جدد الملك فيليب ملك بلجيكا الأربعاء أسفه العميق للاستغلال والعنصرية وأعمال العنف خلال استعمار بلاده جمهورية الكونغو الديمقراطية، لكنه لم يصل إلى حد إصدار اعتذار رسمي هذه المرة أيضاً.

وصار الملك في عام 2020 أول مسؤول بلجيكي يعبّر عن أسفه للاستعمار، لكن بعض الكونغوليين كانوا يأملون في أن يُصدر اعتذاراً رسمياً، خلال أول زيارة يقوم بها منذ أن اعتلى العرش عام 2013.

وقال الملك في جلسة مشتركة للبرلمان في العاصمة كينشاسا: "على الرغم من أن عديد من البلجيكيين استثمروا بأنفسهم بإخلاص وأحبوا الكونغو وشعبها بعمق، فإن النظام الاستعماري نفسه كان قائماً على الاستغلال والهيمنة".

وأضاف: "كان في حد ذاته نظاماً للعلاقات غير المتكافئة وغير المبررة، واتسم بتقييد الحريات والتمييز والعنصرية".

وتابع قائلاً: "أدى ذلك إلى أعمال عنف وإهانات، وبمناسبة رحلتي الأولى إلى الكونغو، فإنني، هنا وأمام الشعب الكونغولي وأولئك الذين ما زالوا يعانون حتى اليوم، أود أن أؤكد مجدداً أسفي العميق لجروح الماضي تلك".

وقد رحب رئيس الكونغو فليكس تشيسكيدي والعديد من الساسة بزيارة الملك فيليب، ولوح عدد كبير من مؤيدي الحزب الحاكم بالأعلام البلجيكية، وكُتب على لافتة معلقة على البرلمان "تاريخ مشترك".

لكن عديداً من الكونغوليين أصيبوا بخيبة أمل على الأرجح بسبب عدم تقديم اعتذار رسمي.

وأمس الثلاثاء وصل الملك إلى العاصمة كينشاسا بصحبة زوجته الملكة ماتيلد ورئيس الوزراء البلجيكي ألكسندر دي كرو، في زيارة تستغرق أسبوعاً.

وفي وقت سابق اليوم، قال تشيسكيدي خلال مؤتمر صحفي قصير مع دي كرو، إنه ركز على تعزيز التعاون مع بلجيكا لجذب الاستثمار وتحسين الرعاية الصحية والتعليم في الكونغو.

وأضاف: "لم نتطرق إلى الماضي، وهو الماضي الذي لا يجب إعادة النظر فيه، لكننا بحاجة إلى التطلع إلى المستقبل".

وفي بادرة على حسن النية خلال أول زيارة يقوم بها منذ اعتلائه العرش، أعاد الملك فيليب اليوم قناعاً تقليدياً أثرياً، وهو من أقنعة شعب سوكو التقليدية، إلى متحف الكونغو الوطني في "إعارة لأجل غير مسمى".

وكان القناع محفوظاً لعقود في المتحف الملكي البلجيكي لوسط أفريقيا.

وقال الملك: "أنا هنا لأعيد إليكم هذه القطعة الاستثنائية من أجل أن يتسنى للكونغوليين استكشافها وإبداء الإعجاب بها".

كما ستُسلم بلجيكا سنّاً، يُشتبه في أنه آخر ما بقي من رئيس وزراء الكونغو الأول باتريس لومومبا، إلى أسرته هذا الشهر.

وفي عام 2002، اعترفت الحكومة البلجيكية بتحملها المسؤولية جزئياً عن وفاة لومومبا عام 1961.

TRT عربي - وكالات