الدبلوماسية| فرض هيبة الدولة فى الخارج.. وإرساء استقلالية القرار

انتقلت الدولة المصرية خلال الثمانى سنوات الماضية من مرحلة استعادة تماسك مؤسسات الدولة فى الداخل، إلى مرحلة فرض هيبة الدولة المصرية فى الخارج، مع الاعتماد فى ذلك على مبدأ حرية واستقلالية القرار، واتباع سياسة خارجية تحكمها المصالح الوطنية، والعمل على استعادة ريادة مصر إقليميًا ودوليًا. 

ولعبت الدبلوماسية المصرية دورًا مشهودًا فى تنفيذ السياسة الخارجية التى حدد الرئيس السيسى ملامح بوصلتها بوضوح ودقة وثقة، فمضت سفينة دبلوماسيتنا العتيدة، ممثلة فى وزارة الخارجية، باقتدار وثبات- مستندة إلى قوة عسكرية واستخبارية قادرة- وسط الأمواج الإقليمية والدولية المضطربة، نحو الوصول لأهدافها واحدًا تلو الآخر.

إفريقيا

حرص الرئيس عبدالفتاح السيسى منذ ٢٠١٤ على المشاركة فى القمم والاجتماعات الإفريقية جميعًا، وترأس لجنة رؤساء الدول والحكومات الإفريقية حول تغير المناخ لمدة عامين، وشارك فى القمة الألمانية الإفريقية ببرلين ٢٠١٩، التى تهدف إلى تعزيز التعاون الاقتصادى بين إفريقيا ودول مجموعة الـ٢٠، من خلال مشروعات مشتركة تسهم فى الإسراع بوتيرة النمو فى القارة السمراء، علاوة على مشاركته فى القمة الإفريقية الأوروبية، التى عقدت فى العاصمة البلجيكية بروكسل، خلال فبراير الماضى.

واستضافت مصر القمة التنسيقية الأولى بين الاتحاد الإفريقى والتجمعات الاقتصادية الإقليمية، وفعاليات منتدى إفريقيا ٢٠١٩ بالعاصمة الإدارية الجديدة، فضلًا عن تنظيم ملتقى الشباب الإفريقى فى العام ذاته.

وزار السيسى عددًا من الدول الإفريقية، ومن بينها الزيارة التاريخية إلى غينيا فى ٢٠١٩، كأول زيارة لرئيس مصرى منذ ١٩٦٥، وكذلك زيارة كل من السنغال وكوت ديفوار فى ٢٠١٩، وعقد عددًا من الاتفاقيات وبحث الرؤية المصرية بشأن منظومة عمل الاتحاد الإفريقى، كما زار الرئيس النيجر، لحضور القمة الاستثنائية للاتحاد الإفريقى فى ٢٠١٩، التى تم خلالها إطلاق المرحلة التشغيلية لاتفاقية منطقة التجارة الحرة الإفريقية القارية.

وتحرص مصر على دعم بلدان القارة الإفريقية، وقدمت المساعدات الطبية والمستلزمات الوقائية لأكثر من ٣٠ دولة إفريقية لمساعدتها فى مجابهة انتشار فيروس «كورونا»، ولم يكن من قبيل المصادفة أن تتبوأ مصر مقعد قيادة القارة الإفريقية فى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى، وذلك لمدة عام فى ٢٠١٩.

المنطقة العربية

على مستوى العالم العربى، لم تألُ القاهرة جهدًا لوضع نهاية للأزمة الليبية، وتشدد على ضرورة التوصل إلى تسوية شاملة ومستدامة لتلك الأزمة، تحافظ على وحدة وسلامة الأراضى الليبية، واستعادة دور مؤسسات الدولة الوطنية ومحاربة الإرهاب.

وفيما يخص القضية الفلسطينية، تشدد مصر على موقفها الثابت من القضية ودعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى، واستضافت فى هذا الصدد مؤتمر إعادة إعمار غزة فى القاهرة عام ٢٠١٤، وأطلقت المبادرة المصرية لإعادة إعمار غزة، التى تتضمن تقديم مساعدات قيمتها ٥٠٠ مليون دولار للقطاع.

وتحرص مصر على تقديم أوجه الدعم للشعب السودانى الشقيق، وتنسيق المواقف المختلفة، فى ظل الروابط العميقة التى تربط بين البلدين، وتوحيد الرؤى، خاصة فيما يتعلق بأزمة سد النهضة.

وفيما يتعلق بدول الخليج العربى، تعمل مصر على تعزيز التعاون مع دول الخليج، وتؤكد دومًا ارتباط أمن الخليج بأمن مصر القومى، من خلال تعزيز الزيارات الرسمية المتبادلة مع مختلف الدول الخليجية، على مستوى القمة أو المستويات الوزارية والفنية.

ولا تألو القاهرة جهدًا فى دعم الدول الشقيقة وقت الأزمات، ومن بينها لبنان، فشاركت بفعالية فى مؤتمر دعم لبنان الذى نظمته الأمم المتحدة، كما تساند باستمرار الشعب اللبنانى لتجاوز أزمته الراهنة.

ومنذ عام ٢٠١٤، تعمل مصر على توثيق علاقاتها مع الدول العربية الشقيقة، وتم تدشين آلية التعاون الثلاثى بين مصر والأردن والعراق، واستضافت مصر أول اجتماعاتها فى ٢٠١٩.

وفى الوقت نفسه، تواصل مصر جهودها فى استضافة الأشقاء السوريين وتقديم أوجه الدعم اللازمة لهم، علاوة على إرسال مساعدات طبية للحكومة اليمنية فى يوليو ٢٠٢٠.

 

الولايات المتحدة

فيما يخص العلاقات مع الولايات المتحدة، شهدت السنوات الثمانى الأخيرة زخمًا كبيرًا فى العلاقات بين القاهرة وواشنطن فى المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية، إلى جانب التعليم والاستثمار والتجارة.

وأجرى الرئيس السيسى زيارة إلى الولايات المتحدة عام ٢٠١٧ تلبيةً لدعوة الجانب الأمريكى، وزار رئيس مجلس الوزراء واشنطن فى أكتوبر ٢٠١٩، بجانب الزيارات العديدة لوزير الخارجية وعدد من وزراء الحكومة.

وشهد عام ٢٠١٥ استئناف الحوار والتعاون الاستراتيجى مع الولايات المتحدة، وانعقدت الجولة الثانية من الحوار الاستراتيجى فى واشنطن، يومى ٨ و٩ نوفمبر ٢٠٢١، برئاسة وزير الخارجية ونظيره الأمريكى، ونجحت الجولة فى استعراض إنجازات الدولة وسياساتها فى جميع المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية خلال جلسات الحوار المختلفة، وعرض خطة الإصلاح الاقتصادى المصرية لتحفيز القطاع الخاص الأمريكى للاستثمار فى مصر، كما نتجت عن جولة الحوار الاستراتيجى عدة مخرجات تُمثل أساسًا يمكن البناء عليه للانطلاق إلى آفاق أرحب من التعاون الاستراتيجى بين البلدين. 

أوروبا

شهدت العلاقات المصرية الأوروبية دفعة قوية خلال الأعوام الماضية، سواء على المستوى الثنائى من خلال زيارات الرئيس عددًا كبيرًا من الدول، من بينها ألمانيا وإيطاليا وبريطانيا وفرنسا والمجر والبرتغال وقبرص واليونان، ومتعددة الأطراف من بينها آلية التعاون الثلاثى مع اليونان وقبرص، أو تطوير العلاقات إلى مستوى الشراكة مع دول «فيشجراد». 

واتسم نسق العلاقات المصرية الأوروبية خلال السنوات الأخيرة بالاستمرارية فى وتيرته العالية من الزيارات المتبادلة رفيعة المستوى بين الجانبين، سواء فى إطار العلاقات الثنائية مع الدول الأوروبية، أو مع الاتحاد الأوروبى، على ضوء العلاقات المتشعبة بين مصر والاتحاد الأوروبى، بالإضافة لكون الاتحاد الأوروبى أكبر شريك تجارى واستثمارى لمصر، وتطرقت تلك اللقاءات إلى ملفات تعزيز العلاقات الثنائية، والتنسيق والتشاور تجاه العديد من القضايا الإقليمية والدولية.

وفى إطار قوة العلاقات بين مصر والاتحاد الأوروبى خلال السنوات الماضية، استضافت مدينة شرم الشيخ أول قمة عربية أوروبية فى فبراير ٢٠١٩، واستضافت القاهرة القمة الأولى من فعاليات آلية التعاون مع اليونان وقبرص فى عام ٢٠١٤، فضلًا عن اختيار القاهرة مقرًا لمنظمة منتدى غاز شرق المتوسط بعد توقيع مصر على اتفاقية تأسيس المنتدى فى ٢٠١٩.

روسيا وآسيا

فى إطار تبادل الدعم السياسى على المستويين الإقليمى والدولى بين مصر وروسيا لتعزيز التعاون بين البلدين، خاصة فى ظل ما يواجه الطرفين من تحديات خارجية وداخلية، شهدت السنوات الثمانى الماضية ٩ زيارات متبادلة بين الرئيسين المصرى والروسى منذ ٢٠١٣.

تضاف إلى ذلك زيارات الوفود رفيعة المستوى المتبادلة بين البلدين، وزيارة الرئيس روسيا فى ظل رئاسته الاتحاد الإفريقى، حيث ترأس مع نظيره الروسى أعمال القمة الروسية الإفريقية الأولى فى أكتوبر ٢٠١٩.

وفى إطار التنوع فى العلاقات مع الدول جميعًا، تشهد العلاقات بين مصر وشركائها فى آسيا زخمًا كبيرًا قائمًا على أساس تبادل المصالح، انعكس فى وتيرة عالية، تمثلت فى تبادل الزيارات رفيعة المستوى على المستوى الرئاسى أو على المستويات الوزارية وكبار المسئولين، بغية تعزيز التعاون الثنائى بين مصر والعديد من الدول الآسيوية والمنظمات الإقليمية الآسيوية.

تاريخ الخبر: 2022-06-07 18:20:54
المصدر: موقع الدستور - مصر
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 53%
الأهمية: 63%

آخر الأخبار حول العالم

مويس يغادر منصبه كمدرب لوست هام في نهاية الموسم

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-06 21:25:56
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 63%

مويس يغادر منصبه كمدرب لوست هام في نهاية الموسم

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-06 21:25:50
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 69%

أول تعليق إسرائيلي رسمي على موافقة حماس على مقترح الهدنة

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-06 21:26:03
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 60%

أول تعليق إسرائيلي رسمي على موافقة حماس على مقترح الهدنة

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-06 21:25:58
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 67%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية