شاركت وحدة السكان، التابعة لوزارة التنمية المحلية بالسويس في الحوار المجتمعي الوطني التشاركي، ضمن فعاليات المنصة المحلية لمبادرة “بلدنا تستضيف القمة 27 لتغير المناخ”، وذلك خلال اللقاء الذي تم بمركز النيل للإعلام، بحضور أنعام مجاهد رئيس فرع جهاز شؤون البيئة وانتصار الحجازي رئيس المنصة المحلية بالسويس ومدير الإعلام والتدريب بالجهاز، و سمر مجدي رئيسة وحدة السكان، وأعضاء الحوار وأعضاء المنصة وممثلي الشركة القابضة لمياه الشرب ومديرية الزراعة والهيئة العامة للثروة السمكية ومديرية الطب البيطري ومجموعة من شباب الخريجين من جامعة السويس.

حلها تدويرها

تضمن اللقاء عرضاً لأنشطة وحدة السكان، وبشكل خاص ما يتعلق برفع الوعي البيئي، وإعادة تدوير المخلفات، من خلال مبادرة “حلها تدويرها” والتأكيد على أن أنشطة هذه المبادرة مازالت مستمرة، وسيتم تكثيف العمل بالتشبيك مع الجهات المختلفة بالفترة القادمة، في اطار ما يمكن ان يقدمه تدوير المخلفات لصالح ملف التغيرات المناخية، وتأثيراته على البيئة وصحة الإنسان والزراعة والثروة السمكية والحيوانية والموارد المائية.

اليوم السكاني الشامل

وتم خلال الملتقى التنويه عن اليوم السكاني الشامل الذي تنظمه وحدة السكان بالتنسيق مع الجهات الشريكة، والذي سيتضمن توعية بيئية للمواطنين بقرية العمدة بحي الجناين، والتأكيد على أنه من المقرر نشر فعاليات المبادرة في رفع الوعي البيئي باثار تغير المناخ، على نطاق خمسة أحياء، كما تم عرض فيديو من قبل الباحثين بجهاز شئون البيئة بالسويس حول التغيرات المناخية وتأثيرها على الانسان والمجتمع.

وأوصى الحضور في ختام اللقاء بضرورة تنفيذ دورات تدريبية للخريجين عن إعادة تدوير المخلفات والتقليل من الملوثات البيئية، والتعاون والتنسيق بين معهد علوم البحار والمصايد وجهاز الثروة السمكية للتعرف على أثر التغيرات المناخية على الأسماك، مع وضع آليات للحد من الممارسات الخاطئة، خاصة القاء الحيوانات النافقة في المجاري المائية، ودعم استخدام الطاقة الشمسية في ري الأراضي الزراعية، مع إعادة استخدام مياه الصرف المعالج. والتخلص الآمن من المخلفات البلاستيكية والصلبة والبلدية مثل نفايات الطعام.

ووفقًا لباحثين في معهد باسيفيك في أوكلاند بكاليفورنيا ، فإن المخلفات تمثل كارثة مناخية، وعلى سبيل المثال فإن الطاقة اللازمة لإنتاج ونقل وتبريد المياه المعبأة تتطلب ما يصل إلى 2000 ضعف الطاقة اللازمة لإنتاج مياه الصنبور، و المخلفات البلاستيكية الناجمة عنها تمثل كارثة، إذ تستغرق الزجاجات البلاستيكية 450 عامًا أو أكثر لتتحلل. في البحر أو البر، وهكذا يمكننا تصور ما تفعله مخلفات الزجاجات المستخدمة في تعبئة المياه، في مناخ الأرض.

وكشفت دراسة بحثية، أعدها الدكتور حمدى عرفة، أستاذ الإدارة الحكومية والمحلية بكلية الإدارة بالجامعة الدولية للعلوم والتكنولوجيا، عن إهدار الطعام ، أن الفرد بالعالم العربي يهدر ٢٤٠ كيلوجرامًا سنويًّا من الغذاء.

وحسب منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة “فاو” فإن ٢٢ دولة عربية، بها ٤٢١ مليون عربي، يلقون ٥٢% من استهلاكهم الغذائي في سلات المهملات، وباقي شهور العام ٣١٪ بسبب سوء استهلاك الطعام وسوء الحفظ والتخزين وسوء تقدير الاحتياجات.

وأكدت الدراسة أن مصر تنفق ٥٧٪ من دخل المواطنين سنويًّا على الطعام، بمعدل ٦٠٥ مليارات جنيه سنويًّا.، كل ما سبق يدخل ضمن المخلفات البلدية التي يتم التخلص منها غالبًا بطرق غير آمنة تؤدي إلى أنواع متعددة من التلوث المؤدي إلى ظاهرة الاحتباس الحراري وبالتالي تغير المناخ.

جاء ذلك في إطار اعمال منصات المحافظات لمبادرة “بلدنا تستضيف القمة 27 لتغير المناخ”، وبدأت المبادرة في يناير الماضي تحت رعاية نيفين القباج، وزيرة التضامن الاجتماعي، وبريادة الدكتور عماد عدلي رئيس مجلس ادارة المكتب العربي للشباب والبيئة.

جدير بالذكر أن تنفيذ اللقاء كان مسؤولية وحدة السكان بالسويس، في إطار تكليفات اللواء محمود شعراوي وزير التنمية المحلية بتفعيل الأنشطة التي تنفذها وحدات السكان بالمحافظات لتسريع الاستجابة المحلية للقضية السكانية، والاهتمام بتفعيل دور وحدات السكان ودعم الشراكات مع الجهات المختلفة بالمحافظات، وتماشيًا مع المستجدات الوطنية والمحلية والاستعداد والتجهيز لمؤتمر التغيرات المناخية COP27 بشرم الشيخ، وبرعاية اللواء عبد المجيد صقر محافظ السويس وإشراف خالد سعداوي السكرتير العام، وبتوجيهات الدكتورة فاطمة الزهراء جيل رئيس وحدة السكان المركزية بوزارة التنمية المحلية بضرورة رفع الوعي المجتمعي والبيئي بأثر المتغيرات البيئية على الأبعاد السكانية المختلفة وتأثرها بها.