سلط موقع «مجلس العلاقات الخارجية» الضوء على مستقبل حزب الله في لبنان.
وبحسب تقرير لـ «كالي روبنسون»، فإن الخبرة العسكرية التي اكتسبها من القتال في الحرب الأهلية في سوريا، وعقودا من الاشتباكات مع إسرائيل جعلت الحزب المدعوم من إيران أقوى من أي وقت مضى، لكن التهديد الأكبر الذي يواجهه قد يكون الاضطرابات في فنائه الخلفي.
ومضت «روبنسون» تقول: حزب الله هو حزب سياسي شيعي وجماعة مسلحة مقرها لبنان، حيث عززت أجهزته الأمنية الواسعة وتنظيمه السياسي وشبكة الخدمات الاجتماعية سمعته على أنه «دولة داخل دولة».
وأضافت: تأسس الحزب المدعوم من إيران في خضم فوضى الحرب الأهلية اللبنانية التي استمرت 15 عاما، مدفوعا بمعارضته لإسرائيل ومقاومته للنفوذ الغربي في الشرق الأوسط.
وتابعت: مع تاريخه في تنفيذ هجمات إرهابية عالمية، تم تصنيف أجزاء من حزب الله، وفي بعض الحالات الحزب بأكمله، على أنها مجموعة إرهابية، من قبل الولايات المتحدة والعديد من الدول الأخرى.
ومضت تقول: في السنوات الأخيرة ورطته التحالفات طويلة الأمد مع إيران وسوريا في الحرب الأهلية، حيث حوله دعمه لنظام بشار الأسد حزب الله إلى قوة عسكرية متزايدة الفعالية.
وأردفت: لكن في ظل مواجهة سماسرة النفوذ في لبنان للاستياء العام مع اقتراب البلاد من الفشل، يمكن أن يتغيَّر دور حزب الله في لبنان، واستطردت الكاتبة: يقول الخبراء «إن شبكة حزب الله الدولية آخذة في التوسع»، لكن الحزب ليس متحمسا لخوض حرب مباشرة مع إسرائيل أو الولايات المتحدة.
وتابعت: بحسب المحللين، فإن حزب الله يفضل بدلا من ذلك الاعتماد على العمليات السرية والأنشطة الإرهابية، حتى تهديدات حزب الله بالانتقام من الضربة الأمريكية بطائرة دون طيار عام 2020، التي قتلت قاسم سليماني، قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، لم تتحول إلى أعمال انتقامية.
وأضافت: مع تأرجح لبنان على شفا الانهيار، اغتنم الحزب الفرص للتوسع في ساحته الخلفية. بينما فشلت الحكومة اللبنانية في الاستجابة بفعالية لنقص الوقود على مستوى البلاد في عام 2021، استورد حزب الله أكثر من مليون جالون من الوقود من إيران عبر المرور عبر سوريا، في انتهاك للعقوبات الأمريكية على طهران.
وأردفت: رغم جهود حزب الله لتعزيز المصداقية على جبهته الداخلية، فإن العديد من اللبنانيين لا يثقون في الحزب لتورطه المزعوم بتفجيرات ميناء بيروت 2020، التي أودت بحياة أكثر من 200 شخص.
وأضافت: يحقق تحقيق قضائي في الانفجارات مع عدد من السياسيين المدعومين من حزب الله للاشتباه في إهمالهم، ما أثار موجة من العنف وسفك الدماء بين أنصار حزب الله والمتشددين المسيحيين المنافسين.
وتابعت: يقول بعض الخبراء «إن حزب الله يفقد سيطرته على لبنان في ظل انتشار الغضب حتى في المعاقل التقليدية».
ومضت تقول: أشارت الزيادة في عدد المرشحين المستقلين والمعارضين للمؤسسات المنتخبة للبرلمان في عام 2022، إلى أن الكثيرين في لبنان غير راضين عن حزب الله وغيره من أصحاب السلطة منذ فترة طويلة.
وأردفت: إضافة إلى ذلك، فإن زيادة الدعم لحزب القوات اللبنانية، الذي يريد نزع سلاح حزب الله، قد يكون مؤشرا على أن العديد من الناخبين لم يعودوا يرونه حاميا للبلاد، بحسب رندة سليم، من معهد الشرق الأوسط.
واستطردت: في الأشهر المقبلة، قد يكافح حزب الله لانتخاب مرشحيه في المناصب القيادية العليا في لبنان، لكن تراجع قوته من المرجح أن يستلزم دعما أكبر لقوات المعارضة، بما في ذلك من الحكومات الأجنبية، كما تقول سليم.
