دعم حياة الأرض للاستدامة
* أ. د. عزيزة سليمان علي
إن حماية أنظمة دعم حياة الأرض، والحد من الفقر ينبغي أن يكونا أول أهداف التنمية المستدامة لأن البشر يعملون على تحويل هذا الكوكب بطرق يمكنها أن تقوِّض المكاسب الإنمائية.
وكما تبيِن البحوث المتزايدة.. فإن الأداء المستقر للنظم الأرضية والتي تضم الغلاف الجوي، والمحيطات، والغابات، والمجاري المائية، والتنوع البيولوجي، الدورات البيوجيوكيميائية يعد شرطاً أساسياً لمجتمع عالمي مزدهر على مساحات شاسعة من الأرض، وقد تكون العواقب الاجتماعية أيضاً وخيمة مثل الترحيل، وخسارة سبل العيش، والصراعات العنيفة.
كانت المؤسسات البحثية ومنظمات المجتمع المدني تدعو إلى وقف تدهور التربة والعمل على تعافيها بحلول العام 2020، وهي تمارس الضغوط من أجل تشكيل فريق دولي واحد على الأقل من الخبراء يجتمع في الأمم المتحدة لمعالجة هذا الجانب المركزي من الأمن الغذائي العالمي ففي كل عام تفقد الأرض 12 مليون هكتار من الأراضي بسبب الاستخدام المفرط للأسمدة.
نحن في عصر أصبح فيه الإنسان قادراً على تغيير الكوكب.
إن الإنسانية تسير نحو تغير بيئي عالمي، ومع توقع وصول مجموع سكان الأرض إلى 9 مليارات نسمة بحلول عام 2050، سيحمل الضغط البشري المتزايد خطورة إحداث تغييرات مفاجئة، وواسعة النطاق وربما تكون غير قابلة للرجوع فيها على العمليات الأساسية لنظام الأرض.
إن نقص المياه، وتطرّف الأحوال الجوية، وتدهور ظروف إنتاج الغذاء، وفقدان النظام الإيكولوجي، وزيادة نسبة الأحماض بالمحيطات، وارتفاع مستوى سطح البحر هي أخطار حقيقية، يمكنها أن تُهدِّد التنمية، وتحرك الأزمات الإنسانية في جميع أنحاء العالم.
وبناء على عقود من البحث، حدّد تحليل صدر في عام 2009 الحدود الكوكبية التي قد يكون تخطيها غير آمن بالنسبة إلى عدد من عمليات النظام الأرضي، وهي تغير المناخ؛ ومعدل فقدان التنوع البيولوجي البري والبحري والتدخّل في دورات النيتروجين والفوسفور، واستنفاد طبقة الأوزون في الستراتوسفير، وزيادة نسبة الأحماض في المحيطات، والاستخدام العالمي للمياه العذبة، وتغيير استخدام الأراضي، والتلوث الكيميائي، وتحميل الغلاف الجوي بالهباء. كما أن إزالة الغابات والتصحّر يشكل تحدياً رئيسياً أمام التنمية المستدامة ولابد من بذل الجهود المكثّفة لحماية الإرث البيئي مع الجهات المسؤولة في إدارة الغابات ومكافحة التصحّر.
* استشاري الطب الباطني القلب وطب الشيخوخة
