بالمسيح المنيرة بالروح القدس وهى ليست صورة فوتوغرافية او فن طبيعى يراعى النسب والتناسب بعكس الفن الايطالى

واوضح نيافتة ان الله لم يرة احد قط لكننا نرسم ايقونات الكلمة المتجسد , فالايقونة هى انجيل مصور يشرح لنا سر التجسد والفداء

ونحن لانكرم الايقونة لانها خشب والوان ولكننا نكرن صاحب الايقونة المدشنة

إن أيقونات العذراء مريم بصفة عامة تعبر عن وجه ملائكى بغطاء الرأس الشرقى المعروفة بة، والذى يعكس النقاء والطهر والهدوء والجمال، ويحمل ايضا مسحة من الحزن ولكنه أيضا يحمل قوة روحية، ويكاد لايخلو بيت فى الستنيات من صورة العذراء الحزينة وذلك قبل رسم الصورة المعروفة بعذراء الظهور بعد ظهورها على قباب كنيسة الزيتون عام 1968مؤكدا أن أيقونات السيدة العذراء تنقسم إلى قسمين أولهما وهى ترافق السيد المسيح، والثانية تمثل مراحل من حياتها.

وعن الأيقونات التى تبدو فيها مرافقة للسيد المسيح قال نيافتة إن هناك خمسة أوضاع لأيقونة العذراء مع الطفل يسوع ويطلق عليها

المشيرة ,على العرش,الاية.الام الحنونة ,المرضعة

وتابع الأنبا مقار، أن الفن القبطى فى تصويره للعذراء مريم قد اتسم بالبساطة على عكس الفن البيزنطى الذى اتسم بالفخامة، وحرص الفنان القبطى على رسم العذراء مريم دائما وهى على يمين الطفل يسوع، وذلك وفقا للنبوة التى وردت فى الكتاب المقدس “جلست الملكة عن يمين الملك”.

واكد نيافتة على ان الفن القبطى والفن البيزنطى يتشابه الاثنان فى النظرة الميتافزيقيه ولكن الفن القبطى يميل للبساطة فى الشكل والالوان اما الفن البيزنطى فيميل للفخامة

كذلك فان الفن القبطى فهو مستوحى من الشعب اما البيزنطى فهو فن ملكى

والفن القبطى يركز على الوجه وبخاصة العينين اما البيزنطى فيركز على الحدث ككل .

واكد الأنبا مقار ان القديسة مريم العذراء ام يسوع المسيح الناصرى هى حدث فريد

ولادة عذرية بدون تدخل رجل حسب العقيدة المسيحية والاسلامية

يامن ولدت لنا المسيح بغير زرع بشر وانت عذراء

فحسب العقيدة المسيحية

يواقيم وحنة لم يكن لهما اطفال فنذرا المولود

وولدت العذراء وقدمت للهيكل فى عمر 3 سنوات وصارت خطيبة ليوسف النجار حيث جاءها الملاك

وولدت يسوع فى بيت لحم وتبعته حتى الصليب والقيامة

فهى والدة الالة – وام المسيح – وام النور – وهى الممتلئة نعمة

وحسب العقيدة الاسلامية

حنة امرأة عمران ” رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ “فتقبلها رها بقبول حسن وكفلها زكريا فى المحراب “ال عمران ” حتى جاءها جبريل وولدت عيسى عند جزع نخلة

وانطق الله الطفل لكى يدافع عن امة “انى عبد الله اتانى الكتاب”
وهنا فهى سيدتنا مريم – الصديقة – ام عيسى المسيح – خير نساء العالمين

وعن ايقونات العذراء بصفة عامة اضاف نيافة الانبا مقار

هى وجه فلسطين يحمل الهدوء والجمال وقد يحمل مسحة من الحزن ولكن ايضا القوة الروحية

الوجه الملائكى وغطاء الرأس الشرقى

ونجدة فى ايقونات البشارة والميلاد والعذراء الملكة والصليب والقيامة ونياحة العذراء

واستعرض نيافة الانبا مقار اوضاع ايقونات العذراء

1- العذراء المشيرة Hodigitria

لاشارتها على المسيح واحد شكليها يرمز لناسوته وهو يمسك يد أمة والاخرى ترمز للاهوته لعلامة البركة بيده فنجدها فى بعض الايقونات تشير العذراء نحو المسيح والمسيح ينظر نحو الملائكة او ينظر ناحية العذراء ويشير بعلامة البركة

ونجدها فى ايقونات اخرى بدون ملائكة وهى تشير للمسيح وهو يشير بعلامة البركة وهى العقلة العاشرة من اصابعة “الوصايا العشر” فكلمة يسوع تبدأ باليوطة “الحرف العاشر”

وفى هذة الايقونة نجد المسيح ممسك بدرج ملفوف “الانجيل” ونجد فى الايقونة ثلاثة نجوم على رداء العذراء وهذا يشير لانها عذراء قبل واثناء وبعد الولادة

اما ايقونة عذراء المعونة الدائمة “مع الملائكة

فنجد فى هذة الايقونة الملاك ميخائيل ممسكا الحربة والسفنجة وايضا الملاك جبرائيل ممسكا الصليب والطفل يسوع ينظر اليهما ويمسك بيد امة والتى مازالت تشير الى ابنها الطفل يسوع

ونجد فى الايقونة التاج ويرمز الى الملك والملكة “قامت الملكة عن اليمين لذلك العذراء عن يمين المسيح

ومن هنا يتضح ان هناك فرق بين ايقونة العذراء سيدة المعونة والعذراء الملكة

عذراء المعونة تؤكد نسوتة وعذراء الملكة تؤكد لاهوتة

الالوان فى ايقونات العذراء

وفى ايقونات العذراء نجد اللون الذهبى فى تيجان السيد المسيح والسيدة العذراء وهذا يدل على نور القداسة

ورداء السيدة العذراء باللون الازرق اشارة للسماء الثانية واللون الاحمر لون رداء الملوك ولون رداء الطفل يسوع الابيض اشارة الى انه بلا خطية

ونجد على الايقون كتابات “ام اللة – يسوع المسيح – رئيس الملائكة ميخائيل – رئيس الملائكة جبرائيل

ونجد نسخ مختلفة من ايقونة العذراء المشيرة ففى العزباوية نجد الايقونة وبها العذراء تشير للرب يسوع ويوحنا المعمدان عند القدمين يتنبأ “هوذا حمل اللة من القرن18-19

وفى كنيسة المعلقة نجد ايقونة بها العذراء تشير للرب يسوع ويوحنا المعمدان عند القدمين اكبر من المسيح بـ6 اشهر من القرن 18-19

وعن اقدم ايقونة للعذراء المشيرة نجدها فى ايقونة نقلا عن ايقونة رسمها القديس لوقا بدير مارمرقس للسريان بالقدس والتى تمثل الطقس القبطى فى بساطتها.

وتوجد ايقونة للعذراء المشيرة ذات الثلاثة ايادى حيث ترتبط بمعجزة فعلتها السيدة العذراء مع يوحنا الدمشقى والذى قطع الوليد يدة بناء على وشاية كاذبة واعادة السيدة العذراء تثبيت يدية بعد قطعها وذهب للوليد يقول لة لقد ظلمتنى وقطعت يدى ولكن العذراء عرفت اننى مظلوم واعادة لى يدى مرة اخرى وهذة الايقونة محفوظة فى دير مارسابا وهى من القرن 8 .

وايضا توجد ايقونة للعذراء المشيرة يطلق عليها “المريحة” حيث يذكر ان رهبان دير “فاتو بيذى” ضلوا طريقهم عن اللة فسلمهم اللة للقراصنة الذين احاطوا بالدير لكى ما يعتدون على الرهبان ولكن اب الدير سمع صوتا لاتفتحوا الابواب اليوم وكان هذا الصوت تحزير من السيدة العذراء لكى ما ياخذون حزرهم وسمع صوت من الايقونة صادر من الطفل يسوع يقول لاتنبهيهم بل اتركيهم للتأديب ولكنها اعادت الانذار للرهبان ومنعت هلاكهم وهى من القرن 9

2 – ايقونة العذراء على العرش والطفل يسوع فى حجرها وكلاهما ينظران للامام والمسيح يشير بالبركة وهو الوضع الملكى للعذراء وابنها ونجد منها ايقونات فى مصر القديمة والبراموس وباويط

3-ايقونة العذراء الاية oranta

ونجد فيها العذراء رافعة ايديها فى وضع صلاة والسيد المسيح داخل دائرة تمثل بطن السيدة العذراء وان المسيح جنين فى بطنها ولكنة يشير بالبركة والمسيح فى اطار منفصل يعطيكم السيد نفسة اية ها العذراء تحبل وتلد ابنا وتدعو اسمة عمانوئيل اش 7-14

ونجد مثل هذة الايقونة فى دير الانبا انطونيوس وهى عبارة عن جدارية من القرن 12 وايضا فى مطرانية فاقوس وفى دير السريان نجد فرسكا حائطية من القرن 8 اورنتا “دائرة تحيط بالطفل يسوع

ومن المعلوم ان مثل هذة الايقونة قليلة التواجد فى الطقس القبطى

4- العذراء الام الحنون Eleusa

ونجد بها الطفل يسوع يحتضن امة العذراء “الكنيسة” القبلة الحانية “عذراء فلاديمير وهى قليلة التواجد فى الطقس القبطى ونجد منها فى دير انبا مقار وفى دير انبا انطونيوس وملاحظ فيها وجود العذراء عن اليمين

5- العذراء المرضعة Galactotrophousa

وهى ترضع الطفل يسوع وهى قليلة التواجد فنجدها فى دير السريان من القرن 8 وفى المتحف القبطى من القرن 5 وقد اراد بها الرسام ان يثيت ويؤكد عقيدة ان المسيح اتخذ ناسوت كامل بكافة التفاصيل والاحتياجات وليس جسد مختلف عن البشر لاياكل ولايشرب

العذراء الشفيعة Agiosortissa

العذراء شفيعة فى وضع صلاة وبعيدة عن المسيح

وهى ايقونة فريدة فى دير انبا انطونيوس العذراء ويوحنا المعمدان والأربعة حيوانات غير المتجسدين

واضاف نيافة الانبا مقار ان من المدارس والفنانين الذين قاموا برسم السيدة العذراء مدرسة الفن الانطاكى الفنان يوسف المصور وثيؤدور المقدسى

وايقونات مصر القديمة وفم الخليج ايقونات من رسم ابراهيم الناسخ ويوحنا الارمنى وانسطاسى الرومى

وفى العصر الحديث فيعد الفنان إيزاك فانوس أول من بدأ فى رسم العذراء وفق الفن القبطى الأصيل، كما ظهرت أيقونات أخرى للسيدة العذراء صورها أقباط مصر بعد ظهور العذراء بكنيسة الزيتون فى القاهرة عام 1968 واستوحيت تلك الأيقونات من الصور الفوتغرافية التى وثقت تلك الظهورات
ومن هولاء الفنانين وفادى ميخائيل وجرجس وسيلفانا ومينا انطون

واختتم اللقاء ببعض المداخلات الهامة من الباحثين والسادة الحضور، كما أجاب نيافة الانبا مقار على العديد من الأسئلة والتعليقات والاستفسارات والمداخلات من الحضور، في جو من الحب والود ثم قدم نيافة الأنبا مارتيروس الشكر للحضور الكريم ولنيافة الانبا مقار

وبعد انتهاء المحاضرة استمع الحضور لكورال ثيؤطوكوس بقيادة الشاعر كمال سمير التابع لكنيسة العذراء مريم بمنطقة مهمشة، والذى يلقى تشجيع كبير من نيافة الانبا مارتيروس، حيث قدم باقة من ترانيم التراث القبطى .