إبراهيم عبدالمجيد: أخلصت لأعمالى طوال حياتى ولم أنشغل بأى شىء

الروائى الكبير فى حوار خاص مع الدستور بعد حصوله على جائزة النيل 

«المسافات» رواية مفصلية فى حياتى لأنها أبعدتنى عن السياسة 

نشر روايتى «الصياد واليمام» فى «الكرمل» فتح لى أبواب الوطن العربى

محبة الناس أكدت لى أن ما فعلته فى حياتى لم يذهب هدرًا

الجيل الجديد يواجه مشاكل كثيرة لأنه يحقد على بعضه البعض وهناك الكثير من «أنصاف المواهب»

ليس من السهل أن تكون كاتبًا متمكنًا، وليس من السهل أن تصنع علاقة قوية بينك وبين القارئ، وليس من السهل أيضًا أن تصنع نصوصًا أدبية قوية على مدار نصف قرن.. ومن هنا فإن الروائى الكبير إبراهيم عبدالمجيد «كاتب فارق»، وكان حصوله على جائزة النيل للآداب أمرًا طبيعيًا، لكن ما كان مفاجئًا له هو حجم الاحتفاء بحصوله على هذه الجائزة فى مصر والوطن العربى.

«الدستور» حاورت الكاتب الكبير، الذى لم يتحدث معنا عن رواية بعينها، كالمعتاد، بل فتح قلبه وتكلم عن تاريخه مع الكتابة، والصعوبات التى واجهها، والحروب التى شُنت ضده، والصدف التى غيرت حياته، ووجّه نصائح للكتّاب الشباب، وكشف عن أن معرض الكتاب المقبل سيضم رواية جديدة له.

 

■ بداية.. كيف كان شعورك حينما علمت بحصولك على جائزة النيل؟

- أعتبر أن حصول أى كاتب مخلص لأعماله على جوائز أمر طبيعى، وأشكر من منحونى الجائزة، وكل من هنأنى من الصحفيين والكتّاب.. وأقول إننى أخلصت لأعمالى طوال حياتى، ولم أنشغل بأى شىء سوى الكتابة، وكل شىء يحدث فى وقته.

■ احتفى بفوزك آلاف المحبين على السوشيال ميديا.. ماذا تقول لهم؟

- أقول إن أجمل أمرين فى الدنيا هما الكتابة ومحبة الناس، هذه هى قناعتى، أستمتع أولًا بفعل الكتابة، ثم أسعد بمحبة القراء.

أما عن الأمور الأخرى، مثل الجوائز والمال فهى زائلة، وتبقى الكتابة.. محبة الناس أكدت لى أن ما فعلته فى حياتى لم يذهب هدرًا، فهناك مئات الآلاف من المحبين فى مصر والوطن العربى، وهذا لا يقدر بمال.

وتأكدت قبل ذلك من حجم المحبة التى يحملها لى الناس فى قلوبهم، تحديدًا فى فترة مرضى، فالناس فى كل مكان كانوا يدعون الله لى كى أتعافى.. المحبة تظهر فى مثل هذه الأوقات، وهذا شىء جميل جدًا.

الجوائز عابرة، ونشكر لجان التحكيم على الجائزة، لكن تقديرى الحقيقى هو محبة الناس لى، وهذا ما لاحظته على السوشيال ميديا.

■ ما الرواية التى تعتبرها مفصلية فى مشوارك؟

- رواية «المسافات» بالطبع، والسبب أننى كنت منشغلًا بالرواية السياسية قبل كتابتها، والرواية التى تسبقها هى «فى الصيف السابع والستين»، وهى إدانة لهزيمة ١٩٦٧، واعتمدت فى كتابتها على المونتاج الصحفى، وذكرت وجهات النظر المرتبطة بهذه الهزيمة.. رواية مش بطالة لكنها مليئة بالسياسة، وهذا محبوب الآن، لأن الجمهور يتغير.

وقبل كتابة رواية «المسافات» كنت عضوًا فى الحزب الشيوعى المصرى، وكان حزبًا سريًا آنذاك، فى هذه الفترة كان كل الشباب منضمين لأحزاب، ولاحظت خلال فترة انضمامى لهذا الحزب أننى متأثر بلقاءاتى مع أعضائه، وأن كتابتى أصبحت مباشرة، وكنت أكتب بعض القصص القصيرة حول ما يحدث، لكنها لم تكن تعجبنى، وأحسست أننى أريد الكتابة بشكل فنى مختلف.

تركت الحزب فى مايو ١٩٧٨، وكان معى مجموعة من الفنانين، منهم الروائى الكبير عبده جبير، والشاعر والروائى الكبير محمد ناجى، والمطرب الثورى عدلى فخرى «الصورة المقابلة للشيخ إمام عيسى، وكان يكتب له الشاعر سمير عبدالباقى».. كلنا تركنا الحزب معًا لأننا نريد الفن، لا السياسة، وتفرقنا فى البلاد، فذهب «عدلى» إلى لبنان، و«ناجى» إلى الخليج، وذهبت أنا للسعودية، بعدما اقتنعنا بأن الفن أبقى من السياسة، ولا داعى للعمل المنظم.

بعدما أخذت هذا القرار شعرت بما شعر به العالم أرشميدس حينما اكتشف قاعدته التى بنى عليها قانون الطفو، أحسست بأننى أريد أن أقول: «وجدتها.. وجدتها».

بدأت فى هذا الوقت فى كتابة رواية «المسافات»، المليئة بالأساطير، وهى تدور فى منطقة معزولة، بين البحيرة والسكة الحديد، وأبطالها يعيشون على الأساطير، وكنت سعيدًا بكتابتها، لذا أعتبرها نقلة فى مسيرتى.

وحينما عدت للسياسة فى كتاباتى بعد ذلك، فى رواية «بيت الياسمين»، عالجت الأمور السياسية بكوميديا، وأصبحت مقدمة كل فصل تراجيدية، وبقيته كوميدية.

■ كيف كانت كواليس كتابة «المسافات»؟

- حينما ذهبت للسعودية عام ١٩٧٨ مكثت هناك عامًا واحدًا، فلم أكن أريد جمع الكثير من المال، كل ما كنت أريده هو توفير مبلغ يسمح لى بتأجير شقة.. فقبل ذلك كنت أعيش فى شقة مفروشة، وكان الأصدقاء يأتون لزيارتى دائمًا، وكان هذا الأمر يعطلنى عن الكتابة، لذا أردت أن أستأجر شقة جديدة وأفرشها، وأحدد مواعيد الزيارة، كى أجد وقتًا للكتابة، وهذا ما حدث.

وكان من الممكن أن أظل فى السعودية لوقت أطول من هذا، لكننى كنت أحلم فقط بأن أحصل على شقة لزوجتى وابنى، وكان معى ١٠ آلاف دولار، وكانت تساوى تقريبًا ٦ آلاف جنيه، وعاتبنى كثيرون بسبب عدم استمرارى فى السعودية.

حينها التقانى الكاتب الكبير صنع الله إبراهيم، وقال لى: «أنت مكار يا إبراهيم.. تركت المال لأجل الكتابة»، فقلت له: «أتحاسبنى على الفقر يا صنع الله»، وضحكنا.

بعدما عدت استأجرت شقة فى إمبابة، وأكملت كتابة رواية «المسافات»، وكتبت بعدها «الصياد واليمام»، ونجحت خطتى.

■ بعد مرور كل هذه الأعوام.. هل ترى أن قرار عودتك لمصر كان صائبًا؟

- نعم، بالطبع، كان قرارًا جميلًا، وساعدنى فى مشوارى الفنى، فحينما كنت فى السعودية كنت أرسل قصصى للنشر بالبريد، لم يكن هناك فاكس أو موبايل أو سوشيال ميديا، وحينما كنت أسأل عن قصصى كانوا يقولون لى إنها لم تصل.. لذا كان من الضرورى أن أعيش فى القاهرة، لكى أسلم قصصى للناشرين بنفسى، ولا أنتظر وصولها بالبريد.

وقلت لأصدقائى آنذاك إن القاهرة بها أسباب للنجاح وأسباب للفشل، وإن قرار عودتى من السعودية صحيح، فقالوا لى: «نحن سعداء بالبحر هنا، ولا نهتم بالنجاح».

لكن إن حدث نفس الأمر خلال هذه الأيام، بوجود التكنولوجيا، ما كنت سأعود للقاهرة، لأن «كل شىء بيخلص بالموبايل دلوقتى».

■ ما أغرب المواقف التى جمعتك بالقراء؟

- هذه المواقف تحتاج إلى كتاب كامل، وليس حوارًا صحفيًا.. أبرز موقف كان بطله صحفيًا شابًا، قال لى إنه قرأ لصديقته، خلال اتصال هاتفى، مقاطع من رواية «لا أحد ينام فى الإسكندرية»، وقصّ عليها المشهد الأخير لبكاء «مجد الدين» على «دميان»، فقالت له: «أنت كافر.. أنت والمؤلف».. وبعد ذلك أرسل لها الرواية وقرأتها، وتطورت علاقتهما وتزوجا بسبب روايتى.

موقف آخر حدث فى فندق هيلتون، حيث جاء لى شاب وسلم علىّ، فسألته: «هل تقرأ لى؟»، فأجاب: «لا.. لكن والدتى تبعث لك السلام»، فاندهشت، فقال لى: «كنت طالبًا فاشلًا جدًا، وذات مرة كنت أمشى فى شارع النبى دانيال، فوجدت رواية (طيور العنبر) وكانت تباع بـ٣ جنيهات، فاشتريتها وقرأتها، ثم أحببت القراءة وتحول بيتى إلى مكتبة، ونجحت فى الجامعة، وأصبحت مرشدًا سياحيًا».

وذات مرة أرسل لى شخص فرنسى خطابًا، حكى لى فيه أنه وجد روايتى «لا أحد ينام فى الإسكندرية» مترجمة للفرنسية، فقرأها فى القطار، وكان بجواره كاتب تونسى يعرفنى، فأعطاه عنوانى، فأرسل لى الخطاب ليشكرنى على البهجة التى ملأت قلبه.

وهناك موقف حدث مع الشاعر الدكتور أحمد الجعفرى.. كنت فى طريقى للزمالك، أقود سيارتى، ومررت من الطريق المفضى إلى وزارة الثقافة، وظهر أمامى فجأة شاب يقرأ كتابًا، وكنت سأصدمه بسيارتى لكننى انحرفت فى آخر لحظة، أوقفت السيارة وقلت له: «خلى بالك وإنت بتقرا»، فوجدته يمسك رواية «لا أحد ينام فى الإسكندرية»، وقال لى إن الكتاب جميل وجعله ينسى الواقع.

وقال لى شاب ذات مرة إنه قرأ روايتى ٢٠٠ مرة.. كل هذه المواقف تسعدنى، وتجعلنى أشعر بقيمة ما أنجزته فى حياتى.

■ ما الصعوبات التى قابلتها فى حياتك؟

- مررت بصعوبات كثيرة، أبرزها أن نقاد جيل ستينيات القرن الماضى لم يكتبوا عن أعمالى، لكن حدثت صدفة أسعدتنى، وهى أن نقاد الجيل الأقدم هم من كتبوا عن أعمالى، وأبرزهم: على الراعى وصلاح فضل وشكرى عياد وأحمد عباس صالح.

وفى عام ١٩٨٤، كنت قد أصدرت «المسافات» و«العشق والدم»، وحينها كتب عنى أدباء جيل الستينيات، مثل: صبرى موسى وعبدالله الطوخى وعلاء الديب، واهتموا برواياتى جدًا.

ومن أجمل الصدف التى حدثت فى حياتى أننى التقيت الشاعر الفلسطينى الراحل محمود درويش فى ندوة بحزب التجمع، وقلت له بعد الندوة: «أعرفك ولا تعرفنى.. أريد نشر روايتى كاملة فى مجلة الكرمل»، فقال لى: «فى الكرمل؟ أنا لم أفعلها من قبل.. هل أنت مجنون؟»، فأجبته: «نعم أنا مجنون»، فقال لى: «أحضر الرواية لى فى الصباح»، فذهبت إليه برواية «الصياد واليمام».

أمسك «درويش» بالرواية وقال لى: «العدد المقبل من الكرمل سيصدر بعد شهرين.. أحضر العدد وإن لم تجد روايتك فيه لا تسألنى عنها».

كان مدير تحرير «الكرمل»، آنذاك، الشاعر والروائى الكبير سليم بركات، وبعد شهرين دخلت المجلة إلى مصر، وكانت أول مرة تصل فيها المجلة إلى المحروسة بعد السادات بـ٣ سنوات، بسبب معاهدة كامب ديفيد.

وجدت العدد فى مكتبة مدبولى، ذهبت وكنت قلقًا، فسألنى «مدبولى»: «مالك يا إبراهيم؟»، فتشجعت وأمسكت بالعدد، فوجدت مقدمة كتبها «درويش»، ورواية إبراهيم عبدالمجيد، وبسبب نشره الرواية انفتح لى العالم العربى كله، رغم أن الطرق هنا كانت مقفولة منذ جيل الستينيات.

بعدها نشرت رواية «بيت الياسمين»، وبعدها «البلدة الأخرى»، وهذه نشرتها فى الخارج، لأن الناشرين المصريين خافوا من نشرها.. نشرتها فى دار «رياض الريس» وكان يُكتب عنها مقال كل أسبوع.

■ ما نصيحتك للكتاب؟

- أنا مؤمن بكلمة كان يقولها لى والدى، رحمة الله عليه: «يحلها من لا يغفل ولا ينام.. تبات نار وتصبح رماد»، وهى الجملة التى استخدمها «مجد الدين» فى رواية «لا أحد ينام فى الإسكندرية».. دائمًا مهما واجهت من صعوبات.. أدخل لأستحم وأخرج لأسمع موسيقى، تأخذنى الموسيقى إلى الفضاء وأكتب وأنسى كل شىء، ولو كنت أركز فى المعارك الثقافية والحروب التى كانت تشن ضدى ما كتبت شيئًا.. من كانوا يحاربوننى كانوا يفعلون ذلك لأن كتاباتى جيدة.

للأسف، الجيل الجديد يواجه مشاكل كثيرة، لأنه يحقد على بعضه البعض، وهناك الكثير من أنصاف المواهب.. ليس الأمر السيئ أن تكون عدوًا لأبناء المهنة، لكن الأمر السيئ هو أن تهتم بهذا الأمر ويشغلك عن مشروعك.

■ هل كرهت الكتابة فى وقت ما؟

- نعم.. حدث ذلك كثيرًا.. فقد تحدث أحيانًا «قفلة» للكاتب، وحدث هذا الأمر معى بعد وفاة زوجتى الأولى، وتوقفت عن الكتابة عامًا كاملًا.

بعد ذلك تغيرت الحياة، وكتبت رواية «برج العذراء»، وهى الرواية التى أخذت منى شحنة الألم والتعب، وبعدها كتبت «عتبات البهجة»، وهى رواية رائقة ومبهجة ومليئة بالضحك.. أنا لا أيأس أبدًا، لأننى لا أكتب إلا إن ألحت علىّ شخصيات الرواية.. أنا لا أضع خطة، يحدث ضغط فى اللاشعور فتصنع الرواية نفسها.

أنا مؤمن بشىء، هو أن أول كتابة لا تصلح.. فالرواية تعاند، لذا أتركها وأعود إليها بعد فترة بعقل جديد، لأن العقل الأول لا يصلح.. وأبدأ فى بناء الرواية، لأن وجهة نظرى فى الفن أن البناء أهم من الرواية.

الموضوعات واحدة فى الروايات، لكن البناء الفنى هو الأساس.. «كيف تكتب؟» هذا هو السؤال، فضلًا عن سؤال: «كيف يكون كل فصل عكس الآخر.. وتزيد فرص استكماله؟».

فى رواية «الصياد واليمام» كانت الكتابة بالفعل المضارع، وفى «العشق والدم» كانت الصور السينمائية هى الأساس، وهناك جملة وقفت أمام النقاد، حينما كتبت مثلًا: «من الحلوى قطعتين تأخذ».. أنا أعبر بالصورة.. الحكى سهل والرواية محفل لغات، والموسيقى التى أسمعها تجعلنى أغير الشخصيات كأنها تسمع معى.. ودراستى للسينما أسهمت أيضًا فى هذا. حينما تكتب وأنت تنزل من على السلم تكون الكلمات مسرعة.. وحينما تكتب وأنت تصعد تكون الكلمات بطيئة.. وحينما تكتب وأنت على البحر تكون العبارات طويلة.. وحينما تكتب وأنت فى القطار تكون الكلمات سريعة.

اللغة مهمة والصدق الفنى مهم.. فمثلًا «العاهرة» لا تقول: «هيت لك»، ستقول: «لماذا لم تأت يا ابن الكذا»، كيف تجعل العامية فصحى والفصحى عامية.. كل هذه أسئلة مهمة.

■ على عكس بقية الكتاب تتحدث عن تأثير الشخوص على الكاتب.. ما تفسير ذلك؟

- شخوصى أثرت فىّ لدرجة أنها أصبحت حياتى.. الشخصيات الحميمة والحلوة، كنت أدور فى الشوارع أبحث عنهم، وحين كتبت رواية «السايكلوب» أدخلت فيها شخصية من رواية «هنا القاهرة»، واستدعيت شخصيات أخرى «لأنهم ريّحونى»، وهناك شخصية أسكنتها فوق «مقهى التكعيبة» فى وسط القاهرة، وذلك فى رواية «فى كل أسبوع يوم جمعة»، وكنت كلما مررت حاولت الصعود إلى شخصيتى التى تركتها هناك.. لدرجة أننى تناولت حبوبًا مهدئة لكى أنسى الشخصية.

■ ما الشخصيات التى تعيش داخلك حتى الآن؟

- الرواية الجديدة تمسح الشخصيات القديمة لتنمو مكانها شخصيات أخرى، لكننى لا أنسى «على» فى «المسافات» حتى الآن، ولا «سعاد» و«وردة» فى «العشق والدم»، ولا «دميان» فى «لا أحد ينام فى الإسكندرية».

هناك شخصيات تظل داخلك.. لكن الرواية الجديدة تخفف من وجودهم داخلك.. صحيح أننى أتذكرهم كثيرًا، وأحيانًا أستدعيهم، كما حدث فى رواية «هنا القاهرة»، التى استدعيت منها «سعيد صابر» وأدخلته فى «السايكلوب».. وفى «الهروب من الذاكرة» أحضرت مدرس الجغرافيا «سمير التائه».. لا أنساهم أبدًا.

■ كيف تجد شخصياتك فى الواقع ثم تدخلها فى الروايات؟

- يمكن أن تكون الشخصية «عابر سبيل» أو شخص رأيته ونسيته.. أنا أعتمد على النسيان، أى أرى ثم أنسى وأترك الشخصية تخرج من العقل الباطن.

على سبيل المثال.. صديقى «سمير صلاح» استوحيت منه شخصية «سعيد صابر»، وهناك أفكار جاءتنى من خلال البعض، لكن خبراتى كثيرة، فعملت مثلًا فى مهن كثيرة، منها مع عمال السكة الحديد، وعملت فى الصحراء، وسافرت السعودية، وكنت فى شبابى أخرج من البيت ولا أعود إليه إلا فجرًا، وطفولتى كانت مخزن ذاكرتى، فكانت أختى تأخذنى معها وأسمع حكاياتها، وكتبت هذا فى رواية «طيور العنبر».. أرى آلام الناس وأفراحهم، ولم أكن أعرف أننى سأكون كاتبًا، ولكننى كنت أخزّن ذلك فى روحى وذاكرتى.

■ ما العوامل التى أسهمت فى تكوينك؟

- الإسكندرية بالطبع، ووالدى الذى كان محفظًا للقرآن الكريم، وكان يحكى لنا قصص الأنبياء، وكان يحضر لنا عازف الربابة فيعزف لنا السير الشعبية العظيمة، وأيضًا المدرسة، لأن المدرسة كانت مفيدة آنذاك، وكنت أستمتع بحصص المطالعة وأذهب للمكتبة لأقرأ.

والرافد الأخير هو السينما.. وكان دخول السينما يكلفنى ٩ مليمات، وكنت أذهب للسينما يوميًا، وحينما كبرت اشتريت الروايات التى رأيتها فى السينما، لأقارن المكتوب بالمرئى.

وكنت أصادف الأجانب فى الإسكندرية، وكنت أحب معرفة تاريخها، وكلما قرأت عنها يزداد حبى لها.. وأرى أن «المتوسط» بحر يمنح الثقة، لأنك حين تطأ بقدمك الإسكندرية فأنت تمشى على حضارة كبيرة وتاريخ عظيم.

■ ما أحلامك المستقبلية؟

- لا أطمح فى أى شىء إلا الصحة لى ولأهل بيتى وأولادى.. لا أريد أى شىء.. أريد أن تكون نهايتى فى سلام.

هل هناك عمل جديد سيطرح قريبًا؟

- نعم.. أكتب عملًا سيطرح فى معرض الكتاب المقبل، ولكننى لا أتحدث عن أى عمل حتى يخرج للنور.

تاريخ الخبر: 2022-06-10 21:21:06
المصدر: موقع الدستور - مصر
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 51%
الأهمية: 50%

آخر الأخبار حول العالم

هكذا كانت ردة فعل عائلة الدكتور التازي بعد النطق بالحكم

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-04 03:26:08
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 57%

فرحة عارمة لابن الطبيب التازي بعد الإعلان عن مغادرة والده للسجن

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-04 03:25:52
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 61%

فرحة عارمة لابن الطبيب التازي بعد الإعلان عن مغادرة والده للسجن

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-04 03:26:00
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 62%

هكذا كانت ردة فعل عائلة الدكتور التازي بعد النطق بالحكم

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-04 03:26:03
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 68%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية