استبعد المفكر والمؤرخ حسن أوريد، لجوء المغرب والجزائر إلى مواجهة عسكرية مباشرة، بعد توتر العلاقات الثنائية بينهما خلال الفترة الأخيرة.
وخلال ندوة في مدينة إسطنبول التركية، نظمها “منتدى الشرق”، بعنوان “العالم على ضوء التغييرات الدولية”، قال أوريد إن “الوضع الحالي بين المغرب والجزائر يشكل تروما (صدمة حادة) ويعطل طاقات البلدين، وكان يمكن أن نتجاوز هذه المرحلة”.
وشدد على أن “الحكمة تقتضي أن نضع كل السيناريوهات لنتجنب السيناريو الأسوء، وهي حرب مدمرة مكلفة الآثار على المجتمع والشعبين معا..”.
واعتبر أوريد أن “المغرب والجزائر لهما نفس البنية الثقافية والفكرية ويجب أن لا تندثر، والقيادات تعي هذه الخصوصية، وبالتالي استبعد أن تكون هناك مواجهة”، مستدركا بالقول “إلا إذا كانت هناك مواجهة بالوكالة..”.
وقال أوريد “يجب الاتسام بالحذر، والرفع من محاذير الخطورة وتغليب الحكمة، لأنها في مصلحة البلدين والمنطقة، وأن أي انزلاق سيكون على حساب البلدين والشعبين والمنطقة، لكن أظن أن الحكمة ستتغلب في النهاية”.
ولفت إلى أن “الفئة الصامتة داخل الشعبين كبيرة، لم يتح لها أن تتكلم، وهي لربما صمام الأمان”.
وتمر العلاقات المغربية الجزائرية بمرحلة القطيعةـ خاصة بعد أن أعلنت الجزائر شهر غشت من سنة 2021 في قرار أحادي لها عن قطع علاقاتها مع الرباط وسحب سفيرها، بسبب ما وصفها وزير الخارجية الجزائرية رمطان لعمامرة بـ”أفعال عدائية متواصلة” من المغرب ضدّ الجزائر.
فيما أعادت الأزمة بين الجزائر والمغرب ملف الصحراء الغربية إلى الواجهة بعد سنوات من الجمود، وازداد التوتر بعد أن اتهمت الجزائر المغرب بقصف شاحنتين جزائريتين وقتل ثلاثة من مواطنيها في الأراضي الصحراوية في الأول من نونبر 2021.