خبير: هستيريا واشنطن لمحاصرة روسيا تقود لمسيرة غباء اقتصادية بلا نهاية


قال الخبير الاقتصادي، أحمد السيد النجار، إن أوروبا المصابة بهستريا خنق روسيا بضغوط أمريكية، تبحث عن أي بديل للغاز الروسي سواء كان يتمتع بالجدارة والإمكانية، أو مجرد فقاعة دعائية.

وأشار النجار إلى أن "أوروبا في هذا المسعى تجسد العبث بالعلاقات والمصالح الاقتصادية لأسباب سياسية على عكس ما تدعيه من أن روسيا هي التي تفعل ذلك"، مبينا أن "آخر تلك الفقاعات مشروع مد خط أنابيب لنقل الغاز النيجيري عبر دول غرب إفريقيا والمغرب ومنها إلى أوروبا بطول 5660 كيلومتر، أو الخط البديل من نيجيريا إلى النيجر ومنها للجزائر بطول قرابة 4 آلاف كم لينقل بعد ذلك لأوروبا، بدعوى أن ذلك سيكون بديلا للغاز الروسي الذي ترغب أوروبا في الاستغناء عنه".

ولفت إلى أنه "بغض النظر عن أن الخط الأول بطول 5560 كم يمر في بلدان تشهد بعضها اضطرابات اجتماعية وسياسية وأمنية بما يشكل تهديدا لأمانه فضلا عن أن إنشائه يستغرق عقدين من الزمن، والخط البديل يمر في النيجر المضطربة أمنيا والصحراء الجزائرية التي تنشط فيها جماعة إسلامية متطرفة، فإن احتياطيات نيجيريا من الغاز الطبيعي تبلغ 5,9 تريليون متر مكعب، وبلغ حجم إنتاجها نحو 49,4 مليار متر مكعب عام 2020، وسوف يتم رفع الإنتاج ليسمح لنيجيريا بتصدير 30 مليار متر مكعب لأوروبا سنويا بعد تنفيذ هذا الخط. وأشار بالمقابل تبلغ احتياطيات روسيا 47,3 تريليون متر مكعب تتصدر بها دول العالم، وحجم إنتاجها 638,5 مليار متر مكعب عام 2020، والعمر الافتراضي لاحتياطياتها 75 سنة، وحجم صادراتها لأوروبا نحو 160 مليار متر مكعب سنويا يمكن أن ترتفع إلى 215 مليار متر مكعب لو تم تشغيل خط نورد ستريم 2 الجاهز فعليا للعمل، فكيف ستسد نيجيريا احتياجات أوروبا بدلا من روسيا حتى ولو بعد عقدين من الزمن؟".

وشدد أنه "حتى لو عالجت أسبانيا مشاكلها مع الجزائر كمصدِر آخر للغاز، فإن احتياطيات الجزائر تبلغ 4,5 تريليون متر مكعب وإنتاجها كله للداخل وللتصدير نحو 81,5 مليار متر مكعب عام 2020"، مضيفا: "أما البديل الثالث الذي تسعى خلفه أوروبا وهو قطر فإن احتياطياتها الضخمة بلغت 23,9 تريليون متر مكعب تحتل بها المرتبة الثالثة عالميا، وبلغ إنتاجها نحو 171,3 مليار متر مكعب عام 2020، لكن صادراتها لأوروبا لن تكون لاعتبارات جغرافية وسياسية، إلا في صورة غاز مسال تبلغ تكلفته أربعة أو خمسة أمثال سعر الغاز الروسي الذي يصل لأوروبا في صورته الغازية عبر الأنابيب، بما سيرفع تكلفة الإنتاج الأوروبية لكل السلع والمواد التي تستخدم الطاقة في إنتاجها بصورة تضر وربما تدمر قدرة المنتجات الأوروبية على المنافسة في الأسواق الدولية لصالح المنتجين الأمريكيين وحتى الآسيويين".

وقال النجار: "تبقى إيران باحتياطاتها الضخمة البالغة 34,1 تريليون متر مكعب تحتل بها المرتبة الثانية عالميا بعد روسيا، وإنتاجها البالغ 250,1 مليار متر مكعب والقابل للزيادة السريعة، هي القادرة على الحلول في الأجل الطويل محل الغاز الروسي في أوروبا بتكلفة معادلة لتكلفته الرخيصة لو تم مد خط أنابيب منها إلى أوروبا عبر تركيا. لكن الخلافات السياسية العميقة بين أوروبا وإيران بشأن الصواريخ الباليستية طويلة المدى والبرنامج النووي الإيراني والتحريض الصهيوني والأمريكي ضد إيران بصورة تبتز أوروبا، تشكل عوامل معوقة لهذا الخيار الاستراتيجي لأوروبا".

واعتبر أنه "خيار غير قابل للتحقق في الأجل القصير وحتى المتوسط حيث يحتاج تنفيذه إلى عقد من الزمن على الأقل لإنشاء خط أنابيب طوله آلاف الكيلومترات من حقول الغاز الرئيسية في جنوب غرب إيران إلى تركيا عبر تضاريس وعرة في البلدين في جبال زاجروس وطوروس وهضبة الأناضول قبل أن يصل إلى أوروبا"، مضيفا: "يبقى الغاز الأمريكي المسال الباهظ الثمن الذي يزيد سعره عن خمسة أمثال تكلفة الغاز الروسي هو الحل الذي تقدمه واشنطن، وهو حل لو انساقت إليه أوروبا في مسيرة الغباء التي تنزلق إليها في ظل هيستيريا خنق روسيا، فإنه سيكون بمثابة قبر لانتعاشها الاقتصادي تحفره لنفسها بنفسها بسبب تبعيتها لواشنطن وعقوباتها غير العقلانية ضد روسيا التي تدمر تنافسية اقتصاداتها قبل أن تضر بروسيا".

ناصر حاتم - القاهرة

المصدر: RT

تاريخ الخبر: 2022-06-07 21:16:22
المصدر: RT Arabic - روسيا
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 82%
الأهمية: 94%

آخر الأخبار حول العالم

مقاييس الأمطار المسجلة بالمملكة خلال الـ 24 ساعة الماضية

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-28 00:26:28
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 53%

مقاييس الأمطار المسجلة بالمملكة خلال الـ 24 ساعة الماضية

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-28 00:26:34
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 61%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية