رغم معاناه العالم من جائحة كورونا، والحرب الروسية الأوكرانية، وتداعياتهما، خاصة الأزمات الاقتصادية، إلا أن الرئيس عبد الفتاح السيسي، استطاع مواصلة جهوده نحو الجمهورية الجديدة، من خلال تحقيق طفرة في مشروعات البنية التحتية الضخمة، التي تعد أساس أي عملية تنمية اقتصادية واجتماعية وتعليمية، والتي اشتملت خلال 8 سنوات، على تطوير قطاع المواصلات والطرق، والنهوض بشبكة الكهرباء القومية، فضلا عن توالي مشروعات المياه والصرف الصحي، وتوجيه الدولة نحو التحول الرقمي.

تطوير شبكة الكهرباء

تخلصت مصر من معاناة انقطاع التيار الكهربائي، التي تعرضت لها قبل 8 سنوات، من خلال توجيه الرئيس السيسي، بتطوير عاجل لشبكة الكهرباء القومية، والانتهاء من المرحلتين الأولى والثانية من الاعتماد على العدادات الذكية لترشيد الطاقة، وتحويل الخطوط الهوائية إلى كابلات أرضية، وإنشاء محطة كهرباء العاصمة الإدارية الجديدة.

وأنشأت الدولة، محطة محولات بنبان للطاقة الشمسية بأسوان، الأكبر على مستوى العالم، بالإضافة إلى الانتهاء من تركيب 20 وحدة كهرباء غازية بالمحافظات، فضلا عن إنشاء 18 محطة توليد كهرباء جديدة، وتوقيع اتفاقية إنشاء محطة الضبعة النووية بمحافظة مطروح، بتكلفة 28.5 مليار دولار.

مشروعات الطرق

يعتبر ملف تطوير شبكة الطرق في مصر، أحد أعظم التحديات التي واجهتها القيادة السياسية، خلال السنوات الماضية، من خلال إنشاء وتطوير الطرق بجميع المحافظات، وإعادة تأهيل شبكة الطرق الحالية، وإنشاء كوبري تحيا مصر المعلق، الذي يعج أعرض كوبرى ملجم في العالم، بتكلفة 5 مليارات جنيه، فضلا عن أنفاق قناة السويس، وطريق شرم الشيخ الجديد.

ونفذت الدولة عدد كبير من الكباري على مستوى الجمهورية، لتخفيف التكدس المروري بالمدن، وتطوير محور المريوطية بطول 7 كم ، وتطوير محور المنصورية بطول 3 كم، وتطوير طريق ترسا بطول 3 كم.

وافتتح الرئيس السيسي، مشروع الطريق الدائري الأوسطي بطول 156 كم الممتد من طريق القاهرة/ الإسماعيلية الزراعى حتى محور الضبعة، وتطوير طريق الجيزة/ الفيوم بطول ١٦ كم.

تحديث قطاعات النقل

أولى الرئيس عبد الفتاح السيسي، قطاع النقل أهمية كبرى، وفقًا لرؤيته الاستراتيجية نحو التنمية الإقتصادية والاجتماعية، لذلك انطلقت خطة التطوير والتحديث لكل قطاعات النقل، ومن أبرز مشروعات النقل، تنفيذ محطة مترو عدلي منصور التبادلية، التي تعد إحدى المحطات المركزية الكبرى، لربط العاصمة الإدارية الجديدة بكل مدن ومحافظات الجمهورية.

وشهدت المشروعات، تطوير شبكة السكك الحديدية الحالية، من خلال تطوير نظم الإشارات على 4 خطوط رئيسية، بإجمالي 1900 كم وتطوير أسطول الوحدات المتحركة، بجانب إنشاء شبكة مصر للقطارات السريعة، بإجمالي أطوال حوالي 2000 كم، وتطوير المحطات والمزلقانات وتجديدات السكة.

مشروعات الصرف الصحي والمياه

يعتبر الصرف الصحي ومياه الشرب، من القطاعات الأساسية التي تمس حياة المواطن اليومية، لذلك اهتمت القيادة السياسية بتطوير، وإنشاء عدة مشروعات في هذا القطاع، إذ توالت مشروعات شركة مياه الشرب والصرف الصحي بالقاهرة، لتخدم العديد من الأحياء، مع وضع استراتيجية متكاملة لقطاع المياه والصرف، استهدفت 7 مراكز بمحافظة أسيوط، وهى: منفلوط، أبو تيج، أبنوب، صدفا، ديروط، ساحل سليم، الفتح، بالإضافة إلى تنفيذ عدة مشروعات أخرى/ في الدلتا والإسكندرية وسيناء.

تطور قطاع الاتصالات

حظى قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، بالدعم الكامل من الرئيس عبد الفتاح السيسي في ضوء توجه الدولة نحو بناء مصر الرقمية، وفي إطار ذلك تعاونت وزارة الاتصالات مع كل أجهزة ومؤسسات الدولة، من أجل إنشاء منظومة رقمية متكاملة مؤمنة، لتحقيق نقلة نوعية في الخدمات الحكومية للمواطنين.

وتمثلت أبرز الإنجازات في هذا المحور، في الانتهاء من ربط أكثر من 75 قاعدة بيانات حكومية ببعضها، بالتعاون مع هيئة الرقابة الإدارية، في إطار تنفيذ المشروع القومي للبنية المعلوماتية للدولة المصرية، الذي يهدف إلى تعزيز الرؤية الشاملة للتخطيط ومعالجة الازدواجية في قواعد البيانات.

وأطلقت 60 خدمة حكومية مرقمنة على منصة مصر الرقمية، طبقًا للموقع الرسمي لوزارة الإتصالات وتكنولوجيا المعلومات، الذي أوضح أن تلك الخطوة تهدف إلى رقمنة الخدمات الحكومية وإتاحتها، من خلال منافذ متعددة تلائم جميع أفراد المجتمع، وهي: منصة مصر الرقمية، ومكاتب البريد، ومراكز الخدمات الحكومية، فضلا عن تنفيذ مشروع ميكنة منظومة التأمين الصحي الشامل بالتعاون مع وزارتي الصحة والإنتاج الحربي، كما تسعى الدولة إلى إقامة بنية تحتية معلوماتية قوية، في كل أنحاء الجمهورية، من خلال رفع كفاءة شبكة الإنترنت.

جدير بالذكر أن المبادرة الرئاسية «حياة كريمة»، وضعت صعيد مصر، ضمن الأكثر استهدافًا لتوفير مستوى معيشة صالح وآدمي، نظرا لما تحتويه من مشروعات بنية تحتية، من خلال توصيل الصرف الصحى، والغاز الطبيعي، وإنشاء وتطوير العديد من الوحدات الصحية، ومكاتب البريد، وإنشاء العديد من المدن السكنية شاملة جميع الخدمات والمرافق، ومنهم على سبيل المثال، مدينة سوهاج الجديدة.

مصر تشهد تنمية متوازنة

يقول الدكتور شريف عوض، أستاذ علم الاجتماع بجامعة القاهرة، إن مصر تشهد حاليا، تنمية متوانة بفضل توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، لأن التطوير لم يكن بشكل مركزي في القاهرة فقط، بل امتد ليشمل جميع محافظات مصر، وقد مثلت مبادرة «حياة كريمة» أفضل نموذج لذلك، من خلال مشاريع البنية التحتية في القرى الفقيرة.

ويضيف «عوض» لـ«الوطن»، أن مصر تحدت جميع العوائق والأزمات العالمية، لتسير نحو الجهورية الجديدة بخطى ثابتة، إذ استطاعت أن تحقق الكثير من الإنجازات التي تحتاج لسنوات طويلة، في ثماني أعوام فقط، مؤكدا أن القيادة السياسية تستهدف بناء الإنسان بجانب تطوير المشروعات التنموية، لأن هناك بعض المشكلات في خصائص المجتمع المصري، مثل استعجاله في رؤية نتائج التنمية على أرض الواقع، متابعا: «من ضمن أهداف رؤية مصر للتنمية المستدامة 2030، الاستثمار في الإنسان من خلال رفع وعيه وثقافته».

وأشار أستاذ علم الاجتماع بجامعة القاهرة، إلى أنه من الضروري أن يعي المواطن المصري، أن هناك بعض المشاريع التنموية، التي تحتاج إلى وقت حتى تظهر آثارها، خاصة مشاريع الطرق وإنشاء الكباري، مشيرًا إلى أن الزيادة السكانية، هي من أكبر المشكلات، التي تُشعر المواطن ببطئ الإنجازات: «نعاني من انفجار سكاني يلتهم ثمار التنمية سريعًا».