8 أعوام مرت على تنصيب الرئيس عبد الفتاح السيسي، كانت قادرة على ترك بصمة قوية واضحة في ملف الإسكان في مصر، حيث شهدت الدولة خلال تلك السنوات، طفرة كبيرة في مهمة القضاء على العشوائيات، التي كانت إحدى أكبر التحديات أمام القيادة السياسية، خاصة أنها كانت تشوه المظهر الحضاري للدولة المصرية، بجانب تهديدها لحياة المواطنين، الذين عانوا داخلها سنوات من الإهمال والنسيان. 

ظهور مشروعات «الإسكان البديل» لأول مرة

استطاعت الدولة خلال 8 سنوات فقط، القضاء على العشوائيات المنتشرة في جميع محافظات الجمهورية، من خلال تكليف وزارة الإسكان والمرافق، ممثلة في هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة، وصندوق تطوير العشوائيات، الذي أصبح مسماه «صندوق التنمية الحضارية»، تزامنا مع غلق صفحة العشوائيات، وبدء صفحة جديدة وهي التنمية الحضارية.

وكانت مشروعات «الإسكان البديل»، التي ظهرت لأول مرة في مصر، لتكون الملاذ الآمن لسكان المناطق العشوائية على مستوى الجمهورية، من أبرز المشروعات التي شهدها قطاع «الإسكان»، خلال السنوات الماضية، وساهمت في تغيير الشكل الحضاري للدولة المصرية، بنسبة 180 درجة، حيث نقل سكان تلك المناطق إلى أحياء ومدن جديدة، ليسكنوا داخل وحدات راقية مخصصة، توفر لهم الحياة الآدمية، بعد سنوات من المعاناة. 

ومن أول المشروعات التي نفذت على أرض الواقع، «حي الأسمرات»، الذي يعد من أكبر مشروعات «الإسكان البديل»، إذ افتتح عام 2016، وانتقل إليه سكان أكثر من منطقة عشوائية، ليبدأوا داخله حياة جديدة، وتوالت المشروعات، منها: أرض الخيالة بمراحله المختلفة، روضة السيدة، أهالينا بمراحله المختلفة، مشروع معا لتطوير العشوائيات.

إطلاق المبادرة الرئاسية «سكن لكل المصريين»

شهد قطاع «الإسكان»، طفرة كبيرة داخل محافظات الصعيد والقرى النائية، من خلال تنفيذ المشروعات المختلفة، ضمن المبادرة الرئاسية «حياة كريمة»، التي أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي، بهدف تطوير القرى والريف المصري، لتوفير حياة كريمة لجميع المواطنين.

ولم تغفل الدولة، مواطنيها في مختلف المحافظات، وعلى كل المستويات، إذ طرحت عددا كبيرا من الوحدات السكنية، تناسب جميع المواطنين، ضمن مشروعات «الإسكان الاجتماعى، الإسكان المتوسط، الإسكان فوق المتوسط، الإسكان الفاخر».

ولم تتوقف جهود دعم جميع فئات المجتمع على الأنحاء كافة، إذ استمرت المسيرة، بإطلاق الرئيس عبد الفتاح السيسي، المبادرة الرئاسية «سكن لكل المصريين»، التي  تضمنت طرح آلاف الوحدات السكنية، داخل جميع المدن الجديدة، على مستوى محافظات الجمهورية، للمواطنين من محدودي ومتوسطي الدخل، لتوفير حياة آدمية لهم. 

تطوير الأسواق العشوائية وإحياء القاهرة التاريخية

خطة القيادة السياسية برئاسة الرئيس السيسي، في القضاء على العشوائيات، كانت أشمل وأعم، إذ وضعت نصب أعينها مهمة تطوير الأسواق العشوائية، ضمن مشروعات كثيرة ومتعددة الاتجاهات، يعكف على تنفيذها «صندوق التنمية الحضارية»، من خلال العمل على إعادة تأهيل وتطوير 1105 أسواق عشوائية على مستوى الجمهورية، بالإضافة إلى مشروع تطوير المناطق غير المخططة، التي لا يتم استخدامها. 

البعد الحضاري والحفاظ على الهوية المصرية، كانا حاضرين بقوة من خلال مشروع «تطوير القاهرة التاريخية»، الذي يعد من أهم المشروعات التي يجري العمل عليها خلال هذه الفترة، إذ يهدف إلى إعادة القاهرة التاريخية لرونقها وشكلها الحضاري، من خلال ترميم المناطق التاريخية، منها: منطقة الحسين ومسجد الحاكم بأمر الله، وغيرها الكثير.

وحرصت الدولى، خلال السنوات القليلة الماضية، على مواصلة تطوير المناطق التاريخية التي جار عليها الزمان، مثل: تطوير منطقة سور مجرى العيون، مشروع تطوير بحيرة عين الصيرة، لتصبح هذه المشروعات، شهادة دامغة على الطفرة الإنشائية التي شهدها قطاع الإسكان، والتي عكست قدرة الدولة على إعادة تطوير المعالم الأثرية والتاريخية الشهيرة.